السلطة تصف تسهيلات إسرائيل في الضفة وغزة قبل اجتماع الرباعية بـ«الألاعيب»

من بينها توسيع الصلاحيات الأمنية للفلسطينيين

TT

قللت السلطة الفلسطينية من جدوى التسهيلات التي عرضتها إسرائيل، في خطوة استبقت فيها اجتماعا للرباعية أمس في ميونيخ، في مسعى لتخفيف أي انتقادات قد تطالها، وحتى تظهر كمن يسعى للسلام.

ووصف رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، الخطوة الإسرائيلية بأنها مجرد ألاعيب. وقال «إن المطلوب من (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو إذا أراد بناء الثقة المتبادلة والسلام معنا، هو أن يوقف الاستيطان فورا في الضفة الغربية والقدس الشرقية وأن يعترف بمرجعيات عملية السلام وأولها الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967».

وكان نتنياهو قد توصل إلى اتفاق مع مبعوث الرباعية، توني بلير، في لقاء أول من أمس بتقديم تسهيلات للفلسطينيين تشمل إعطاء صلاحيات أمنية أوسع في معظم المدن الفلسطينية في الضفة، والسماح لعدد أكبر من الفلسطينيين بالبناء في القدس الشرقية، بالإضافة إلى منح المواطنة «الهوية الزرقاء» لـ5 آلاف فلسطيني من الضفة سبق أن قدموا طلب الحصول على هذه الهوية. وشملت المقترحات أيضا السماح للسلطة ببناء بئر لاستخراج الغاز قبالة شواطئ قطاع غزة على أن يكون تحت صلاحيتها وليس صلاحية حماس، والاستعداد لإدخال الإسمنت والحديد لأكثر من 20 مشروع بناء في غزة، بالإضافة لتوسيع التصدير الزراعي من القطاع والسماح بإدخال مزيد من البضائع. وبقيت هذه البادرات على الطاولة بعدما أسقطت أجهزة الأمن الإسرائيلية إمكانية إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.

وجاءت هذه التسهيلات بعدما حض بلير نتنياهو الأسبوع الماضي على تقديم شيء ما قبل اجتماع الرباعية (أمس). وقالت مصادر إسرائيلية إن الهدف الأساسي لهذه المقترحات هو تخفيف الضغوطات الدولية على الحكومة الإسرائيلية والانتقادات التي توجه لها بما يتعلق في الاستيطان، ومحاولة دفع عملية السلام.

وقال بلير: إنه اتفق مع نتنياهو على زيادة التواجد الأمني للسلطة في مناطق «بي»، والسماح ببناء مزيد من المشاريع والمدارس والعيادات الطبية في مناطق «سي»، وتقديم تسهيلات أخرى في غزة، وذلك في إطار خطة سيتم تسليمها من قبل السلطة ومكتب بلير إلى ما يسمى «منسق العمليات في المناطق». في المقابل طالب «الفلسطينيين بوقف الاعتداءات المنطلقة من غزة حتى يمكن تقديم مساعدات أكبر لسكان القطاع».

ويأمل الفلسطينيون بمواقف متقدمة تتخذها الرباعية، وليس مجرد انتقاد إسرائيل، مثل الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، والدعوة إلى حل كافة قضايا الوضع النهائي وبما فيها قضية اللاجئين، والمياه والأمن والإفراج عن المعتقلين استنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة.

وبعث عريقات برسائل بهذا المضمون إلى دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا، والأمم المتحدة، مؤكدا «أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967 يشكل المفتاح للأمن والاستقرار والازدهار والديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط.