مستشار نجاد يسلم الأسد رسالة خطية ويؤكد على تنسيق المواقف بين طهران ودمشق

مشائي التقى قيادات فلسطينية وبحث «تعزيز المقاومة».. ومسؤولون إيرانيون يجرون زيارات مكوكية.. ومناورات بحرية مشتركة مع عمان

الرئيس السوري بشار الأسد لدى لقائه بمستشار الرئيس الإيراني إسفنديار رحيم مشائي في دمشق أمس (إ.ب.أ)
TT

يجري مسؤولون إيرانيون هذه الأيام زيارات مكوكية إلى «دول صديقة» وأخرى مجاورة «من أجل تعزيز العلاقات»، بحسب الإعلان الرسمي للجانب الإيراني، وكذلك من أجل بحث «الأوضاع في المنطقة»، في إشارة إلى الأحداث في مصر وتونس.

فقد وصل وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلى الجزائر والتقى بنظيره هناك، بينما أجرى إسفنديار مشائي مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ومستشاره وصهره سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين السوريين في دمشق في مقدمتهم الرئيس السوري بشار الأسد وسلمه رسالة خطية من نجاد، كما يتوجه اليوم رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إلى الدوحة للقاء كبار المسؤولين هناك من بينهم أمير البلاد.

واستقبل وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أمس صالحي الذي يقوم بزيارة للجزائر تستمر يومين، كما أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية.

وقال بيان الوزارة الذي أوردته وكالة الأنباء الجزائرية أن الزيارة تأتي في إطار «الديناميكية الجديدة التي عرفتها العلاقات الثنائية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة»، وتابع البيان أن «الزيارة ستكون فرصة لتقييم مدى تطبيق توصيات اللجنة العليا المشتركة الجزائرية - الإيرانية» التي انعقدت بطهران في نوفمبر (تشرين الثاني) 2010. ووصل صالحي الاثنين إلى الجزائر، وهو أول بلد يزوره منذ مصادقة مجلس الشورى الإيراني على تعيينه كوزير للخارجية الشهر الماضي خلفا للوزير المقال منوشهر متقي.

وكان أحمدي نجاد أكد خلال زيارة رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى إلى طهران في 22 نوفمبر الماضي رغبته في تطوير العلاقات مع الجزائر.

وفي دمشق، جددت سورية تمسكها بالتنسيق السوري - الإيراني حول مختلف القضايا التي تواجه المنطقة، وذلك خلال استقبال الرئيس السوري مشائي الذي حمل رسالة خطية من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وقال بيان رسمي إنها «تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وآفاق تعزيزها، خصوصا في المجال التقني والعلمي والتكنولوجي إضافة إلى آخر تطورات الأوضاع».

وتناول اللقاء، الذي حضرته المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان والسفير السوري لدى طهران والسفير الإيراني في دمشق، «مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية وأهمية التنسيق السوري الإيراني حول مختلف القضايا»، كما استمع الرئيس الأسد من مشائي إلى شرح عن أهم المعروضات الإيرانية في معرض التقنيات المتقدمة الإيرانية الذي افتتح في مدينة المعارض بدمشق أول من أمس، حيث أشاد الأسد «بالتقدم العلمي والتقني الذي تشهده إيران»، مشيرا إلى «أهمية الاستفادة من هذا التطور في المجالات كافة».

وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء أن مشائي أشار خلال اللقاء إلى «التطابق في وجهات النظر بين إيران وسورية حيال القضايا الإقليمية والدولية»، موضحا أن «لدى البلدين إمكانات كبيرة لتنمية التعاون الثنائي في شتى المجالات»، كما شدد على «ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في ظل التطورات الجارية في المنطقة من أجل ضمان مصالح شعوب المنطقة»، في إشارة إلى أحداث تونس ومصر.

وفي السياق ذاته، التقى وزير الخارجية وليد المعلم مستشار الرئيس الإيراني.

وكان مستشار الرئيس الإيراني أكد في كلمته خلال افتتاح المعرض أول من أمس الاثنين حرص طهران على تزويد سورية بأحدث إنجازاتها العلمية والتكنولوجية وكذلك الخبرات، وقال إن إيران «وضعت مع سورية خططا واسعة النطاق في ميدان التنمية والتقدم» لافتا إلى أن بلاده «تسعى لتوطيد العلاقات والتعاون في جميع المجالات مع سورية، باعتبارها دولة صديقة وشقيقة، من دون أي حدود وصولا لأعلى المستويات».

كما أجرى مشائي لقاء مع عدد من قيادات الفصائل الفلسطينية في دمشق، وأفادت وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية (إرنا) أن من بين المشاركين في اللقاء الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح. وبحسب الوكالة، فقد تم خلال اللقاء «بحث سبل تعزيز جبهة المقاومة، والتطورات الأخيرة في المنطقة، لا سيما الانتفاضة الشعبية في تونس ومصر».

في غضون ذلك، يتوجه رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني اليوم إلى الدوحة في زيارة تستمر يومين.

ومن المتوقع أن يلتقي لاريجاني خلال هذه الزيارة كبار المسؤولين في قطر وبينهم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة‌ آل ثاني.

وسيلتقي لاريجاني نظيره القطري بالإضافة إلى عدد آخر من المسؤولين في قطر لمناقشة المسائل ذات الاهتمام المشترك والقضايا الإقليمية والدولية.

إلى ذلك، تجري القوات البحرية الإيرانية اليوم مناورات بحرية عسكرية مشتركة مع عمان «من أجل توفير أمن مستقر» في الخليج وبحر عمان، في وقت تتوجس فيه طهران من شن ضربة عسكرية أميركية - إسرائيلية تستهدف منشآتها النووية.

وأعلن نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة العميد مصطفي سلامي أن المناورات الثانية المشتركة ستشارك فيها القطع البحرية والطائرات التابعة لسلاح البحر في كلا البلدين، بعد يوم واحد من تهديدها بإغلاق مضيق هرمز إذا تعرضت لأي اعتداء.