كلينتون ترحب بحذر بمشاركة «الإخوان» في الحوار

أوباما يواصل اتصالاته وسارة بالين تنتقده.. وتشيني يعتبر مبارك رجلا صالحا

عائلة مصرية جلست على الرصيف بميدان التحرير أمس ووضعت أمامها علم بلادها وكتبت عليه اعتذارا عن التأخر بالانتفاضة (أ.ف.ب)
TT

رحبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، أمس، بحذر بمشاركة الإخوان المسلمين في الحوار بين الحكومة والمعارضة في مصر. وقالت إن واشنطن «ستنتظر لترى» كيف ستتطور هذه المحادثات.

وصرحت كلينتون للإذاعة الوطنية العامة الأميركية من ألمانيا بقولها: «علمنا أمس أن الإخوان المسلمين قرروا المشاركة في الحوار، مما يشير إلى أنهم على الأقل أصبحوا الآن مشاركين في الحوار الذي شجعنا على إقامته».

وأضافت: «سننتظر ونرى كيف يتطور ذلك ولكننا كنا واضحين جدا حول ما نتوقعه».

وقالت كلينتون إن «الشعب المصري يتطلع إلى الانتقال المنظم الذي يمكن أن يقود إلى انتخابات حرة ونزيهة. هذا ما دعمته الولايات المتحدة باستمرار».

وأضافت أن «الشعب نفسه وقادة مختلف الجماعات.. هم من سيقرر في النهاية ما يلبي مطالبهم».

وتابعت: «أريد أن أوضح أننا حددنا المبادئ التي ندعمها. ونحن متمسكون بمعارضتنا للعنف».

وقالت: «نريد أن نرى تظاهرات سلمية تمثل حتى الآن على كل حال تطلعات نعتبرها مشروعة للغاية». وقالت: «ونحن نريد أن نرى انتقالا منظما وسريعا».

من جانبه، اعتبر السيناتور الديمقراطي الأميركي جون كيري أن الحوار الذي بدأ بين السلطات المصرية وممثلين للمعارضة هو «استثنائي بكل المقاييس»، داعيا الرئيس حسني مبارك إلى تقديم «خارطة طريق» إلى شعبه.

وقال كيري لشبكة «إن بي سي» إن «الخبر عن لقاءات عقدت في مصر مع نائب الرئيس عمر سليمان هو فعلا استثنائي بكل المقاييس».

ورأى أن التنازلات التي قدمها الرئيس المصري خلال الأيام الـ12 الأخيرة تشكل «بداية»، لكنه دعاه إلى «مخاطبة (مواطنيه) لطرح خارطة طريق واضحة حول العملية المقررة لإحداث تغيير في النظام».

من جانبه، اتصل الرئيس باراك أوباما بعدد من القادة حول الوضع في مصر، وأكد موقفه بأهمية بدء إجراء تغييرات «الآن»، وبينما أكد قادة في الحزب الجمهوري تأييدهم لسياسة أوباما، دخلت النقاش سارة بالين، حاكمة ولاية ألاسكا السابقة ومن قادة الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري، وانتقدت سياسة أوباما نحو مصر، وطلبت منه عدم السماح للإخوان المسلمين بحكم مصر. وفي الاتصالات التي أجراها أوباما شدد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد على أهمية أن تكون المرحلة الانتقالية في هذا مصر «سلسة ومنظمة» بحسب ما أفادت به وكالة أنباء الإمارات أمس (الأحد). وأكد الشيخ محمد بن زايد خلال الاتصال «حرص دولة الإمارات على بذل كل جهد ممكن لدعم الاستقرار في مصر لما لذلك من أهمية بالغة وتأثير إيجابي على استقرار المنطقة».

كما أكد «ضرورة أن تكون المرحلة الانتقالية سلسة ومنظمة من خلال المؤسسات الوطنية مع الأخذ في الاعتبار المتطلبات الدستورية للمرحلة القادمة».

وشدد ولي عهد أبوظبي أيضا على «رفض الإمارات لكل محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لجمهورية مصر العربية من قبل أطراف خارجية»، مؤكدا أن «مستقبل مصر يجب أن يقرره المصريون بعيدا عن أي تدخل خارجي».

وحسب بيان البيت الأبيض فإن أوباما اتصل برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وإنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا.

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن تأكيد بيان البيت الأبيض على كلمة «الآن» يعتبر نفيا جديدا لتصريحات كان أدلى بها فرانك ويزنر، الذي كان باراك أرسله في الأسبوع الماضي إلى مصر، حيث قابل الرئيس حسنى مبارك. وكان ويزنر قال أول من أمس في ميونيخ خلال مؤتمر الأمن الأوروبي إن الرئيس مبارك يجب أن يظل في منصبه خلال الفترة الانتقالية التي ستمتد إلى سبتمبر (أيلول).

وبعد تصريحات ويزنر بساعات قليلة، نفى فيليب كراولي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ما قال ويزنر، وقال إن ويزنر «كان يتحدث باسم نفسه، وليس باسم حكومة الولايات المتحدة». لهذا، تعتبر إشارة البيت الأبيض إلى أن أوباما كرر لقادة أجانب كلمة «الآن» نفيا آخرا لتصريحات ويزنر.

