الإخوان المسلمون: لن نرشح أحدا لرئاسة مصر.. ونقبل بالحوار إذا كان جادا

أبو الغيط: إيران تخطت الخطوط الحمراء

سيدة تصرخ.. ومحتجون شكلوا سلسلة بشرية واحاطوا انفسهم باسلاك شائكة (إ. ب. أ)
TT

أكدت جماعة «الإخوان المسلمين« المحظورة في مصر أنها لن ترشح أحدا من أعضائها للرئاسة، معلنة قبولها الحوار «إذا كان جادا منتجا مخلصا يبتغي المصلحة العليا للوطن».

وقالت الجماعة في بيان امس: «إن الإخوان المسلمين يؤكدون على ما سبق أن أعلنوه بأنهم ليسوا طلاب سلطة ولا منصب ولا جاه، ومن ثم فلن يرشحوا أحدا منهم للرئاسة، ولن يزاحموا أحدا». وأوضح البيان أن الإخوان المسلمين «إنما هم هيئة إسلامية جامعة تعمل على تحقيق الإصلاح الشامل في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بكل وسائل التغيير السلمي الشعبي المتدرج، وتسعى لاستعادة الشعب لسيادته وحقوقه وتحترم إرادته واختياراته». وأضاف: «نقبل الحوار إذا كان جادا منتجا مخلصا يبتغي المصلحة العليا للوطن، شريطة أن يتم في مناخ يحقق إرادة الجماهير ومطالبها، وأن يكون حوارا متكافئا بهدف التوافق حول طريقة الخروج من الأزمة العنيفة التي أوصلنا إليها النظام، وعلى أن يبدأ النظام في الاستجابة لمطالب لجماهير، وبمشاركة جميع الأحزاب والقوى السياسية والشعبية، وإعلان ذلك في إطار وثيقة تحدد كل الخطوات الزمنية لتنفيذها».

وأشادت الجماعة بالمظاهرات التي نظمت اول من أمس في مصر، قائلة: «يأتى اليوم الجمعة العظيم في ذروة الأيام المشهودة، حيث خرج ملايين المصريين في القاهرة والمحافظات ينادون بمطالب عادلة مشروعة، يأتي على قمتها تغيير النظام وتنحي رئيسه، الأمر الذي يعد استفتاء شعبيا مباشرا».

الى ذلك اعلن نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في مصر رشاد البيومي في مقابلة تنشر اليوم في دير شبيغل ان الجماعة لا تريد «ان تقدم الثورة (في مصر) على انها ثورة الاخوان المسلمين، ثورة اسلامية». واوضح البيومي «اننا نبقى على مسافة» اثناء التظاهرات «لاننا لا نريد ان تقدم الثورة على انها ثورة الاخوان المسلمين، ثورة اسلامية. انها انتقاضة الشعب المصري».

وفي العدد نفسه من المجلة الالمانية مقابلة اخرى للسناتور الجمهوري الأميركي جون ماكين الذي يرفض فكرة مشاركة الاخوان المسلمين في حكومة انتقالية في مصر ويعتبر انها ستكون «خطأ تاريخيا». واضاف «ان الاخوان المسلمين مجموعة متطرفة تهدف إلى فرض الشريعة. انها مناهضة للديموقراطية كليا ولا سيما عندما يتعلق الامر بحقوق النساء». وحذر السيناتور ماكين من إشراك جماعة الإخوان المسلمين في حكومة انتقالية في مصر وقال: «الإخوان المسلمون جماعة أصولية تسعى بالدرجة الأولى لتطبيق الشريعة وهي غير ديمقراطية.. خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة». واتهم السيناتور الجمهوري ماكين جماعة الإخوان بالتعاون مع منظمات إرهابية ودعا إلى عدم إشراكها في المسؤولية عن الحكومة في مصر مضيفا: «إن إشراك جماعة الإخوان المسلمين في حكومة انتقالية سيكون خطأ ذا أبعادتاريخية».

من جهة اخرى لاحظ اندلاع الاحتجاجات بمصر لوحظ تبني وسائل إعلام إيرانية رسمية ودينية لوجهة نظر «إخوان مصر» برفض إخماد الاحتجاجات، إلى أن يتم إسقاط النظام الحاكم المصري بكامله. وقال قادة إيرانيون إن «الثورة المصرية» مستلهمة من «الثورة الخمينية الإيرانية عام 1979». ودعا قائد الثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، في خطبة أول من أمس الجمعة بإيران، الشعب المصري «بألا يقبل بأقل من إقامة نظام كامل شعبي يعتمد الإسلام»، ويعمل ضد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.

ورد وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، قائلا أمس: إن حديث خامنئي «تخطى كل الخطوط الحمراء» ويعكس «أحقادا» و«تطاولا» من النظام الإيراني على مصر، وأن تمنيات المرشد (الإيراني) بإقامة شرق أوسط إسلامي تقوده إيران، تكشف عما تسعى تلك الدولة لتحقيقه في المنطقة.

والتلاسن بين طهران والقاهرة هذه الأيام، هو الأكبر من نوعه منذ الخلاف بين الجانبين بشأن التعامل مع ملف قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حماس، أحد فروع جماعة الإخوان. ويقول المحللون إن «الإخوان» لعبوا دورا كبيرا في الضغط على مصر للاستجابة إلى المنهج الإيراني في التعامل مع ملف غزة. وينظر منتقدو الجماعة بتشكك لمواقفها التي يقولون إنه يبدو أنها تتماشى مع سياسات إيران على طول الخط، حتى لو جاء على حساب الدول العربية مثل القاهرة (أثناء حرب إسرائيل على غزة) والرياض (أثناء اعتداء الحوثيين على حدود السعودية).

ويرى صباح الموسوي، خبير الشؤون الدينية بإيران أن طهران أكثر المستفيدين من إحداث فوضى في مصر، قائلا إن الجماعة هي الذراع الإيرانية لتنفيذ هذا المخطط في البلاد، سواء كان ذلك بوعي من الجماعة أو من دون وعي. ويقول: «من أهم المؤشرات على عمق العلاقة بين إخوان مصر ونظام الحكم في طهران، الدعم الإعلامي المتبادل بينهما.. (الإخوان) لم يدينوا أي تصرف إيراني على الرغم مما شهدناه من تدخلات إيرانية في شؤون بلدان عربية.. (الإخوان) لم يشيروا إلى أي استنكار لتصرفات إيران تجاه بلدهم مصر، ولو ببيان واحد».

وأضاف الموسوي أن إيران وجدت أن إسقاط النظام الحالي في مصر سيمهد لظهور «الإخوان» بشكل أوسع، وأنهم قد يسيطرون تماما على الأمور في مصر، وبالتالي يكتمل مشروع إيران الذي بدأ بإحلال الفوضى في العراق للهيمنة عليها، إضافة إلى «هيمنة النظام الإيراني على سورية ولبنان وغزة»، مشيرا إلى تخوف إيران من قوة مصر الرافضة لتدخل طهران في شؤون العرب، خاصة دول الخليج.

وتابع قائلا: «الآن، وفي حال جاء (الإخوان) أو تم تغيير السلطة في مصر لصالح سلطة مقربة لطهران، سيكون من اليسير على إيران إكمال الهيمنة على مزيد من الدول العربية، وبشكل أكبر من السابق، لأنه لن تكون هناك قوى كبيرة بحجم مصر، لعمل توازن مع النفوذ الإيراني».