نصر الله: الشعب المصري يخوض معركة الكرامة العربية

عون: مصر تجاوزت محاولة الفتنة بين المسيحيين والمسلمين.. وجنبلاط: ليس هناك من يملك صلاحية إعطاء عظات للمصريين

محتج يحمل طفله على كتفيه خلال مشاركته في مظاهرات ميدان التحرير أمس (أ.ف.ب)
TT

وصف الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أمس الاثنين ما يحصل في مصر، بـ«ثورة الفقراء والأحرار وطلاب الحرية ورافضي المهانة والذل الذي وضع في هذا البلد عبر الاستسلام لأميركا»، ورأى فيها «ثورة إنسانية سياسية اجتماعية على الظلم والفساد والقمع والجوع وهدر إمكانيات البلد وسياسات النظام في الصراع العربي – الإسرائيلي»، معتبرا أنها «من نتاج الشعب (المصري) الذي يبيت في العراء، هذا الشعب الذي سيقرر أي نظام يريد»، مؤكدا «وضع كل إمكاناته بتصرف شعب مصر وشبابها، لأن انتصاركم سيغير وجه منطقتنا بالكامل».

وقال نصر الله إن الاحتجاجات في مصر المطالبة باستقالة الرئيس حسني مبارك ستغير وجه المنطقة، مشيرا إلى أن الشعب المصري يخوض معركة الكرامة العربية. وخاطب نصر الله، في احتفال تضامني مع الاحتجاجات في مصر أقيم في بيروت، شعب مصر قائلا إن ما تقومون به عظيم جدا ومفصل من أهم مفاصل تاريخ هذه الأمة والمنطقة. إن حركتكم وانتصاركم سيغير وجه منطقتنا بالكامل لمصلحة شعوبها كافة، خاصة في فلسطين. وأضاف: أنتم تخوضون اليوم معركة الكرامة العربية. أنتم تستعيدون اليوم بصرخاتكم ودمائكم وثباتكم في الميادين والساحات كرامة الإنسان العربي التي أذلها وأهانها بعض حكامه خلال عقود من الزمن بالاستسلام والهزيمة. وشهدت مصر احتجاجات واعتصامات واسعة منذ 25 يناير (كانون الثاني) عندما انطلق المصريون إلى الشوارع بأعداد لم يسبق لها مثيل للمطالبة بالإطاحة بالرئيس الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما.

وأضاف: «نحن منذ اليوم الأول قمنا باستشارة واضحة مع إخواننا المصريين، وهم موجودون في الساحة وقد نصحونا بالتريث، اليوم انتهى كل شيء وأنا سمعت في بعض التلفزيونات الرسمية التابعة للنظام، وما كنا نخشاه بدأوا يقولونه، ولكن كل هذه الاتهامات ستسقط أمام أصالة المصريين، واليوم نحن نعلن تضامننا، وأحد أوجه التضامن هو الدفاع عن هذه الثورة، وإحدى هذه المسؤوليات هو تبيان صورتها الحقيقية، ولو وقفنا سابقا كان سيقال إن المعتصمين في مدن مصر وميدان التحرير تحركهم خلايا تابعة لحماس أو حزب الله أو الحرس الثوري الإيراني، ولنا تجربة مؤلمة مع النظام في مصر، لأنه عندما اعتقل أحد إخواننا وكان يتعاون مع عدد قليل من المصريين والفلسطينيين لخدمة أهلنا في غزة سميت خلية حزب الله واتهمت بأنها تعمل لإسقاط النظام في مصر وتحويلها إلى التشيع». وأثنى نصر الله على ما قام به الشباب في مصر قائلا: إن ما قمتم به حتى اليوم لا يقل أهمية عن الصمود التاريخي للمقاومة اللبنانية في حرب تموز عام 2006، وللصمود التاريخي للمقاومة الفلسطينية في حرب غزة في عام 2008. وأضاف: يا شباب مصر الأحباء إننا نرى في وجوه شهدائكم وجوه شهدائنا، ونسمع في أنين جرحاكم أنين جرحانا ونشهد في صمودكم في الساحات صمود الأبطال المقاومين في لبنان وفلسطين في مواجهة كل الحروب والتهديدات والأخطار.

وبالمناسبة، ألقى رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب العماد ميشال عون، اعتبر فيها أن «لبنان نجح في إنجاز الحركة التغييرية دون عنف وتغلب على ما كان يخطط له من فتنة مذهبية وهو على وشك بدء مسيرته الإصلاحية، متمنيا «على المصريين أن يبدأوا في أسرع وقت مسيرة الإصلاح، فأنتم رجال كان لهم اليد الطولى في النهضة العربية عندما احتضنوا النهضويين، فلا يمكن إلا أن تكونوا رواد التغيير والإصلاح في تأمين مستقبل مصر، وحماية تاريخها». وأشار إلى أن علاقة الأنظمة هي علاقة المصالح، أما علاقة الشعوب فهي المشاركة في القيم الإنسانية المطلقة، وأن التعاطف والتضامن الشعبي الآتي من الشرق والغرب مع ثورة شعب مصر لا يفاجئ، فلقد بدأت الثورة تأخذ أشكالا مختلفة في الدول العربية التي ادعت الاعتدال على حساب شعوبها في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وهدف الثورة إقامة الحكم العادل الذي يؤمن عدالة توزيع ثرواتها بدلا من تبذير أموالها».

وحذر عون «ممن يحاول القيام بالحلول المبتورة لاستمرار الوضع الراهن»، معتبرا أن هؤلاء الغيارى الذين أمعنوا في نهب الشعوب وتعطيل خياراتها عبر حكام فاسدين، مشيدا بـ«إكبار إلى تخطي الشعب المصري آثار الأحداث المؤلمة التي حاولت إيقاع الفتنة بين أبنائه المسيحيين والمسلمين».

إلى ذلك، رأى رئيس جبهة النضال الوطني، النائب وليد جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، أنه «من باب الحرص والاهتمام والمتابعة بالحدث المصري الذي يحتل كل الاهتمامات، لما لمصر من موقع مهم ومتقدم في العالم العربي والإسلامي، ليس هناك من يملك صلاحية إعطاء الدروس والعظات للشعب المصري المناضل الذي يبحث عن الحرية ويتوق إليها ويطالب بحقوق مشروعة كحرية الرأي والتظاهر والإعلام والديمقراطية والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية وتداول السلطة سلميا».

وتتهم مصر حزب الله بالاشتراك في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في البلد، وفي العام الماضي حكمت محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بالسجن 15 عاما على عضو حزب الله سامي شهاب الذي كان بين مجموعة من 26 شخصا اتهموا بالتخطيط لشن هجمات في مصر. وقال حزب الله إن شهاب فر من السجن الأسبوع الماضي في إطار الاحتجاجات المصرية. وسلطت القضية الضوء على مخاوف مصرية بشأن ما تراه نفوذا يزعزع الاستقرار من جانب إيران التي ترعى حزب الله اللبناني.