الموصل: تنامي ظاهرة قتل النساء على يد الجماعات المسلحة

مسؤول في مركز الطب العدلي: نتسلم في المعدل جثتين أسبوعيا

TT

اتسع مؤخرا نطاق عمليات قتل النساء في عمليات مسلحة تقوم بها جماعات مسلحة تستهدف المنازل في ضواحٍ متفرقة بمدينة الموصل العراقية (400 كم شمالي بغداد).

وقالت لمياء أحمد الدباغ، رئيسة لجنة حقوق المرأة في مجلس مدينة الموصل، لوكالة الأنباء الألمانية: «إن القوات الأمنية هي السبب الرئيسي؛ لأن الأمن في المدينة ضعيف جدا، فكيف يكون لمجموعات مسلحة أن تقتحم كل أسبوع منزلا مدنيا وتقتل امرأة أو ثلاثا؟ علما بأننا نرى أن جميع المناطق مغلقة ولا يوجد إلا منفذ واحد، فكيف تدخل هذه المجموعات المسلحة وتقوم بأعمالها الإجرامية ضد النساء؟». وأضافت: «نطالب بتوفير حماية كافية للنساء العاملات وأيضا ربات البيوت، وعلى الحكومة المحلية أن تفتح تحقيقا لمعرفة الدوافع والجهات التي تقف وراء هذه الأعمال».

وشهدت الموصل مؤخرا ارتفاعا ملحوظا باغتيال عشرات النساء، وفي أحياء متفرقة من الموصل بأعمار متفاوتة، فضلا عن العثور على جثث مجهولة الهوية تعود لفتيات في مقتبل العمر وعليها آثار تعذيب وأغلبيتها تكون محترقة.

وذكر العميد عبد الكريم الجبوري من غرفة عمليات الشرطة أن «هناك استهدافا متعمدا لقتل النساء وأن معظم اللاتي يقتلن على أيدي الإرهاب هن من ربات البيوت». وتابع: «لدينا إحصائية تشير إلى أن عدد قتلى النساء وصل خلال الـ3 أعوام الأخيرة إلى نحو 89 امرأة قُتلن على يد الإرهاب في الموصل من بينهن موظفات في مديرية الشرطة وحماية المنشآت وعاملات في مجال الإعلام والقانون وبعض الدوائر الحكومية منها مبنى المحافظة وهيئة الفساد الإداري».

من جهته، ذكر النقيب محمد سليمان، من مركز الطب العدلي التابع للمستشفى الجمهوري العام في الموصل، أن «المركز يتسلم أسبوعيا ما بين جثة وجثتين أحيانا تعود لفتيات في مقتبل العمر وعليها آثار تعذيب». وقال: «أحيانا يراجع ذوو بعض العوائل مركز الطب العدلي للتأكد من وصول جثث تعود لفتيات تم اختطافهن ضمن عمليات الخطف والقتل المتعمد الذي يطول النساء بالمحافظة ويقومون بترك عنوان عائد لهم لإبلاغهم في حالة وصول جثث تعود لنساء داخل مركز الطب العدلي».

وقالت السيدة أم علي (55 عاما) ربة بيت: «اغتال الإرهابيون ابنتي الكبرى وزوجها، الذي يعمل شرطيا في مديرية شرطة الموصل قبل أكثر من عامين، بعد أن اقتحمت مجموعة إرهابية منزلهما في منطقة حي الوحدة شرقي الموصل وتركت لي 5 أطفال أتولى رعايتهم أصغرهم في سن 3 أشهر في حينها».

وروى الطالب فؤاد حاجم (17 عاما) حادثة تعرضت لها والدته في أحد أحياء مدينة الموصل، فيقول: «اقتحمت منزلنا صباحا مجموعة مسلحة من 4 أشخاص ملثمين يستقلون سيارة كانوا ينادون باسم أمي التي تعمل مفتشة نساء في استعلامات مديرية تربية الموصل وبعدها تمكنت أنا من الخروج من منزلي من الباب الخلفي للدار لأخبر نقطة تفتيش تبعد نحو 30 مترا عن دارنا، أخبرت أحد الضباط بأن مجموعة مسلحة اقتحمت منزلنا وتريد قتل أمي، وأبي ليس بالدار». وأضاف: «قال لي الضابط في حينها: اذهب يا ابني، فمنزلك ليس من مسؤولية قاطعنا».

وتابع: «بعدما توسلت إلى أفراد الشرطة ولم يأت أحد منهم لإنقاذ والدتي وعند ذهابي إلى الدار شاهدت أخي الصغير يبكي بالقرب من أمي وجسدها ملطخ بالدماء.. لقد قتلها الإرهابيون ولاذوا بالفرار، أين الحكومة؟ وأين القوات الأمنية؟ لقد أصبحت أحقد على القوات الأمنية ضعف حقدي على الإرهاب وتمنيت أن أقتل هذا الضابط وجميع أفراد الشرطة الموجودين في منطقتنا لأنهم عملاء للإرهاب».