واشنطن تجدد نداءها لـ«انتقال سلطة» فوري يشمل المعارضة

كلينتون تطالب سليمان بمحاسبة المسؤولين عن مهاجمة المحتجين وأوباما يدعو لوقف العنف

متظاهر يجلس على الارض بعد ان اصيب في الاحتجاجات المتبادلة بين تجمع ضم مناهضي وانصار الرئيس مبارك بميدان التحرير امس (إ.ب.أ)
TT

دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمس الحكومة المصرية الى البدء على الفور بحوار مع المعارضة حول مستقبل البلاد.

وادانت وزيرة الخارجية الاميركية بشدة الاعتداء على الصحافيين في مصر معتبرة ان الحكومة والجيش يتحملان«مسؤولية واضحة» في حمايتهم.

وتترقب الادارة الأميركية تبعات يوم جديد من المظاهرات اليوم بينما قضت يوم امس باتصالات مع مسؤولين مصريين لضبط العنف في المواجهات مع المتظاهرين، والعمل على اطلاق الصحافيين المعتقلين. واكدت مصادر اميركية لـ«الشرق الأوسط» ان الهدف الاول حاليا هو وقف العنف والهدف الثاني ضمان مشاركة المعارضة في عملية انتقال السلطة في مصر. والتقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون صباح امس بالسفير الأميركي السابق فرانك ويسنر الذي غادر مصر اول من امس بعد لقاءات مع الرئيس المصري حسني مبارك وكبار المسؤولين المصريين. وبينما تكتمت الخارجية الأميركية حول النتائج التي عاد بها ويسنر الذي اوفد إلى مصر بهدف التوصل إلى حل مرض لانتقال السلطة من الرئيس المصري حسني مبارك، أجرى ويسنر سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين اميركيين لاطلاعهم على التطورات في مصر. وكرر ناطق باسم وزارة الخارجية انه «مثلما قال الرئيس، لقد حان وقت الانتقال (في السلطة) ويجب ان يبدأ هذا الانتقال الان، فيجب ان يرى المصريون التغيير». واضاف: «يجب ان يكون الانتقال ذا معنى ولا يشمل فقط الحكومة بل اصواتا معارضة واحزابا معارضة تؤدي إلى انتخابات حرة وعادلة». وبينما تحرص واشنطن على عدم الظهور بأنها تطلب باستقالة فورية لمبارك، الا انها تشدد على اهمية اشراك المعارضة في مفاوضات حول عملية انتقال السلطة وبشكل مباشر. ومن غير الواضح بعد ما تنوي ان تفعله واشنطن في حال تأخرت هذه العملية. واتصلت وزيرة الخارجية الأميركية مساء اول من امس بنائب الرئيس المصري عمر سليمان للتعبير عن «الصدمة» من الهجمات على المتظاهرين في مصر. وافاد بيان من وزارة الخارجية الأميركية ان كلينتون اتصلت بسليمان «للتعبير عن ان العنف الذي شهده (يوم امس) كان تطورا يثير الصدمة بعد ايام عدة من المظاهرات السلمية المتواصلة». واضاف البيان ان «الوزيرة طالبت الحكومة المصرية بمحاسبة المسؤولين عن اعمال العنف»، بينما حرصت كلينتون على «التشديد على الدور المهم الذي تلعبه القوات المسلحة المصرية في ضبط النفس في وجه المظاهرات السلمية». وتابع البيان بأن كلينتون «عبرت عن اهمية ان يعيد التزام كل الاطراف باستخدام اساليب سلمية فقط للتجمع». وكررت كلينتون في اتصالها مع سليمان المطالبة الأميركية ببدء فوري لـ«مفاوضات جدية وذات معنى بين الحكومة والمعارضة حول «انتقال مصر إلى حكومة اكثر انفتاح وتعددية وديمقراطية». وحرصت الخارجية على الاشارة إلى ان كلينتون سمعت نداء سليمان لـ«حوار» واسع مع ممثلي المعارضة المصرية، الا ان واشنطن تسميها «مفاوضات» وليست فقط حوارا، في اشارة إلى اهمية احترام مطالب جميع الاطراف. وتحدث اوباما امس عن العنف في مصر في خطاب القاه في واشنطن صباح امس بمناسبة «فطور وطني للدعاء» السنوي. وقال اوباما: «ندعو ان ينتهي العنف في مصر وان حقوق الشعب وطموحاته تتحقق وان فجرا أفضل يأتي». وحصل اوباما على اخر المعلومات حول مصر في اجتماع صباحي بينما واصلت وزارتا الخارجية والدفاع الاستشارات مع اطراف عدة حول مصر. واكد مصدر في وزارة الخارجية لـ«الشرق الأوسط» ان الكثير من اتصالات اجريت لتأمين سلامة الصحافيين وخاصة المعتقلين منهم. وافادت مصادر اميركية مطلعة على الوضع في مصر ان هناك مخاوف من ان الضغوط على الصحافيين تنذر بمواجهات اكبر اليوم، وهو الامر الذي تحذر منه واشنطن في اتصالات خاصة مع المصريين. واجرى رئيس الاركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية الادميرال مايك مالون اتصالا بنظيره المصري سامي عنان صباح امس في ثاني اتصال بينهما منذ عودة عنان إلى القاهرة من واشنطن الاسبوع الماضي. وقال الناطق باسم مالون، الرائد جون كيربي انهما بحثا اخر التطورات في مصر، بالاضافة إلى دور القوات المسلحة فيها. وبينما واصلت الادارة الأميركية اشادتها الرسمية بالقوات المسلحة الأميركية، خرجت مجموعة من الخبراء الأميركيين بالملف المصري ببيان يطالب بتعطيل الدعم المالي العسكري لمصر في الظرف الراهن. وتشمل «مجموعة العمل حول مصر» اليوت ابرامز الذي كان في مجلس الامن القومي الأميركي في ادارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بالاضافة إلى ميشيل دان من معهد «كارنغي للسلام الدولي» الذين دعي بداية الاسبوع إلى البيت الابيض لبحث الاوضاع في مصر وطرح مقترحات للادارة الأميركية حول التعامل معها. واتهمت المجموعة الحكومة المصرية بالسماح باستهداف المتظاهرين، قائلة: «اذا واصلت الحكومة (المصرية) استخدام مثل هذا العنف، يجب ان تجمد الولايات المتحدة اي مساعدات عسكرية إلى مصر فورا». وتتوخى الادارة الأميركية الحذر في تصريحاتها حول العنف في مصر ومن يتحمل مسؤوليته، وقال ناطق باسم وزارة الخارجية: «نحن نراقب الوضع بحذر ونقيم ما يحدث، ما يمكنني قوله اننا نواصل ابلاغ الحكومة المصرية بوضوح بأن العنف غير مقبول وانه يجب التعامل مع المظاهرات بسلام». واضاف: «في حال ظهر ان الحكومة ترعى هذا العنف، سيكون ذلك غير مقبول تماما». ولكنه رفض التوضيح اذا كان سيعني ذلك قطع المساعدات العسكرية عن مصر.