رئيس الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي يؤمن بأن الحرب هي آخر سلاح

يستخف بأخطار حماس في غزة ويرى في حزب الله خطرا استراتيجيا

TT

يقدر الخبراء الإسرائيليون أن رئيس أركان الجيش الجديد، بيني غانتس، الذي ستقر الحكومة الإسرائيلية تعيينه هذه الأيام، سيكون متبعا لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، إيهود باراك. فهو، على عكس يوآف غالانت، الذي عين رئيسا للأركان ولكن الحكومة ألغت تعيينه أمس بسبب فضيحة الفساد المرتبطة باسمه، لا يسارع إلى إعلان حرب ويؤمن بأن على الحكومة والجيش أن يستنفذا كل الوسائل الممكنة قبل اللجوء إلى الحرب.

فقد اضطر نتنياهو وباراك إلى اختيار غانتس، بعد الانتقادات الواسعة لهما على مسلسل الأخطاء التي قاما بها في التعاطي مع موضوع اختيار رئيس للأركان. فقد اختارا غالانت، غير آبهين بالمعلومات المتراكمة في ملفه عن قضية الفساد المذكورة، وحسبا أن رصيده العسكري وموقفه المماثل لموقفيهما بضرورة إعلاء شأن الخيار العسكري الحربي ضد إيران، سوف يشفعان له. ولكن المحكمة أغلقت الطريق أمام غالانت. وكان عليهما أن يمددا فترة رئيس الأركان الحالي، جابي أشكنازي، لكن باراك المعادي لأشكنازي منع ذلك، فاختارا تعيين الجنرال يائير نافيه رئيسا مؤقتا للأركان لمدة 60 يوما، فتحول هذا التعيين إلى فضيحة ضدهما حيث إن معظم الوزراء يعارضونه. ولم يكن أمامهما بد من اختيار غانتس. وكان من المفترض أن تقرر الحكومة الإسرائيلية في جلستها العادية، أمس، إلغاء تعيين غالانت رسميا وتعيين غانتس بدلا منه، لكن غالانت توجه إلى محكمة العدل العليا يطلب طرح اسمه مرة أخرى للتنافس. فرفضت المحكمة الطلب وقررت إجراء بحث موسع فيه غدا، الأمر الذي منع الحكومة من اتخاذ قرارها النهائي، وتأجيله إلى ما بعد انتهاء البحث في المحكمة. والمتوقع أن يعين غانتس في جلسة قريبة، حتى يتاح تسلمه المنصب يوم الاثنين، عند انتهاء ولاية أشكنازي.

ورئيس الأركان الجديد، غانتس، يشغل اليوم منصب عضو هيئة رئاسة الأركان ويمضي عطلة التسريح من الجيش، عمره 51 عاما، انتسب للجيش سنة 1977، برز في حرب لبنان الأولى كضابط في سلاح المظليين، وكان من أوائل المحاربين فيها، وخلال 18 سنة متواصلة خدم في لبنان، متدرجا في مختلف المناصب، واختتم سنة 2000 كقائد لقوات الاحتلال هناك، وقاد الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب المهرول. وقد سجل على تاريخه العسكري أنه أول من دخل لبنان محتلا وآخر من خرج منه. ويعرف عن غانتس أنه لا يرى في حماس خطرا أساسيا على إسرائيل ويتحفظ من فكرة إعادة احتلال قطاع غزة. ولكنه يرى في حزب الله اللبناني خطرا استراتيجيا، لأنه يعتبره ذراعا إيرانية مباشرة. ويؤيد أن يبني الجيش استراتيجيته على مجابهة الخطر الإيراني النووي. ولكنه يرى أن الحرب يجب أن تكون آخر سلاح يستخدم في الصراع مع إيران وأذرعها. ويفضل استنفاد كل الوسائل الأخرى، مثل الجهود الدبلوماسية والإجراءات العقابية المتصاعدة بالتدريج والتلويح بالخيار العسكري ثم التهديد العسكري فحسب، بعد ذلك اللجوء إلى الحرب. وحتى هذه الأخيرة بالتنسيق مع الغرب وليست حربا إسرائيلية فردية.

وخلال الحديث مع غانتس، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، أن أمام الجيش الإسرائيلي تحديات كبيرة أصلا، ولكنها تضاعفت مرات ومرات بسبب التغيرات العميقة في تونس ومصر وغيرهما من الدول العربية. واتفقا على وضع برنامج عمل حول هذه التحديات وسبل مجابهتها.