طهران تعلن إطلاق أقمار صناعية في مارس وتصنيع صواريخ باليستية «ذكية»

الحرس الثوري يهدد بقطع يد الأعداء وبإغلاق مضيق هرمز

TT

بالتزامن مع احتفالات إيران بذكرى اندلاع الثورة الإسلامية التي قادها آية الله روح الله الخميني عام 1979، استعرضت طهران تكنولوجيا صواريخ وأقمار صناعية جديدة أمس وبعثت برسالة إلى «أعدائها» قائلة إنها تهيمن «هيمنة كاملة» على مدخل الخليج وإنها ستغلق مضيق هرمز في حال تعرضها لأي اعتداء.

وفي إطار الاحتفالات السنوية بذكرى الثورة، حيث تستعرض طهران عادة تقدما تكنولوجيا وعسكريا جديدا، كشف الرئيس محمود أحمدي نجاد عن صواريخ محلية الصنع، في حين عرض قائد عسكري كبير صواريخ تم إنتاجها بكميات كبيرة.

وقال أحمدي نجاد «يجب أن نصل إلى مرحلة نتمكن فيها من تقديم معرفتنا وتقنيتنا في المجال الجوي لدول أخرى»، بينما كان يكشف عن الأقمار الصناعية التي قال إنها مخصصة لأغراض علمية، وعرض فيلما عن صاروخ يحمل قمرا صناعيا.

وأعلن نجاد أن إيران ستطلق عددا من الأقمار الصناعية بحلول مارس (آذار) 2012 وذلك خلال مراسم نقلها التلفزيون وتم خلالها عرض عدد من الآليات.

وقال أحمدي نجاد «أعتقد أن آخر العام الجاري (تنتهي السنة الإيرانية في 20 مارس) والعام المقبل سيكونان عام إطلاق العديد» من الأقمار الصناعية.

ولم يقدم أي تفاصيل بشأن الأقمار الصناعية التي قد يتم إطلاقها والتواريخ التي سيتم فيها ذلك.

وتسبب سياسة الفضاء لإيران التي أطلقت قمرها الصناعي الأول والوحيد حتى اليوم في فبراير (شباط) 2009 مع صاروخ «سفير 2»! قلقا لدى الغربيين الذين يخشون استخدام إيران قدراتها لغايات عسكرية.

وكرر الرئيس الإيراني أمس أن إيران تريد أن ترسل رجلا إلى الفضاء خلال عشرة أعوام، وهو هدف أعلنته طهران للمرة الأولى في يوليو (تموز). وقال «هدف إرسال رجل إلى الفضاء عام 2020 يمكن تحقيقه (...). يمكننا إرسال رجال آليين أو أشياء أخرى قبل ذلك التاريخ. يجب توظيف كل المقدرات التقنية للبلاد» للوصول إلى هذه الأهداف.وبحسب المشاهد التي عرضها التلفزيون الإيراني، فقد كشف أحمدي نجاد خلال هذه المراسم عن مركبة فضائية من المقرر إطلاقها مع الصاروخ الفضائي الإيراني «كاوشكر4» مع قرد مربوط داخله.

وفي فبراير 2010 أرسلت إيران لأول مرة حيوانات إلى الفضاء (هر وسلحفاة وديدان) على متن الصاروخ «كاوشكر 3».

وتشكل الأيام العشرة الأولى من فبراير من كل عام (ذكرى الثورة الإسلامية التي أطاحت بنظام الشاه العام 1979)، مناسبة لطهران كي تظهر التطور العلمي والتقني الذي بلغته البلاد.

وإلى جانب المركبة الفضائية تم عرض أربعة أقمار صناعية خلال المراسم أمس، من بينها قمران هما «رصد» و«فجر» قد يجري إطلاقهما قبل 20 مارس، بحسب المعطيات التي كشفها في ديسمبر (كانون الأول) وزير الدفاع أحمد وحيدي.

وقال نائب وزير الدفاع ومدير «صا إيران» إبراهيم محمود زاده أمس إن «القمر الصناعي (فجر) جاهز» و«سيتم إطلاقه قريبا»، وأوضح لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن هذا القمر الصناعي البالغة زنته 50 كلغ يعمل بواسطة ألواح شمسية تعطيه مدة حياة تبلغ 18 شهرا.

كما عرض التلفزيون مشاهد لقمرين صناعيين صغيرين تجريبيين هما «ظفر» و«أمير كبير» من تصنيع جامعات في طهران، من دون تقديم أي معلومات عن وظيفتيهما.

وخلال هذه المراسم، عرضت السلطات أيضا محركات الصاروخ المقبل «سفير ب1»، المصمم لوضع قمر صناعي من 50 كلغ في المدار على علو بين 300 و450 كلم.

وفي غضون ذلك، أعلن قائد قوات حرس الثورة الإسلامية اللواء محمد علي جعفري عن تصنيع صواريخ باليستية ذكية تطلق على أهداف بحرية. وأضاف أن الصاروخ الجديد الذي تم إنتاجه بكميات كبيرة سيكون قادرا على استهداف العدو في البحر.

ونقلت عنه وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء قوله «إن سرعته تفوق سرعة الصوت ثلاث مرات ولا يمكن للعدو أن يتعقبه ويحيده».

وكرر قائد آخر للحرس الثوري هو علي فدوي التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز حيث تمر خلاله 40 في المائة من إمدادات النفط العالمية التي تنقل عبر البحار.

ونقلت عنه وكالة «مهر» للأنباء قوله «إن الخليج ومضيق هرمز تحت هيمنة الحرس الثوري الكاملة... وسيتم إغلاقه في حالة أي تهديد».

غير أن محللين أجانب يرجحون بأن إيران ستعزف عن اتخاذ مثل هذه الخطوة لأنها ستعطل صادراتها النفطية.

ومن جانبه، أكد المستشار الأعلى للقائد العام للجيش الإيراني العميد تورج دهقان زنغنة أن القوة الجوية الإيرانية «ستقطع بحزم يد المعتدين» على الجمهورية الإسلامية.

وقال العميد دهقان زنغنة في مراسم تكريم عدد من كوادر القوة الجوية التابعة للجيش الإيراني، إن «القوة الجوية الإيرانية ونظرا لامتلاكها الشباب المخلصين والمؤمنين ستقطع أيدي المعتدين على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وستجعل الخليج مقبرة لهم».