موسوي وكروبي يحرجان خامنئي بطلب إذن لتنظيم حشد لدعم احتجاجات مصر

هتافات مناوئة لـ«خامنئي» بميدان التحرير

TT

قال موقعا زعيمين للمعارضة الايرانية على الانترنت انهما تقدما بطلب للحصول على تصريح لاقامة تجمع حاشد تأييدا للانتفاضتين المصرية والتونسية وهو ما يعد مأزقا للحكومة التي قمعت الاحتجاجات في ايران قبل عام.

وقال زعيما الحركة الخضراء التي دعت مئات الآلاف من المحتجين إلى الخروج للشوارع بعد انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد لولاية ثانية في يونيو (حزيران) 2009 في انتخابات ثارت حولها نزاعات انها تريد تنظيم التجمع يوم الاثنين 14 فبراير (شباط).

ولم تنظم الحركة الخضراء مظاهرة كبيرة منذ ديسمبر (كانون الاول) 2009 حين قتل ثمانية محتجين واعتقل اكثر من الف في تجمع احياء لذكرى عاشوراء. وأنهى هذا الاحتجاجات التي استمرت لاشهر والتي يقول زعماء من المعارضة انها كانت مصدر الهام للحركتين الداعيتين للديمقراطية في تونس ومصر.

وقال خطاب موجه إلى وزير الداخلية وقعه زعيما المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي ونشر في موقعيهما على الانترنت «نطلب تصريحا لدعوة الناس الى تجمع حاشد لاعلان تضامننا مع الحركة الشعبية في المنطقة خاصة انتفاضة شعبي تونس ومصر الساعية إلى الحرية ضد حكومتي الطغيان».

وقالت الحركة الخضراء ان انتخاب احمدي نجاد لولاية ثانية كان مرتبا وهو ما نفته الحكومة التي وصفت المحتجين بأنهم محرضون على الفتنة يدعمهم أعداء ايران الخارجيون.

ولم يصدر رد فوري من الحكومة لكن لا يرجح فيما يبدو منح تصريح لتجمع حاشد ربما يعيد احياء اكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979.

ووصف الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي الانتفاضتين بأنهما صحوة اسلامية تكمل ما بدأه الثوار الايرانيون الذين أطاحوا بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة عام 1979.

وردا على هذا قال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ان على خامنئي أن يلتفت لشؤون بلده وشعبه الذي يتطلع بتشوق إلى الحرية من النظام الجاثم على صدره على مدى أكثر من ثلاثين عاما بدلا من محاولة الهاء الشعب الايراني الواعي بالتخفي وراء ما تشهده مصر من حراك سياسي وشعبي كبير في اتجاه اصلاحات سياسية كبرى.

وردت حركة الاخوان المسلمين على تصريحات خامنئي بقولها انها لا تعتبر الانتفاضة المصرية ثورة اسلامية. في غضون ذلك رفض الأمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، تصريحات المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي التي دعا فيها الشعب المصري إلى مواصلة الاحتجاج وإقامة دولة إسلامية على غرار الثورة الإيرانية - رد متظاهرون في ميدان التحرير على دعوى خامنئي بهتافات مناوئة وقالوا إنهم «يسعون لشرق أوسط ديمقراطي، وليس إسلاميا»، وإنهم سيعملون على تصدير الثورة المصرية إلى إيران.

وقال شيخ الأزهر في بيان له أمس إنه يرفض بشدة «السياسات الإيرانية التي تستخدم مرجعيتها الدينية العليا وتسخرها لتصدير النداءات التي تتناقض مع مبادئ الإسلام وتخرج خروجا سافرا على صريح القرآن والسنة وإجماع الأمة». كما انتقد شيخ الأزهر كل «التصريحات الغربية التي تنتهز الفرصة وتحاول العبث بالشأن المصري، في الوقت الذي تقف فيه سياسات هذه الدول عاجزة ومشلولة عن تقديم أي عون أمام الانتهاكات الصارخة التي تمارس يوميا ضد شعوب المنطقة وفي العالمين العربي والإسلامي».

كما أعرب شيخ الأزهر عن قلقه البالغ من التصريحات والفتاوى الإقليمية والعالمية التي تتناول الشأن المصري الداخلي، معلنا رفضه التام لكل محاولات التدخل الأجنبي في شؤون مصر الداخلية واستغلال المطالب المشروعة التي ينادى بها شبابها المخلص، محذرا من إثارة المشاعر، واللعب بعواطف الجماهير عبر فتاوى دينية تصدر من مرجعيات فقهية ورموز دينية، وتدعو إلى فتنة يحرمها الله ورسوله ويجمع المسلمون كافة على تأثيم كل من يدعو إليها.

ورفض عدد من المعتصمين في ميدان التحرير منذ 27 يناير (كانون الثاني) الماضي تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإسلامية وقالوا إنهم «يسعون لشرق أوسط ديمقراطي، وليس إسلاميا»، وإنهم سيعملون على تصدير الثورة المصرية إلى إيران.

ردد الشباب أمس هتافات ضد إيران بسبب ما قالوا إنه تدخلا إيرانيا في الشؤون الداخلية المصرية، وقال أحد المتظاهرين إن «هناك من يحاول استغلال ما يجري في مصر لتحقيق مكاسب خاصة، لكن المصريين جميعا لن يسمحوا بذلك».

وذلك وثقا لوكالة الأنباء الألمانية.

وتابع بقوله إن «مصر لا يمكن أن تكون إيران أخرى، ولن تحكمنا ديكتاتورية دينية كما في إيران»، مؤكدا أن «شباب مصر هم من سيقوم بتصدير ثورتهم إلى إيران لتجاوز النظام الديكتاتوري الذي يحكمها».