وأضاف بيان البيت الأبيض أن أوباما، في أحاديثه مع القادة الأجانب كرر «قلقه البالغ إزاء استهداف الصحافيين وجماعات حقوق الإنسان في مصر. وأكد من جديد أن حكومة مصر لديها مسؤولية حماية حقوق شعبها. ودعا إلى الإفراج فورا عن أولئك الذين اعتقلوا ظلما». وأضاف البيان أن أوباما «شدد على أهمية عملية انتقال منظمة وسلمية، تبدأ الآن. وأن على الحكومة المصرية أن تستجيب لتطلعات الشعب المصري، بما في ذلك مفاوضات ذات مصداقية كاملة بين الحكومة والمعارضة».

وبعد ساعات قليلة من إعلان التلفزيون المصري الحكومي استقالات جماعية في قيادة الحزب الوطني الحاكم في مصر، أصدر البيت الأبيض بيانا آخر رحب بذلك. ووصف ما حدث بأنه «خطوة إيجابية».

ونقلت وكالة «أ.ف.ب» تصريحات لمسؤول في البيت الأبيض طلب عدم نشر اسمه أو وظيفته قال فيها إن البيت الأبيض «ينتظر المزيد». وأضاف: «نحن نرى في ذلك خطوة إيجابية نحو التغيير السياسي الذي سيكون ضروريا. ونحن نتطلع إلى خطوات إضافية».

وأيضا أصدر البيت الأبيض بيانا بأن نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن اتصل هاتفيا مع نظيره المصري عمر سليمان. وحثه على أهمية اتخاذ «خطوات فورية» لإجراء إصلاحات ديمقراطية. وأن بايدن «سأل عن التقدم الذي تحقق، بما في ذلك مفاوضات الانتقال إلى حكومة ديمقراطية لتلبية رغبات الشعب المصري. وشدد على الحاجة إلى خطة إصلاح حقيقية، وإلى جدول زمني واضح. وإلى خطوات فورية تظهر للجمهور ظهورا واضحا».

وأضاف بيان البيت الأبيض أن بايدن أيضا «أعرب عن قلقه إزاء الغارات المستمرة على المجتمع المدني. ودعا إلى الإفراج الفوري عن الصحافيين، والنشطاء، والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين اعتقلوا من دون سبب».

وأول من أمس، في ميونيخ كانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دعت لمزيد من الدعم الدولي «لانتقال منظم نحو الديمقراطية» في مصر. وأيضا، حذرت القوى التي قد تحاول عرقلة ذلك. وقالت إن مصر تمر بمرحلة انتقالية «ستصبح أكثر صعوبة بما لا يقاس إذا لم يكن هناك ضبط النفس من قبل الحكومة وقوات الأمن».

وقال تلفزيون «إيه بي سي» إن تصريحات المسؤولين الأميركيين الأخيرة توضح أن «البيت الأبيض زاد ضغطه على مبارك». وأشار التلفزيون إلى اتصال نائب الرئيس بايدن مع عمر سليمان، نائب الرئيس مبارك، وقال التلفزيون إنه «كان أقوى تشددا، خاصة لإشارته إلى جدول زمني محدد للتغييرات الإصلاحية في مصر».

وفي بيان آخر للبيت الأبيض، انتقد تصريحات على لسان آية الله على خامنئي، المرشد الأعلى في إيران، أشادت بمظاهرات مصر، والتي دعا فيها إلى تأسيس حكومة إسلامية في مصر. وقال بيان البيت الأبيض إن إيران «ليست في وضع يجعلها تعلن مثل هذه التصريحات الغريبة بعد أن كانت قمعت مظاهراتها. لقد قمعت إيران مظاهرات كان فيها الإيرانيون يمارسون حقوقهم الدستورية مثلما يمارس المصريون ذلك اليوم في القاهرة».

ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» أن سارة بالين، حاكمة سابقة لولاية ألاسكا، ومن قادة الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري، انتقدت سياسة أوباما نحو مصر. وقالت إن أوباما «يجب ألا يقبل» قيادة الإخوان المسلمين لحكومة في مصر. لكنها لم تفصل ذلك. واكتفت بهجوم على قدرة أوباما على إدارة المشكلات الخارجية. ووصفت الوضع في مصر بأنه «وضع صعب». وقالت: «هذا هو الاتصال التليفوني في الثالثة صباحا»، إشارة إلى عبارة من انتخابات رئاسة الجمهورية سنة 2008، عندما كانت هيلاري كلينتون تنافس أوباما لتترشح باسم الحزب الديمقراطي. وقالت إن أوباما قليل التجارب في السياسة الخارجية، ولا يقدر على أن يجيب في حسم على «اتصال تليفوني في الثالثة صباحا» حول أزمة ما في بلد ما.

