وزيرة خارجية فرنسا: مستعدون لمساعدة تونس وانتقالها للديمقراطية

نظيرها التونسي يهب لنجدتها ولتطويق تفاعلات «فضيحة» استخدامها طائرة خاصة

TT

خيم ظل الجدل المثار في باريس حول وزيرة الخارجية ميشيل أليو ماري بشأن مواقفها من تونس وبشأن العطلة التي أمضتها فيها مؤخرا واستخدامها طائرة خاصة تابعة لرجل أعمال تونسي على المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقدته مع نظيرها التونسي أحمد عبد الرؤوف ونيس. وونيس جاء للمرة الأولى إلى العاصمة الفرنسية بصفته الوزارية بعد أن مر ببروكسل للقاء وزراء الاتحاد الأوروبي.

ولم يفوت الصحافيون الفرنسيون الفرصة للعودة مجددا إلى موضوع الطائرة الخاصة التي استقلتها أليو ماري ورفيق دربها باتريك أوليه وعائلتها بمناسبة عطلة نهاية السنة بين تونس ومنتجع طبرقه. وعادت الوزيرة الفرنسية التي يطالب اليسار باستقالتها من منصبها إلى تأكيد أن ميلاد عزيز، رجل الأعمال وصاحب الطائرة، لم يكن من «المقربين» من عائلة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ولا من عائلة زوجته ليلى الطرابلسي وأنه ليس من ضمن اللائحة الأوروبية للتونسيين الذين جمد الاتحاد الأوروبي حساباتهم.

ولأنه أخذ على أليو ماري مواقفها من تونس ما فهم على أنه دعم للنظام السابق، فقد حرصت منذ البداية على تأكيد «الصداقة الكبرى» التي تجمع بين البلدين واستعداد فرنسا «لمواكبة الشعب التونسي في انتقاله إلى الديمقراطية». وذهبت أليو ماري إلى القول إن فرنسا «تريد تونس نموذجية» لجهة الديمقراطية وحقوق الإنسان وإنها عازمة مع الاتحاد الأوروبي على «مواكبتها» في مسيرتها ما يعكسه إعدادها برنامجا للمساعدة وحث الاتحاد الأوروبي على التعجيل في المفاوضات الخاصة بإعطائها «وضعية متقدة» في علاقاتها معه، على غرار ما حصل عليه المغرب العام الماضي.

ورد الوزير التونسي التحية بأفضل منها، إذ وصف فرنسا بأنها «صديقة تونس لأنها صديقة الديمقراطية والحرية». وأشاد ونيس بالوزيرة الفرنسية وبمعرفتها العميقة لتونس وبـ«علاقة الثقة» القائمة مع باريس ومعبرا عن الرغبة في وضع حد لـ«سوء التفاهم» الذي وقع بخصوص تصريحات وأداء أليو ماري. وكانت الأخيرة وفي عز التحرك الشعبي التونسي أعلنت في البرلمان استعداد بلادها لتزويد تونس بخبراتها في المحافظة على الأمن، فضلا عن أنها ذهبت لقضاء عطلة في تونس، بينما الشعب التونسي في حال ثورة ضد النظام.

وكان لافتا أن الوزير التونسي أشاد بسفير فرنسا السابق إيف أوبان دو لا ميسوزيير وأغفل السفير الفرنسي بيار مينا الذي أقيل من منصبه بسبب تقديراته الخاطئة عن تطور الوضع في تونس ما أوقع الحكومة في أخطاء سياسية ودبلوماسية ما زالت تتفاعل. وشكر ونيس السلطات الفرنسية لأنها وفرت الملجأ الآمن والمنبر للاجئين السياسيين التونسيين والناقمين على عهد بن علي، معتبرا أن نجاح التربة التونسية التي هي «رأس الجسر الديمقراطي» في العالم العربي هو في الواقع نجاح لمسيرة الحرية التي انطلقت من مدينة سيدي بوزيد التي شهدت بداية التحرك الاحتجاجي في تونس وهو ما أفضى إلى إسقاط النظام وهروب بن علي.

وكانت فرنسا رفضت استقباله على أراضيها وسارعت إلى الإعلان عن تجميد موجودات عائلته في البنوك الفرنسية واحتجاز طائرة خاصة كانت متوقفة في مطار لو بورجيه وإعلانها الاستعداد للتعاون مع السلطات الجديدة بشأن الأموال وممتلكات هذه العائلة في فرنسا.