«يو تيوب» يزدحم بمشاهد الهروب الجماعي من السجون المصرية

سجين من أبو زعبل: اعطونا السلاح والسيارات وقالوا لنا «البلد بتاعتكم»

TT

بين عشية وضحاها انقلب الحال رأسا على عقب، تحول الأمان إلى حالة من الرعب والهلع بعد انهيار المنظومة الأمنية بالكامل في أقل من 5 ساعات فيما أطلق عليه «جمعة الغضب» وخرج اللصوص والمجرمون من جحورهم ليهددوا أمن وسلامة الشارع المصري، في غياب واضح للشرطة وكأن الأرض انشقت وابتلعت الجهاز الأمني»، موقع «يو تيوب» ازدحم بعشرات من القصص المصورة عن اعترافات المساجين الهاربين والبلطجية الذين قبضوا مئات الجنيهات للانقضاض على شباب ميدان التحرير. وفي أحد الكليبات يقول سجين هارب من سجن أبو زعبل بعد أن سلم نفسه لضباط وجنود القوات المسلحة: «لقد هيأونا للهروب الكبير قبلها بيوم، وتركوا لنا السيارات والسلاح، وقالوا لنا البلد بتاعتكم، كثير منا كان بايع عمره، أي مستعد لارتكاب أي شي». وقال في اليوم السابق لعملية الهروب الكبير من أبو زعبل: «جمع ضباط السجن منا التلفزيونات والهواتف الجوالة وأجهزة المذياع وأغلقوا علينا الزنازين، وفي اليوم التالي فتحوا الزنازين، وقالوا انطلقوا البلد بتاعتكم أي ملككم». ويطلب من المصور «عدم تصوير وجهه والتركيز على قدميه المقيدتين». وزعم انه علم أيضا أن ضباط الشرطة سمحوا للمساجين من أقسام الخليفة وإمبابة والوراق والمطرية أن يهربوا لارتكاب جرائم في الشارع المصري قبل أن تحرق أقسام الشركة بفعل فاعل. وأشار إلى أن سجن أبو زعبل خلا من جميع سجنائه بعد فتح الزنازين لإتاحة الفرصة لهم للهرب. وقال السجين الهارب: «بعض البلطجية من السجناء انضموا إلى رجال الشرطة في الاعتداء على المواطنين، والبعض الآخر كان ضميره حيا وهرب إلى عائلته وذويه، أما هو شخصيا فقد سلم نفسه في اليوم التالي إلى رجال الجيش. وفي شريط آخر تحت عنوان إطلاق سراح السجناء السياسيين من مصر، يبدو حالة من الهرج والمرج وسط إطلاق نار كثيف في أحد السجون بمصر، وبلطجية يكسرون أبواب الزنزانات، وآخر يصرخ في المساجين «على بيتك على طول»، ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» التأكد من جهة مستقلة لعمليات هروب المساجين في «جمعة الغضب».

وكشفت عمليات هروب المساجين في أكثر من عشرة سجون مصرية، هرب منها 17 ألف مسجون بحسب وزارة الداخلية، عن تمكن عناصر من تنظيم «حزب الله» اللبناني، وحركة حماس ومصريين محكوم عليهم بالإعدام وآخرين متهمين في قضايا عنف طائفي مثل «الكموني» الذي صدر حكم أخير بإعدامه بتهمة قتل 6 من المسيحيين في يناير 2010، بخلاف أعضاء من الجماعات الإسلامية والجهاد معتقلين ومسجونين منذ قرابة 20 عاما.

وبالمقابل لم ينجح متهمون مشهورون مثل عبود وطارق الزمر من الهرب، وكذا رجل الأعمال هشام طلعت مصطفي والسكري، فيما استمرت اليوم الخميس محاولات الهجوم على السجون، عندما حاول أهالي مسجونين في سجن طرة إطلاق سراح ذويهم المسجونين، إلا أن قوات الجيش التي تحرس السجون اشتبكت معهم وأطلقت الرصاص الحي والقبض عليهم والسيطرة على الموقف.

ولعل أهم أو أبرز هؤلاء الهاربين هم المتورطون في قضية حزب الله على رأسهم قيادي الخلية الإرهابية سامي شهاب والمحكوم عليه بالسجن 15 عاما في القضية التي تم اعتقال أفرادها في مصر، وكشفت التحقيقات أن هذه الخلية كانت تسعى لتنفيذ ثلاث عمليات إرهابية ضد مواطنين مصريين وإسرائيليين في مصر، وأن قيادي خلية حزب الله سامي شهاب اعترف بأن العمليات كلها كانت تستهدف الوضع الداخلي في مصر، ولا علاقة لها بمساعدة التنظيمات الفلسطينية في غزة. وكان وزير الداخلية المصري الجديد محمود وجدي أعلن الأسبوع فرار نحو 17 ألف سجين بينهم 20 فلسطينيا بعضهم من المتهمين في قضايا إرهاب فروا من السجون خلال الأحداث التي تشهدها مصر. وقال وجدي خلال تفقده أقسام الشرطة المحترقة إن السجون المصرية الآن تحت السيطرة، مشيرا إلى هروب عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من بعض السجون وأكد أن عناصر الجماعة المحتجزين في سجن طرة لم يهرب أي منهم. كما نفى هروب هشام طلعت مصطفى ومحسن السكري المسجونين في قضية مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم.