سورية: هجوم استباقي على المعارضة الافتراضية

تحت ضغط مؤيدي النظام.. دمشق ترفع الحجب عن «فيس بوك» لتوجيه ضربة للمعارضين

TT

في رد استباقي على «يوم الغضب السوري» الذي دعت إليه مجموعة تطلق على نفسها اسم «انتفاضة الشعب السوري» ومجموعات أخرى، في شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، شهدت شوارع دمشق أمس ومساء أول من أمس مسيرات سيارة.

وشوهد صباح أمس العديد من الحافلات تقل شبابا يحملون الأعلام السورية وصور الرئيس بشار الأسد، تتنقل في شوارع العاصمة. وعلى وقع تصاعد الأحداث في مصر، ارتفعت وتيرة المواجهات على الساحة الافتراضية بين فريقين من السوريين؛ فريق معارض يدعو للتظاهر، وفريق مؤيد يدعو للحفاظ على «الاستقرار والأمن في سورية وتجنب الدعوات التخريبية». ومقابل المجموعات المعارضة «انتفاضة الشعب السوري يوم 5 فبراير (شباط)» «وقفة أمام مجلس الشعب في 5 شباط» و«نحو إقالة محافظ حمص» و«مقاطعة شركتي الخليوي في 9 شباط» ظهرت عدة مجموعات مضادة منها «ضد وقفة 5 شباط» و«ضد يوم الغضب السوري» و«سورية الله حاميها» ومجموعة «غير صورة بروفايلك إلى صورة للقائد المقاوم بشار الأسد».

ومع ارتفاع حدة المواجهة الإلكترونية، نشرت إحدى المجموعات مقالة تحت عنوان كشف عصابة «يوم الغضب السوري» قالت إن كاتبتها هي الدكتورة المناضلة حنان نورا الحايك، ووصفتها بـ«البنت السورية الأولى على شبكة اليوتيوب». وتقول الكاتبة إنه نظرا للأوضاع الأمنية المتدهورة في مصر وتونس وحفاظا على الأمن القومي في سورية «كثفنا مجهودنا على الإنترنت في الفترة الأخيرة بعيدا عن الأنظار» وإنه تم اكتشاف بعض الرؤوس المدبرة في «غروب 5 شباط» على «يوتيوب» حيث تم «زرع ما لا يقل عن 100 مخبر في الغروب المعادي إناثا وذكورا وقد سيطرنا عليه سيطرة استخباراتية مطلقة».

وذكرت الكاتبة حنان قائمة بأسماء الذين تم كشف هوياتهم الحقيقية من أعضاء مجموعة «5 شباط» أبرزهم جهاد خدام نجل عبد الحليم خدام الذي انشق عن النظام في سورية، ومعارضين سوريين من جماعة الإخوان المسلمين، ومعظمهم يعيش خارج البلاد، وأعضاء عرب، وأكراد سوريين، بالإضافة إلى إسرائيليين، بحسب ما قالت كاتبة المقالة التي ناشدت السوريين تعميم رسالتها وإيصالها إلى الأجهزة الأمنية السورية لخطورتها.

بالتوازي مع ذلك، استبدل كثير من السوريين المؤيدين للنظام بصورهم الشخصية على «فيس بوك» صور العلم السوري والرئيس الأسد، بينما استبدل الفريق الآخر بصورهم صورا للعلم السوري مكتوب عليه عبارات مثل «ننزل الدبكة يوم 5 شباط»، أو العلم السوري يتوسطه صورهم الشخصية.

وعبرت مواطنة سورية التقت بها «الشرق الأوسط» في مقهى وسط دمشق وهي من مستخدمي «فيس بوك» و«يوتيوب»، عن عدم استعدادها للتجاوب مع أي من «دعوات مجموعات في الإنترنت، لأنها ببساطة مجموعات افتراضية تتخفى وراء أسماء وهمية» وقالت: «حتى لو كانت تلك الأسماء حقيقية، فأنا لا أعرفها فكيف أسير خلفها؟» لافتة إلى أن «الأمر في تونس ومصر مختلف، فالشباب الذي خرج إلى الشارع هناك ليس مسيسا ولا ينتمي إلى معارضات سياسية لا تختلف عن الأنظمة». وأضافت أن الدعوات التي وصلتها عبر «فيس بوك» أغلبها «كان لديه أجندة سياسية معينة ومنها ما انطوى على نزاعات طائفية وليست مطالب وحقوقا لجعل الحياة أفضل».

وكانت مجموعات من السوريين بدأوا في تبادل رسائل نصية تدعوا إلى التكاتف مع البلد والرئيس مثل «لا تراجع ولا استسلام، معك يا قائد الوطن».

والمفارقة أن الحكومة السورية التي تحجب مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات وزادت في الأيام الأخيرة رقابتها على مواقع فك الحجب، وجدت نفسها مطالبة من قبل مؤيدي القيادة السورية برفع الحجب وإتاحة تلك المواقع ليتمكنوا من القيام بهجوم استباقي على المجموعات المعارضة.