كابل: المهمة الهولندية الجديدة تبدأ في مايو المقبل

مقتل جنديين من الناتو و19 متمردا في أفغانستان

TT

قالت وزارة الدفاع الهولندية أمس إن 80 هولنديا من الموجودين حاليا في أفغانستان، توجهوا إلى مطار قندهار لإنهاء إجراءات إعادة بعض المعدات والآليات التابعة للقوة الهولندية، التي أنهت مهمتها في أرزوغان جنوب أفغانستان، وسينتظرون هناك حتى أبريل (نيسان) المقبل، على أن يتوجهوا بعدها إلى قندوز شمال البلاد لإنهاء الاستعدادات لاستقبال القوات الهولندية الجديدة التي ستشارك في مهمة تدريب قوات الأمن الأفغانية، وهي المهمة التي ستبدأ في مايو (أيار) المقبل.

وقالت الوزارة إن آخر الجنود الهولنديين الذي تركوا معسكر أرزوغان كان السيرجنت ديفيد خويدي، بعد أن أشرف على عملية نقل معدات عسكرية هولندية من المقرر إعادتها إلى هولندا، كانت تستخدمها القوة الهولندية التي كانت موجودة جنوب أفغانستان خلال الفترة من مارس (آذار) 2006 إلى أغسطس (آب) الماضي ضمن قوات إيساف التابعة لحلف شمال الأطلسي. وفي نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي حصلت الحكومة الهولندية الحالية على موافقة البرلمان من أجل إرسال 545 مدربا إلى أفغانستان، كما قررت الحكومة الاحتفاظ بأربع طائرات مقاتلة من طراز «إف 16» في أفغانستان. وقالت الحكومة إن الهدف الأساسي للقوة الهولندية هو إعداد وتدريب القوات الأفغانية لمساعدتها على تحقيق الأمن والعدالة في البلاد وليس الغرض من المشاركة الهولندية هو العمل العسكري، وإن القوات الألمانية الموجودة في قندوز التي ستنتشر فيها البعثة الهولندية، هي المكلفة بالمسؤولية الأمنية في المنطقة.

ولم تستبعد وسائل الإعلام الهولندية أن تكون المهمة الجديدة للبعثة الهولندية في إطار عمل كل من قوة «الإيروبول» التابعة للاتحاد الأوروبي ومهمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتدريب القوات الأمنية الأفغانية، وكانت القوة الهولندية التي كانت تشارك في إطار مهمة «إيساف» الأطلسية قد عادت إلى أفغانستان صيف العام الماضي، وأدت مسألة إبقاء القوات الهولندية الموجودة في أفغانستان منذ أغسطس 2006 إلى ما بعد الصيف، إلى سقوط الحكومة الهولندية في 20 فبراير (شباط) الماضي. وبسبب عدم التوصل إلى اتفاق داخل الحكومة، لم يتم تجديد هذه المهمة بعكس ما كان يأمل الحلف الأطلسي.

وكانت هولندا نشرت منذ بدء وجودها في أفغانستان في الأول من أغسطس 2006، نحو 1950 جنديا في إطار «إيساف» في ولاية أرزوغان (جنوب) حيث ينشط متمردو طالبان.. وقتل 24 جنديا في الإجمال خلال أربع سنوات في إطار عمليات عسكرية. ومنذ بدء المهمة التي كلفت الحكومة الهولندية 1.4 مليار يورو، ارتفع عدد المنظمات غير الحكومية في هذه الولاية من 6 إلى 50، فيما تضاعف عدد المدارس ليبلغ 179 مدرسة. وتكفلت هولندا خصوصا ببناء طريق بين تارين كوت وشورا، المدينتين الأكثر اكتظاظا بالسكان في أرزوغان، وتدريب ثلاثة آلاف جندي أفغاني. وسمح انتشارهم في ارزوغان أيضا بتضاعف عدد المدارس وتلقيح معظم الاطفال وبناء مركز لتدريب عناصر الشرطة وتحسين وسائل النقل. وكان انسحاب القوات الهولندية من أرزوغان أحد الأسباب المباشرة لانهيار الائتلاف الحكومي، في ظل رفض حزب العمل الذي كان مشاركا في الحكومة مسألة تمديد بقاء القوات الهولندية في أفغانستان التزاما بوعود قدمها للناخبين حول هذا الصدد خلال الحملة الانتخابية. وفشلت كل محاولات تقريب وجهات النظر وجرت انتخابات جديدة في التاسع من يونيو (حزيران) الماضي.

إلى ذلك، قال مسؤولون أمس إن 19 مسلحا من طالبان وجنديين من حلف شمال الأطلسي (الناتو) لقوا حتفهم في آخر حلقة في سلسلة أعمال العنف في أفغانستان. وقال الناتو إن عنصرين من قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) لقيا حتفهما في انفجارين منفصلين جنوب أفغانستان. ولم يحدد الحلف الأماكن التي وقعت فيها الحوادث أو جنسية القتلى.

وعلى صعيد منفصل، قال قائد الشرطة الإقليمية علي شاه باكتيوال، إن 15 مسلحا من طالبان لقوا حتفهم في عملية مشتركة بقيادة قوات الناتو في إقليم نانجارهار شرق أفغانستان ليلة أول من أمس. وقال باكتيوال «هذه العملية كانت تطهيرا استهدف مسلحي طالبان».

واستهدفت قوات أفغانية والناتو تجمعا لمسلحي طالبان في منطقة لال بور، مما أسفر عن قتل ما لا يقل عن 15 متمردا. وفي مناطق أخرى، قال نائب الحاكم الإقليمي قمر الدين إن أربعة من طالبان من بينهم أحد حكام الظل التابعين للجماعة، لقوا حتفهم، وأصيب متمرد في هجوم جوي شنته قوات التحالف في إقليم ساري بول شمال البلاد ليلة أول من أمس. وقال «القوات المشتركة احتجزت متمردين اثنين آخرين». ويدير متمردو طالبان ما يطلق عليه «إدارات الظل» في كل أقاليم أفغانستان البالغ عددها 34 إقليما منذ شن الحرب بقيادة الولايات المتحدة في عام 2001 والتي أطاحت بحكومة طالبان.