مصر: السيطرة على حريق في خط أنابيب تصدير الغاز الطبيعي إلى الأردن

رئيس شركة «الغازات» أرجعه لتسرب قليل من الغاز.. ومصادر أمنية تقول إن عناصر تخريبية وراءه > انفجار في كنيسة قرب الحدود بين مصر وغزة

النيران تشتعل في انبوب ينقل الغاز الى الاردن في بلدة لحفن في منطقة الشيخ زويد في سيناء غير البعيدة عن قطاع غزة امس (ا ف ب)
TT

قال رئيس «الشركة المصرية للغازات الطبيعية» (جاسكو) محمود لطيف إنه شب صباح أمس السبت حريق بمحطة فلترة وقياس كميات الغاز الطبيعي الواقعة بمدينة العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء، وتتبع المحطة خط أنابيب تصدير الغاز المصري للأردن.

وأضاف لطيف أنه تم على الفور تفعيل خطة الطوارئ الموجودة وغلق محابس الغاز على الخط الرئيسي قبل المحطة وبعدها للسيطرة على الموقف، وتم إيقاف ضخ الغاز في الخط، والسيطرة على الحريق.

وخط الغاز الرئيسي الذي تم إغلاقه يزود خط أنابيب الغاز المؤدي لإسرائيل والأردن.

ولم يفصح رئيس الشركة عما إذا كان هذا الحريق ناتجا عن عمل تخريبي أم لا، وقال: «شب الحريق بالمحطة نتيجة تسرب كميات قليلة من الغاز ولم تحدث أي خسائر بشرية وجارٍ تقييم الموقف تمهيدا لإعادة تشغيل المحطة».

كان التلفزيون المصري قد أشار أمس إلى أنه تم استهداف خط الغاز المصري قبالة مطار العريش شمال سيناء، وقال المواطنون بالقرب من محطة الغاز إنهم سمعوا عند الساعة التاسعة صباحا تقريبا دوي انفجار هائل صدر من المنطقة الكائن بها خط الغاز.

وقالت مصادر: إن الانفجار وقع بمنطقة لحفن، جنوبي مدينة العريش، وإنه قد تم فرض طوق أمني حول مكان الانفجار وإن تحقيقات قد بدأت في الحادث.

وأشار محافظ شمال سيناء السيد عبد الوهاب مبروك إنه تمت السيطرة على الحريق، مؤكدا أن هذا الحريق ناجم عن عمل تخريبي، إلا أنه تمت السيطرة على الموقف.

وبشأن إمكانية تأثير هذا الحريق على إمدادات الغاز لأهالي شمال سيناء، قال مبروك: «إن إمدادات الغاز لشمال سيناء لا علاقة لها بهذا الخط».

وقال مصدر أمني في شمال سيناء: «الهجوم مرتبط بعناصر أجنبية.. نحن الآن نعتمد على القيادات البدوية في المنطقة المحيطة لمساعدة أجهزة الأمن في التحقيقات وإعطائنا معلومات عن أي أعمال تخريبية أخرى».

ومصر دولة مصدرة للغاز، ويصل الغاز المصدر منها إلى بعض دول المنطقة، ومن بينها إسرائيل والأردن، وتصدر مصر أيضا كميات من الغاز الطبيعي المسال، لكن من منشآت على البحر المتوسط.

وتستهدف الأردن أن تصل بوارداتها من الغاز من مصر إلى 330 مليون قدم مكعب خلال العام الحالي، وذلك مقارنة بنحو 240 مليون قدم مكعب استوردتها الأردن من مصر خلال العام الماضي، تبعا لتصريحات سابقة لوزير الطاقة الأردني.

وتصدر مصر الغاز إلى إسرائيل بعقود لمدة 15 عاما، ومن المتوقع أن يصل إجمالي كمية الطاقة المصدرة إليها إلى تريليون قدم مكعب، وتستورد إسرائيل نحو 85% من طاقتها من الخارج.

من جهة اخرى قال شهود عيان: إن انفجارا وقع داخل كنيسة بمدينة رفح المصرية قرب الحدود مع غزة لم تعرف أسبابه حتى الآن، ولم تتردد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى، كما تم إحراق المكتبة العامة برفح من جانب مجهولين أيضا.

وأوضح الشهود أنهم سمعوا أمس دوي انفجار وشاهدوا ألسنة النيران والأدخنة تتصاعد من الكنيسة التي كانت خالية من الرواد أو العاملين فيها، مؤكدين أنهم رأوا الكثير من الرجال المسلحين حول الكنيسة، لكن لم يتضح ما إذا كانت لهم علاقة بالأمر، أو أنهم تجمعوا لحمايتها.

يأتي هذا في وقت لم تشهد فيه مصر أي أحداث عنف طائفية منذ وقوع الاحتجاجات والمظاهرات التي عمت البلاد منذ 25 يناير (كانون الثاني) الماضي، على الرغم من انسحاب قوات الشرطة خلال الفترة السابقة من مواقع حمايتها وحدوث انفلات أمني كبير في معظم أنحاء الجمهورية وحالات هروب جماعي من السجون، مما جعل المراقبين للأوضاع داخل مصر يؤكدون أن هذه الحركات الاحتجاجية هي حركات وطنية ترفض العنف الطائفي وتسعى لتحقيق مطالبها فقط.

كانت عملية تفجير انتحارية قد استهدفت كنيسة القديسين في الإسكندرية بداية العام الحالي أثناء احتفالات عيد الميلاد، وأودت بحياة 23 شخصا، كما أصيب بسببه نحو 100 شخص بجروح مختلفة. وقد ألقى المسؤولون المصريون بمسؤولية الانفجار على جماعة «جيش الإسلام الفلسطينية» في قطاع غزة، لكن الجماعة نفت صلتها بالهجوم.