الهولندي فيلدرز من جديد أمام المحكمة.. ويطالب بجلسات مفتوحة

منتج فيلم «فتنة» يواجه اتهامات تتعلق بالإساءة إلى الإسلام والتحريض على الكراهية والتمييز

زعيم اليمين المتشدد في هولندا خيرت فيلدرز أثناء مثوله أمام محكمة في أمستردام أمس (أ.ب)
TT

مثل زعيم اليمين المتشدد في هولندا خيرت فيلدرز من جديد، أمس، أمام محكمة أمستردام، بعد أكثر من 3 أشهر على توقف النظر بالقضية. ويمثل فيلدرز أمام المحكمة بالتهم نفسها، وهي: التحريض على الكراهية، التمييز، وتشويه صورة المسلمين، ونجح فيلدرز، السياسي الهولندي المعادي للإسلام، من وجهة نظر بعض وسائل الإعلام، في الاحتجاج ضد المحكمة وإعادة النظر في القضية بقضاة جدد. ويعتقد فيلدرز أن القضاة ارتكبوا أخطاء ولم يمنحوه فرصة عادلة في الدفاع عن نفسه. وحكمت لجنة التحكيم التي نظرت في قرار الطعن بالمحكمة لصالح فيلدرز. وقال فيلدرز ومحاميه خلال جلسة أمس: إنه يتوجب الآن إعادة المحاكمة من جديد. وطلبا أيضا الاستماع إلى شهادة الخبراء في جلسة علنية وليس خلف الأبواب المغلقة حسب ما هو معمول به، وعلقت النيابة العامة على هذا الأمر بالقول: إنه من الأفضل عقد الجلسة في استاد رياضي، وحاول كل طرف خلال الجلسة الإعلان أمام المحكمة عن وجهة نظره في الصورة التي يتمنى أن يسير عليها النظر في القضية.

وتركزت المداخلات حول توضيح مسائل متعلقة بإجراءات المحاكمة، وليس حول مضمون الدعوى. كان محامي فيلدرز، برام موسكوفيتش، قد أوضح من قبل أنه يعتزم خلال جلسات المحاكمة الرئيسية إثبات أن تصريحات موكله المثيرة للجدل حول الإسلام تأتي في إطار الحق في حرية التعبير.

وكرر فيلدرز ومحاميه مواقفهما خلال الجلسات التي انعقدت قبل 3 أشهر، وقال محامي فيلدرز: إن محكمة أمستردام التي تنظر في القضية غير مختصة بالنظر فيها، كما أن الادعاء العام ذهب إلى ما هو أبعد مما طلبته منه المحكمة العليا في قرارها الذي ينص على ملاحقة فيلدرز، وأرسلت النيابة العامة نفس المدعي العام الذي رفع الشكوى وطالب بتبرئة فيلدرز من تهم موجهة له قبل وقف جلسات المحاكمة، ومنها ما يتعلق بإهانة المسلمين.

وقالت وسائل إعلام هولندية: إن المقارنة بين القرآن وكتاب «كفاحي» لأدولف هتلر، ومقارنة الإسلام بالفاشية، مؤلمتان جدا بالنسبة للمسلمين، لكن القانون لا يعاقب على ذلك، وفقا للنيابة العامة، فإن انتقاد فيلدرز للدين وليس للمسلمين. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي انعقدت جلسات الاستماع في محاكمة فيلدرز أمام القضاء الهولندي، ووصف فيلدرز محاكمته بأنها «عملية سياسية» ضده. وكتب فيلدرز في صفحته على موقع «تويتر» الاجتماعي على الإنترنت قبيل بدء محاكمته بتهمة التحريض على الكراهية والعنصرية: «يقف معي أمام المحكمة حرية التعبير عن آراء 1.5 مليون شخص على الأقل». ويشير فيلدرز بذلك إلى نحو 1.5 مليون من الناخبين الذين أعطوا أصواتهم لحزبه (حزب الحرية) في الانتخابات البرلمانية التي جرت في يونيو (حزيران) الماضي، ليصبح بذلك ثالث أكبر قوة سياسية في البلاد.

وقال محامي فيلدرز، برام موسكوفيتش: إن المحاكمة تعتبر محاولة «لإسكات أحد أبرز الساسة في هولندا». ويواجه فيلدرز تهمة التحريض على كراهية المسلمين والكراهية العنصرية ضد المغاربة وأجانب آخرين غير غربيين. وستتم محاكمة رئيس حزب الحرية على تصريحات معادية للمسلمين أدلى بها في مقابلات إعلامية وخطب، مثل تشبيهه للقرآن بكتاب «كفاحي» للزعيم النازي أدولف هتلر، كما تدور المحاكمة أيضا عن فيلم «فتنة» المناهض للإسلام الذي أنتجه فيلدرز وبثه على الإنترنت عام 2008. وفي حال إدانته سيواجه فيلدرز (47 عاما) عقوبة السجن لمدة تصل إلى 16 شهرا وغرامة تصل إلى 10 آلاف يورو (13800 دولار). كان فيلدرز قد نفى من قبل الاتهامات الموجهة إليه في مستهل إجراءات محاكمته.