نتنياهو يتراجع عن تعيين رئيس أركان مؤقت للجيش

وزراء عديدون يصرون على التمديد لاشكنازي

TT

بعد ساعات فقط من قراره إلغاء تعيين يوآف غالانت، رئيسا لأركان الجيش، وتعيين الجنرال يائير نافيه، مكانه مؤقتا، اضطر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، للتراجع مرة أخرى. وألغى جلسة الحكومة المقررة لإقرار الموضوع، صباح أمس، بعد أن تبين أن وزراءه سيتمردون عليه. وتحول نتنياهو لموضوع سخرية في الصحافة وفي الساحة السياسية، ينعتونه بشتى النعوت. وبدت مسألة تعيين رئيس للأركان مرتعا للفوضى وموضعا للخلاف داخل الحكومة والجيش والمجتمع الإسرائيلي برمته.

وكان نتنياهو قد أعلن الليلة قبل الماضية عن إلغاء تعيين غالانت رئيسا للأركان، بعد أن أعلن المستشار القضائي للحكومة أنه لن يستطيع الدفاع عن أكاذيبه وخروقاته للقانون (سيطر على أرض عامة وكذب في وثائق رسمية)، أمام المحكمة. ودعا إلى جلسة غير عادية للحكومة، يفترض عقدها صباح أمس لإقرار تعيين رئيس أركان مؤقت هو يائير نافيه. ولكن، وبعد ساعات معدودات، تراجع نتنياهو عن تعيين رئيس الأركان المؤقت، وألغى جلسة الحكومة وأبلغ وزراءه أنه سيطرح الموضوع عليهم في جلسة الحكومة العادية. وتبين أن نتنياهو فزع من ردود الفعل الجماهيرية وهجوم وسائل الإعلام عليه وتنصل عدد من الوزراء المقربين إليه من هذا القرار. وزاد في خوفه الاستطلاع الذي نشرت نتائجه، أمس، ودل على أن 87% من المواطنين يؤيدون تمديد فترة غابي أشكنازي حتى يتم تعيين رئيس أركان مكانه وأن 74% يرون أن باراك يلحق ضررا في أمن إسرائيل نتيجة لإدارته هذه القضية.

وكان السؤال الأساسي الذي طرحه معارضو تعيين رئيس أركان مؤقت، هو: لماذا يجب التعيين لمدة شهرين فقط، طالما أن اشكنازي يشغل هذا المنصب اليوم وبالإمكان تمديد ولايته شهرين وأكثر؟ وجاء الجواب واضحا وقاطعا: نتنياهو رضخ لضغوط باراك، الذي لا يتحمل رؤية اشكنازي ساعة واحدة في رئاسة الأركان، بعد انتهاء ولايته المقررة في 14 فبراير (شباط) الحالي.

وتجندت في البداية رئيسة المعارضة، تسيبي ليفني، إلى جانب أشكنازي. فقالت، خلال بحث في الكنيست، إن نتنياهو يقود حكومة تنعدم فيها المسؤولية الأمنية والاستراتيجية: «كلنا يعرف أن وزير الدفاع في حكومتك - قالت مخاطبة نتنياهو - يتخذ موقفا عدائيا شخصيا من رئيس الأركان، وهذا بحد ذاته أمر غير مسبوق في تاريخ إسرائيل. ولكن الحديث لا يجري هنا عن وظيفة سكرتير شخصي. نحن نتحدث عن قائد أول للجيش. فأنت يا رئيس الوزراء تتحدث في كل يوم عن التحديات الأمنية والأخطار الاستراتيجية، وتدهور الأوضاع في مصر وتأثيراتها على إسرائيل. فكيف تسمح لنفسك وتوافق على تنحي رئيس الأركان الحالي، الذي قاد الجيش وأعده لهذه المرحلة، وتترك الجيش تحت قيادة رئيس أركان مؤقت؟.. فهل هكذا نواجه الأخطار؟.. ألا يدل هذا على استهتارك بالأخطار؟». وعارض النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الشؤون الاستراتيجية، موشيه يعلون، وهو أيضا رئيس أركان سابق، القرار بشدة. وشن هجوما على باراك. وقال إن مشكلته ليست ضد اشكنازي وحده، بل هو يسمم قيادة الجيش كلها ويلحق ضررا هائلا فيها. واعتبر وزير شؤون المخابرات، دان مريدور، الإصرار على عدم تمديد فترة اشكنازي لشهرين بسبب توتر العلاقات مع باراك، أمرا خطيرا لا يمكن قبوله. وتوجه إلى نتنياهو طالبا عدم تعيين نافيه وإعلان اشكنازي رئيسا للأركان طالما الحكومة لم تعين بديلا عنه.

وتطرق اشكنازي نفسه للموضوع باقتضاب، فقال إن شيئا غير طبيعي يجري في إسرائيل. ورفض إعطاء مزيد من التفاصيل. وكان غالانت قد هاجم اشكنازي والمستشار القضائي للحكومة ومراقب الدولة وكل من تسبب في إلغاء تعيينه ووعد بالاستمرار في المعركة حتى يعيدوا له منصب رئاسة الأركان. ولكن حدة الهجوم ارتدت عليه. وبدأ عدد من مؤيديه ينفضون عنه. وألغي اجتماع تضامن معه. وبالمقابل تكلم أصدقاء اشكنازي ضد غالانت ووصفوه بالانسان الوقح: «لا يكفي أنه كذب وسرق أرض الدولة، يجد في نفسه الوقاحة أن يهاجم الشرفاء أمثال اشكنازي».