سامح عاشور لـ«الشرق الأوسط»: هناك فرصة أخرى للحوار مع النظام بشروط

عضو في «تحالف المعارضة» يصف موقف الجيش المصري بأنه «محايد زيادة عن اللازم»

سامح عاشور
TT

قال سامح عاشور المفوض في منصب رئيس الحزب الاشتراكي العربي الناصري لـ«الشرق الأوسط» إن هناك فرصة أخرى لقبول دعوة الحوار مع الحكومة المصرية إذا أعلنت أسماء المتورطين في أحداث «الاعتداء المروع» على الشباب المعتصمين في ميدان التحرير يوم الأربعاء الماضي، وأشار عاشور إلى أن هذه الاعتداءات قطعت الطريق على الحوار ووضعت شكوكا كثيرة حول جدية النظام المصري في إجراء إصلاحات حقيقية، رافضا قبول حزبي الوفد والتجمع الحوار بعيدا عن الشروط المعلنة في بيان ائتلاف الأحزاب المعارضة الرئيسية.

واتهم عاشور الذي يمثل الحزب الناصري في جبهة ائتلاف الأحزاب التي تضم حزب الوفد وحزب التجمع بالإضافة لمجموعة من الشخصيات المستقلة، قيادات الحزب الوطني الديمقراطي بالوقوف خلف أحداث العنف الدموي التي جرت في ميدان التحرير، لافتا إلى أن موقف الجيش منها كان «محايدا زيادة عن اللزوم».

وأضاف عاشور أن حزبه لا يملك مبادرة جديدة وأنه ينتظر ويراقب تسارع الأحداث وإنما في ظل الالتزام بمطالب الشباب المعتصمين بميدان التحرير، لافتا إلى أن قرار الحزب وموقفه من الحوار سيعلن في ساعة متأخرة من مساء اليوم (أمس)، وأكد عاشور أنه دعم الجبهة للمبادرة التي تقدم بها عدد من المثقفين المستقلين قائلا: «أي مسعى للخروج من الوضع الراهن سيكون مسعى إيجابيا بلا شك»، نافيا وجود تنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين التي اعتبر حضورها بارزا في الاحتجاجات التي انطلقت منذ عشرة أيام.. وهذا نص الحوار:

* يبدو موقف أحزاب المعارضة المصرية الرئيسية مرتبكا أمام دعوة النظام الحاكم لبدء حوار حول الإصلاح.. كيف نفسر هذا الارتباك؟

- بعيدا عن مسألة توصيف موقف المعارضة مما يحدث على الأرض، هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهي أن الأحداث تتسارع وتتلاحق بشكل يعيد تغيير خريطة المشهد في جملته، فحين طرح نائب الرئيس (اللواء عمر سليمان) مبدأ الحوار للمرة الأولى لم يكن لدينا مانع من الشروع فيه، لكن خطاب الرئيس حسني مبارك الذي تحدث فيه عن تمسكه بمدته الرئاسية حتى نهايتها قطع الطريق على دعوة الحوار، ثم حاولنا مواصلة هذا المسعى لكن ما حدث من اعتداء مروع في ميدان التحرير، المذبحة التي جرت بحق الشباب المعتصم في ميدان التحرير ودماء الشهداء التي سالت، قطع الطريق مرة أخرى أمامنا ووضع شكوكا حول نية النظام.

* عن أي شكوك تتحدث؟

- حين طرحت قضية الحوار كنا نرى أن هذا كلام جيد ومبشر بغض النظر عن التفاصيل أو العقبات، لكن الاعتداء على الشباب جعلنا أمام مأزق حقيقي وأصبحت هناك شكوك مشروعة حول جدية النظام في الخروج باتفاقات ذات معنى من هذا الحوار حول الإصلاحات المقترحة، كذلك كانت ردود الفعل على هذا الاعتداء مخيبة للآمال، فما زال الحديث يدور حول أن المظاهرات التي خرجت لتأييد الرئيس كانت سلمية.

* من يقف خلف الاعتداء على المتظاهرين يوم الأربعاء الماضي في تصوركم؟

- الحكومة ليس لها أدوات شعبية وهو ما يجعلها على الأقل حتى الآن بعيدة عن التورط في الأمر، وقد يكون هناك جناح من النظام يمثله قادة الحزب الحاكم ورموزه من رجال الأعمال وراء ما جرى من وقائع المأساة في ميدان التحرير، وربما من مصلحة هذا الجناح تعطيل الإصلاحات التي أعلن عنها ووجهت دعوة الحوار من أجلها.

* كيف تقيمون موقف الجيش ووقوفه على الحياد مع الصدامات الدامية التي وقعت بين الطرفين وراح ضحيتها خمسة من الشباب؟

- أعتقد أن الجيش كان محايدا زيادة عن اللزوم.

* هناك دعوة وجهت بالفعل وهناك ترحيب من بعض الأحزاب التي دخلت في هذا الحوار منذ يوم أول من أمس؟

- هذه أحزاب ورقية.. نعم هناك حوار يتم، لكن ما أعرفه جيدا أن حزب الوفد والتجمع وافقا على الحوار الذي يبدأ غدا (اليوم) لكن شرط بقاء الرئيس مبارك غير مقبول.

* كانت هناك دعوة أطلقها عدد من المفكرين والمثقفين المستقلين وفوضوا الدكتور أحمد كمال أبو المجد للدخول في حوار مع اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية.. ما موقفكم من هذه الدعوة وهل هناك تنسيق بينكم؟

- هذه الدعوة متوقفة ولم يحدث بخصوصها جديد، كما لا يوجد تنسيق بيننا وبين أحد ممن أطلقها، لكننا على أي حال ندعم جهودهم وسنؤيد ما يتوصلوا إليه إذا نجحوا في التفاوض مع أحد، لن يضيرنا شيء في هذا، فأي مسعى للخروج من الوضع الراهن سيكون مسعى إيجابيا بلا شك.

* هل تقومون بالتنسيق والاتصال بقيادات الشباب المعتصمين بميدان التحرير؟

- لا يوجد اتصال مباشرة بالشباب لكن عدد من شبابنا موجدون في الميدان بلا شك، يواصلون نضالهم الذي ندعوهم إلى الحرص على أن يكون سلميا مهما حدث ونحثهم على البقاء في ميدان التحرير لا يخرجون عن نطاقه وأن لا يتحركوا بمظاهرتهم السلمية لتجنب المصادمات وقطع الطريق على كل من يحاول إجهاض هذه الحركة.

* وماذا عن جماعة الإخوان المسلمون؟ كيف تقيمون دورها في ما يجري الآن؟

- الإخوان موجدون بشكل بارز.

* هل تنوون الاتصال بهم أو التنسيق معهم؟

- لا يوجد اتصال، وليس هناك جديد يدعونا لذلك. نحن نتعامل معهم وفق الخطوط العريضة للمبادئ المعلنة لنا كقوى معارضة، ويكفي في هذه المرحلة أن لا يكون هناك تناقض على الأقل.

* كيف تقيمون ردود الفعل الغربية على ما يجري في مصر؟

- نحن لا نهتم كثيرا بردود الفعل الغربية ولا نتمنى أن يكون لها تأثير أو تكون السبب في أي شيء يجري على الأرض هنا.