مقرب من المالكي نفي توجيه إتهامات لإيران بدعم المتمردين بالسلاح

قال لـ«الشرق الأوسط»: فيما يتعلق بسورية: لا نحتاج إلى ويكيليكس

TT

اعتبر ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أن التقارير التي سربها أخيرا موقع ويكيليكس بخصوص توجيه المالكي اتهامات الى كل من سورية وإيران بدعم المجموعات المتمردة بالسلاح بأنها «تعبر عن نصف الحقيقة على أقل تقدير». وقال القيادي في دولة القانون عدنان السراج في تصريح خاص لـ «الشرق الأوسط» إن «ما أورده الموقع على انه وثائق أميركية سبق أن قلنا وقال الكثيرون معنا إن تسريبات ويكيليكس فيها الصح والغلط، ولا يمكن النظر اليها على أنها وثائق بل هي عبارة عن برقيات ومخاطبات بين مسؤولين أميركيين ومرجعياتهم ليس أكثر، وبالتالي فإن ما أورده الموقع هو ليس عن لسان المالكي، وإنما عن لسان السفير الأميركي السابق في العراق كريستوفر هيل، وهو من وجهة نظرنا لا يعدو أن يكون غير استنتاج من قبل السفير». وأضاف السراج «اننا يجب أن نفصل بين مسألتين وهما ما كنا نعانيه من تسلل معروف للإرهابين من الأراضي السورية للعراق بحيث كانوا يتخذون من سورية ترانزيتا للمرور الى الأراضي العراقية، وإحداث المزيد من عمليات التخريب، وإيران التي كانت منذ البداية داعمة قوية للعملية السياسية في العراق وللسيد المالكي نفسه». واضاف «وبالتالي فإننا في ما يتعلق بسورية في ذلك الوقت لا نحتاج الى ويكيليكس، بل ان المالكي وغيره من المسؤولين العراقيين سبق لهم أن وجهوا اتهامات علنية لسورية قبل أن يتغير الموقف بين البلدين». ورداً على سؤال عن دوافع السفير الأميركي السابق في أن ينقل اتهامات من هذا الطراز عن المالكي الى البيت الأبيض، قال السراج «في تصوري أن المالكي وفي ما يتعلق بإيران فإنه كان يقصد دعمها للمليشيات الشيعية التي كانت تعادي الولايات المتحدة الأميركية ومنها جيش المهدي ولفترة معينة ومن ثم سحبت تأييدها». واختتم السراج تصريحه بالقول «ما أورده السفير هيل على لسان المالكي يدخل في إطار لعبة الموازنات بين أميركا وإيران والتي يراد منها تصوير الموقفين الايراني والسوري من العراق على انه موقف واحد».

وكانت برقيات أميركية سربها موقع ويكيليكس قد أشارت الى تأكيد المالكي امام دبلوماسيين اميركيين عام 2009 بان سورية وايران تزودان المجموعات المتمردة بالسلاح. واوردت البرقيات ان المالكي اسر بهذه المعلومات للسفير الاميركي السابق لدى العراق كريستوفر هيل في سبتمبر (ايلول) 2009 عندما كانت العلاقات بين دمشق وبغداد مقطوعة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن البرقيات التي سربها ويكيليكس ان المالكي قال للسفير خلال لقاء في 22 سبتمبر 2009 ان «ايران وسورية تقدمان اسلحة للمتمردين في العراق، وضمنها صواريخ ارض - جو من طراز ستريلا». ويطلق هذا الصاروخ القصير المدى بواسطة منصة تحمل على الكتف. واضاف المالكي وفقا للبرقيات انه «تم في الآونة الاخيرة توقيف خمسة اشخاص من لواء اليوم الموعود المرتبط بفيلق القدس في الحرس الثوري الايراني ، بينما كانوا يحاولون خفية ادخال صواريخ من هذا النوع مخباة في سيارة دفع رباعي من طراز تويوتا لاندكروزر. وكان زعيم التيار الصدري رجل الدين مقتدى الصدر قد اعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 تأسيس «لواء اليوم الموعود» لمحاربة القوات الاميركية في العراق.