بري يبشر بولادة الحكومة الجديدة خلال أسبوع.. و«14 آذار» تتوقع أن تكون حكومة حزب الله

الأمين العام لقوى 14 آذار لـ «الشرق الأوسط»: تكريس المحكمة وإلغاء السلاح شرطان للمشاركة

TT

انتهى الأسبوع الثاني عقب تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، من دون تحقيق أي اختراق ملحوظ في جدار الشروط المرفوعة في وجهه. وعلى جبهتي 8 و14 آذار المفترض أن تتشاركا في الحكومة العتيدة وفق رغبة الرئيس المكلف، وبالتزامن مع الغموض الذي يلف المشاورات التي يجريها الأخير مع كل الأطراف، وتسريب معلومات عن تعقيد مهمته لا سيما من فريق الثامن من آذار الذي رشحه لهذا المنصب، برز موقف مفاجئ لرئيس مجلس النواب نبيه بري كشف فيه أن «ولادة الحكومة لن تستغرق أكثر من أسبوع»، وتقاطع كلامه مع ما نشرته إحدى الصحف السورية التي توقعت أن تولد حكومة ميقاتي ما بين 16 و18 من الشهر الحالي، في حين رأى فريق 14 آذار أن ميقاتي سيخضع في النهاية إلى تنفيذ دفتر شروط سورية وإيران، ويتوجه بأسرع وقت ممكن إلى تشكيل حكومة اللون الواحد.

وفي غياب أي بوادر لتقريب وجهات النظر بين الفريقين اللبنانيين المتصارعين، اعتبر الأمين العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، أنه «من شبه المستحيل التوفيق بين طروحات فريقي 8 و14 آذار للمشاركة معا في الحكومة الجديدة». وأوضح في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «فريقنا وضع شروطا لدى الرئيس المكلف للمشاركة في الحكومة، وأهمها تكريس المحكمة الدولية، وإلغاء السلاح غير الشرعي المنتشر على الأراضي اللبنانية، في حين اشترط الفريق الآخر إلغاء المحكمة وتكريس السلاح غير الشرعي». وقال سعيد «من الواضح أن الرئيس ميقاتي يجهد عبر لقاءاته ومشاوراته ليقول إنه وسطي، ويعمل لما يريده الفريقان، لكن الثابت أنه جاء برغبة فريق الثامن من آذار، وهذا ما أعلنه (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله على شاشات التلفزة، وبرأيي أن ميقاتي يضيع الوقت، ويحاول أن يكسب شرعية من خلال اتصالاته مع الجميع، لكن الحقيقة أنه جاء لتنفيذ دفتر شروط سورية وإيران». وأبدى اعتقاده أن ميقاتي «سيتوجه إلى تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن»، وأضاف «الجميع يذكر كلام السيد نصر الله عند سقوط الحكومة، حيث قال: (أسقطنا حكومة سعد الحريري) قبل صدور القرار الظني، واليوم يسعى حزب الله عبر ميقاتي إلى تشكيل حكومة جديدة قبل الإعلان عن مضمون القرار الظني»، وردا على سؤال عما إذا كان فريق 14 آذار يكتفي بالموافقة على شروطه لدخول الحكومة، أم يصر مع ذلك على حصوله على الثلث المعطل فيها، أعلن أن «أحد هذين الأمرين لا يلغي الآخر ويجب أن يكونا متلازمين»، وعن رأيه في إصرار رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون على أن يكون صاحب القرار في تسمية الوزراء المسيحيين في الحكومة، اكتفى سعيد بالقول «مبروك عليه كل الوزراء المسيحيين، ومبروك على المسيحيين أن يكون ميشال عون ممثلهم».

إلى ذلك، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن «ولادة الحكومة لن تستغرق أكثر من أسبوع، والأمور تسير بشكل صحيح»، معربا عن اعتقاده بأنه «اعتبارا من الغد (اليوم) سوف يوضع الأسود على الأبيض، وسيجري الدخول في الحقائب والأسماء». وحول موقف فريق 14 آذار من التشكيلة الحكومية، قال بري «سنرى ما تقترح، لكن أعتقد أن ما يطرحه رئيس حزب الكتائب أمين الجميل قابل للبحث والقبول، أما بالنسبة للذين يطرحون مواقف مبدئية فهذه المواقف هي بصدد عرقلة مهمة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي».

أما وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال سليم الصايغ، فدعا الرئيس ميقاتي إلى «عدم التفريط في وسطيته، وأن يبقى على مسافة واحدة من الجميع»، مؤكدا أن «رئيس الجمهورية ميشال سليمان سيبقى دائما حارسا للدستور، ولن يرضى بالتوقيع على أي مرسوم حكومة لا تكون ميثاقية». وعن تشكيل الحكومة، قال الصايغ «أصدق كل ما قاله ويقوله الرئيس ميقاتي حول مشاركة الجميع في الحكومة، ونحن نعطيه فسحة ليؤكد نجاحه في مسعاه، على الرغم من أننا نرى بعض الإرباك والمشكلات التي تتعرض لها مسيرة التشكيل»، مشيرا إلى أنه «ما من أحد سيفرط بأي حصة في تشكيل الحكومة، لأن حصتنا هي لبنان ونريد حصتنا كما يريدها غيرنا، لأننا لا نقبل بأن يلغى أحد». وشدد عضو كتلة المستقبل، النائب محمد الحجار، على أن «رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري هو الأكثر تمثيلا على مستوى الطائفة السنية وعلى المستوى السياسي، إلا أن السلاح استعمل لفرض تغيير الأكثرية وتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي بطريقة انقلابية، وعبر ضغوط حصلت على النائب وليد جنبلاط ونواب آخرين»، مبديا عتبه على الرئيس المكلف «الذي وافق على أن يكون مرشحا لحزب الله وفريقه»، إلا أنه لفت إلى أن «طريقة تعاطي الرئيس نجيب ميقاتي مع الخيارات ستؤكد أو تنفي هذا الأمر». وأوضح أن «المشاركة في الحكومة ستكون تبعا للاستجابة للنقاط التي طرحت في المذكرة التي قدمها الرئيس فؤاد السنيورة، ومنها المحكمة والسلاح الفلسطيني»، داعيا إلى «الالتزام بالمبادئ والثوابت بشكل علني لتكون مواقفنا إيجابية ونتعاون معه». ولفت عضو كتلة المستقبل، النائب عاطف مجدلاني، إلى أن «الحكومة التي ستأتي هي حكومة الحزب الواحد، وهي حكومة حزب الله، ونقطة على السطر»، مستدركا «نحن لدينا ثقة في رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وهو حريص على الوحدة الوطنية والدستور، وأعتقد أنه لن يوقع على حكومة من لون واحد».

ورأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ نبيل قاووق، أن «الحكومة الجديدة هي فرصة لكل الوطن، ونحن كنا دوما نرفض الاستئثار والثأر، واليوم سنتعاطى على القاعدة عينها، ولن نقبل بثأر واستئثار»، مضيفا «نريد للحكومة أن تكون فرصة لكل الوطن، فلتكن هناك مشاركة وفعالية لأجل أن نواجه بشكل أقوى المشروع التآمري الأميركي ونتصدى لمعالجة القضايا الملحة لشعبنا الذي هو أشرف الناس وأعزهم». وقال «إن أميركا لا تعمل في لبنان إلا على إعاقة عمل الحكومة، وما حصل في لبنان هزيمة إضافية للمشروع الأميركي».