غير أن سارة بالين انتقدت أوباما نقدا عاما، وقالت إنه فشل في أن يطلع الشعب الأميركي على ما يجري في مصر. وأضافت: «الآن، أكثر من أي وقت مضى، نحن في حاجة إلى عقل قوي في البيت الأبيض». وقالت: «بالتأكيد إنهم يعرفون في البيت الأبيض أكثر مما نعرف عن مصر. يعرفون من الذي سيحل محل مبارك، لكنهم لا يملكون المقدرة على إدارة ما يعرفون، سواء عن الوضع هناك في مصر، أو في دول أخرى مضطربة الآن».

من جانبه، أشاد ديك تشيني، نائب الرئيس الأميركي السابق بالرئيس المصري حسني مبارك ووصفه بأنه رجل صالح وصديق قوي للولايات المتحدة، لكنه قال إن الشعب هو الذي سيقرر مصيره كزعيم.

وقال تشيني خلال جلسة يتلقى فيها أسئلة في لقاء لتكريم الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان إنه رجل صالح.. إنه صديق صالح وحليف للولايات المتحدة ونحتاج لتذكر ذلك.

ومضى يقول: «في النهاية أيا كان ما سيأتي في الفترة المقبلة سيحدده الشعب المصري».

ولم يذكر تشيني الذي كثيرا ما ينتقد أوباما آراء بشأن طريقة تعامل أوباما مع الأزمة، لكنه قال إن من المهم القيام بجهود دبلوماسية بشكل غير معلن.

ومضى يقول: «من الصعب للغاية على زعيم أجنبي ما التصرف بناء على نصيحة أميركية بطريقة ملحوظة».

ورفض أن يذكر تكهنات بشأن مستقبل مبارك. وأردف قائلا: «لا أدري. لكني أعتقد أيضا أن هناك وقتا يحل على الجميع يتعين فيه الانسحاب والمضي قدما».

وقال: «نصل إلى المرحلة التي تتوالى فيها السنون ويصبح التعامل مع الأعباء أكثر صعوبة، لكن كما قلت هذا قرار لا يمكن أن يتخذه سوى المصريين».

وفي روما أعلن البابا بنديكتوس السادس عشر أمس أنه يتابع «باهتمام الوضع الحساس» في مصر، حيث بدأ حوار بين السلطات وممثلين للمعارضة بهدف إيجاد حل للأزمة التي تهز البلاد.

وقال البابا خلال القداس في ساحة القديس بطرس: «أطلب من الله أن يعود السلام والتعايش السلمي إلى هذه الأرض المباركة بفضل التزام ثابت من أجل الخير المشترك».

وفي باريس أعلن الوزير الفرنسي للشؤون الأوروبية لوران فوكيز أمس أنه يتعين على أوروبا إحدى أكبر الجهات المانحة للعالم العربي، أن «تقول بوضوح» ما تريده بالنسبة إلى مستقبل مصر، معربا عن الأسف لأن الاتحاد الأوروبي «لا يعرف التواصل».

وقال الوزير الفرنسي في برنامج «كارفور أوروبا» على أثير إذاعة فرنسا الدولية: «ينبغي أن نقول ماذا نريد بوضوح. نريد أن تقوم مصر بالإصلاحات الضرورية وتضع في الدرجة الأولى الدفاع عن حقوق الإنسان والمساواة بين الرجل والمرأة وتباشر بعمل يعزز الطبقات المتوسطة وتبدأ على الفور عمليتها الانتقالية الديمقراطية».

وأضاف «أن أوروبا هي إحدى أكبر الجهات في مجال تمويل ومساعدة العالم العربي. وفي الوقت نفسه فإننا نعمل كل على حدة وبالتالي فإننا لا نتوصل إلى تشكيل أي ثقل». وتابع يقول: «إن ما نحتاج إليه هو أن نحدد بسرعة نقاط عمل ملموسة وعملانية».

وأعرب الوزير عن الأسف لغياب التواصل لدى الاتحاد الأوروبي تماما كما حصل لعمله الميداني في تونس. وقال: «أوروبا لا تعرف كيف تتواصل، لا تعرف تسويق نفسها، لا تعرف كيف تشرح ما تقوم به».

وقال إنه يتحدث العربية لأنه «درس في مصر وعمل خصوصا في جمعية الأخت إيمانويل في مدن الصفيح في القاهرة».

وشددت بريطانيا على ضرورة إجراء «تغيير حقيقي وواضح وشامل» في مصر. وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ لقناة «بي بي سي»: «نريد مواصلة الضغوط لتتم العملية الانتقالية بشكل منظم وواضح». ودعا إلى «تغيير حقيقي وواضح وشامل يجمع الشعب المصري مع جدول زمني محدد لتنظيم انتخابات وحكومة أوسع تشمل شخصيات لا تنتمي إلى النخبة التي تحكم البلاد منذ سنوات».

وشدد وزير الخارجية البريطاني على أن الدول الكبرى لا تستطيع وضع خريطة طريق محددة لمصر. وقال إنها «دولة تتمتع بسيادة ولا يعود إلينا القول متى يجب أن يرحل الرئيس أو أن ينضم هذا الشخص أو ذاك إلى الحكومة المصرية».