السعودية تترقب خروج مصر من عنق الزجاجة لتحديد وجهة مبتعثيها

دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط»: قطع الاتصالات أعاقنا عن التواصل

TT

اعتبر الدكتور عبد الله الموسى وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات، أن الوقت ما زال مبكرا فيما يتعلق بوضع مواطنيه ممن يتلقون تعليمهم الجامعي والعالي في جهات أكاديمية مصرية.

وفي تصريحات خص بها وكيل وزارة التعليم العالي السعودي «الشرق الأوسط»، اعتبر الحديث عن هذا الشأن «سابقا لأوانه» حسب تعبيره، وأكد متابعة وزارة التعليم العالي للأوضاع التي تشهدها مصر على الميدان.

وكانت الرياض، قد أجلت الأسبوع الماضي رعاياها عبر جسر جوي أمر به العاهل السعودي، عقب اشتعال فتيل الأزمة الدائرة هناك، والتي تخللتها أحداث عنف تزامنت مع مظاهرات واضطرابات سياسية لا تزال قائمة حتى هذا اليوم.

لكّن الموسى لمح إلى النظر في إمكانية توجيههم لدول أخرى، أو إكمال دراستهم داخليا، كخيارين في حال عدم تمكن الطلاب من العودة للدراسة، وأكد عدم اتخاذ إجراء في ذلك الشأن حتى هذا الوقت. وفي سياق متصل، كشف لـ«الشرق الأوسط» في تصريحات هاتفية، دبلوماسي يدير بعثة بلاده الثقافية، رفض عدد من مواطنيه مغادرة أراضي مصر، ممن ينتمون لبرامج امتياز في كليات طب مصرية، معللا رفضهم بالتزامهم بأعمال طبية بالمستشفيات المصرية.

وأحصى محمد العقيل الملحق الثقافي السعودي في مصر، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إجمالي الطلاب السعوديين الذين تم إجلاؤهم من الأراضي المصرية وعادوا إلى بلادهم منذ اندلاع الأحداث، وحتى يوم أمس الاثنين 7 فبراير(شباط) الحالي بقرابة 2400 طالب وطالبة، يمثلون 40 في المائة من تعداد الدارسين هناك. وقدّر في ذات الوقت الدبلوماسي السعودي مواطني بلاده الطلاب في الجامعات والجهات الأكاديمية في مصر بنحو 6 آلاف طالب من الجنسين، بالإضافة إلى 500 فرد، من مرافقيهم أو ذويهم، وقد غادروا جمهورية مصر قبل اندلاع الأحداث، بعد أن قدموا لمصر لقضاء الإجازة الدراسية في المملكة.

واعترف العقيل، بما وصفه بـ«إشكاليات كبرى» واجهتها السفارة السعودية والملحقية الثقافية من حيث التعامل مع إجلاء الطلاب السعوديين الدارسين بمصر، وعدم معرفة السفارة لأرقام هاتفية لبعض من مواطني بلاده ممن لا يملكون هواتف أرضية جراء اعتماد الطلاب على الهواتف الجوالة، التي لجأت الحكومة المصرية «المنصرفة» لقطعها خلال الأيام الأولى من الأزمة الدائرة على الأراضي المصرية، وتزامن معها إيقاف خدمات وسائل اتصالات عدة، من بينها شبكة الانترنت. وحول الوضع الدراسي لمواطنيه في مصر، أكد الملحق الثقافي السعودي في جمهورية مصر المتابعة المستمرة مع الجهات التعليمية ذات العلاقة في جمهورية مصر، في حين تعاود الدراسة وفق ما هو مقرر لها حسب الجدول الدراسي المعتمد بكافة القطاعات التعليمية العليا بمصر يوم السبت 12 فبراير المقبل.

ووفقا لرؤية الملحق الثقافي السعودي، فإن الأوضاع الحالية التي تشهدها مصر، تدعو للتفاؤل، مع تنامي الهدوء النسبي عما كانت عليه الأحداث في بداية اندلاع الأزمة.

يأتي ذلك فيما نقل عدد من الطلاب السعوديين المبتعثين للدراسة بالجامعات المصرية مشاهداتهم لعدد من وسائل الإعلام المحلية ومعاناتهم التي تعرضوا لها خلال فترة الأحداث الأخيرة، في حين حمّل البعض منهم سفارة بلادهم عدم التعاطي مع معاناتهم، بما يتفق وحجم الكارثة التي عاشوها.

وعقب تلك الخطوة، سارعت سفارة الرياض في العاصمة المصرية القاهرة ووجهت نداء لرعاياها، بضرورة التوجه لأحد فنادق القاهرة، الكائن على طريق المطار (شرق القاهرة) ليتسنى ترحيلهم، بعد أن أصدرت السعودية أوامر عاجلة بتوجيه عدد من الطائرات لإجلاء رعاياها من الأراضي المصرية.