الدنمارك: إدانة مهاجم رسام كاريكاتور مسيء للنبي بتهمة «الإرهاب»

الادعاء طالب بالحكم عليه بالسجن 12 عاما

TT

أدانت محكمة دنماركية أول من أمس شابا صوماليا (29 عاما) بتهمة «محاولة القيام بعمل إرهابي ومحاولة القتل» لمهاجمته رسام كاريكاتور مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وقضت محكمة بلدة ارهوس (وسط الدنمارك) بأن محمد غيلي لم يحاول فقط قتل كورت فسترغارد عندما اقتحم منزله في 1 يناير (كانون الثاني) 2010 حاملا فأسا وسكينا، ولكن ما فعله يصل إلى مستوى العمل الإرهابي.

وقالت القاضية انغريد ثورسبو إن «المحكمة ترى أن محاولة قتل كورت فتسرغارد في منزله.. يجب أن تعتبر محاولة لنشر مستوى عال من الكراهية بين أفراد الشعب وزعزعة أركان المجتمع»، مضيفة أن هذه التهمة تدرج تحت قانون مكافحة الإرهاب. وأكدت أنه تم التوصل إلى الحكم بإجماع لجنة المحلفين. وطالب الادعاء الدنماركي بالحكم على غيلي بالسجن 12 عاما. وقال ليني لينتز مساعد الادعاء أمام المحكمة: «نظرا للظروف الخطيرة للهجوم، يجب الحكم عليه بالسجن 12 عاما». وأشاد فسترغارد، الذي لم يحضر الجلسة، بالحكم وقال في مكالمة هاتفية مع وكالة الصحافة الفرنسية: «هذا حكم منطقي وعادل». وأضاف: «أنا لست انتقاميا بطبيعتي، ولكنني لا أستطيع أن أنسى ليلة 1 يناير 2010 عندما جاء (محمد) لمهاجمتي في منزلي بنية قتلي». وكان فتسرغارد (75 عاما) قال في جلسة المحكمة الشهر الماضي إن غيلي دخل إلى بيته صارخا «يجب أن تموت، ستذهب إلى الجحيم». وقال إنه نجا من الموت بالاختباء في الحمام المحصن واتصل بالشرطة. كما هدد غيلي الشرطة بالفأس والسكين قبل أن يتم إطلاق النار عليه مرتين واعتقاله. وأكد غيلي أثناء المحاكمة أنه حاول فقط إخافة الرسام. إلا أن الرسام قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن محمد «تصرف كإرهابي، وكمحارب ديني جاء لقتل كافر». وأضاف: «لقد كان أمامه هدف واحد، وهو أن يقتلني ويقتل رمز حرية التعبير الذي أمثله. آمل أن يكون لديه الوقت الكافي بالسجن ليفكر في المصير الذي دفعه إليه تطرفه»، مؤكدا أنه بالنسبة له فقد «أغلق هذا الملف». ومن المقرر أن تصدر المحكمة اليوم حكمها على غيلي، الذي يتوقع أن يكون السجن مدى الحياة. ويقول جهاز الاستخبارات الدنماركي إنه يعتقد أن الصومالي مرتبط بحركة الشباب الإسلامية التي أعلنت تحالفها مع تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن، وتسيطر على معظم مناطق جنوب ووسط الصومال. وواجه فتسرغارد العديد من التهديدات بالقتل منذ نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو يرتدي عمامة على شكل قنبلة بفتيل مشتعل.

ونشرت الكاريكاتور في صحيفة «يلاندس - بوستن» في 30 سبتمبر (أيلول) 2005 مع 11 رسما كاريكاتوريا آخر للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في إطار نقاش حول الرقابة الذاتية وحرية التعبير. وأثارت تلك الرسوم الغضب والاحتجاجات الدامية في عدد من الدول الإسلامية في مطلع عام 2006 وكذلك في مطلع 2008 بعد أن أعاد عدد من الصحف نشر رسم فتسرغارد في أعقاب الكشف عن مخطط لاغتياله.