رامسفيلد: لا أتحمل مسؤولية حرب العراق.. ورايس وباول قليلا الخبرة

نشر 2000 وثيقة على موقعه الإلكتروني تزامنا مع نشر مذكراته

TT

بعد مرور ما يقارب 8 أعوام من الحرب الأميركية على العراق، يرفض وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد تحمل مسؤولية شن الحرب وما تبعها من مخاطر في العراق، بل يوجه انتقادات شديدة لزملائه في إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، معتبرا أن وزير الخارجية حينها كولين باول ومستشارة الأمن القومي حينها كوندليزا رايس لم يتمتعا بالخبرة الكافية.

وبعد غياب دام سنوات عن الإعلام منذ استقالته من منصب وزير الدفاع عام 2006، أجرى رامسفيلد مقابلته التلفزيونية الأولى مع قناة «إي بي سي» الأميركية أمس للترويج لكتاب مذكراته الجديد «المعروف والمجهول». ويدافع رامسفيلد في الكتاب عن معالجته للحرب في العراق، بينما يرفض الاعتراف بأخطاء كبيرة في العراق أدت إلى انفلات أمني. وبينما كان الرئيس الأميركي السابق بوش قد قال إن قلة عدد القوات الأميركية في العراق أدت إلى فوضى فيه وزعزعة الأمن، قال رامسفيلد: «ليس لدي الثقة بالقول إن هذا التقييم صحيح.. لقد كان لدينا عدد هائل من القوات مستعدة للدخول»، ولكنه لم يكن من المطلوب ذلك، بحسب تقييمه.

وبينما أقر رامسفيلد بأنه «بالتأكيد المعلومات الاستخبارية كانت خاطئة كليا»، رفض القول بأنه كان سيعارض الحرب لو كان يعرف أنه ليس لدى العراق أسلحة دمار شامل. وقال: «ليس لدي فكرة، ما تعرفه اليوم يساعدك في التخطيط للغد، ولكن لا يساعد مع الأمور التي تفكر فيها في الماضي».

وعبر في مقابلته مع «إي بي سي» عن رأيه بأنه كان عليه أن يستقيل بعد فضيحة التعذيب في سجن أبو غريب عام 2004. وقال رامسفيلد: «كانت وصمة (عار) على بلدنا، التفكير في أن الناس التي احتجزناهم عوملوا بهذه الطريقة الشنيعة أمر غير مقبول». وقال رامسفيلد إنه قدم استقالته ذلك العام ولكن أقنعه البيت الأبيض بالبقاء في منصبه.

وقال رامسفيلد إن رايس، التي أصبحت وزيرة الخارجية لاحقا، «لم تخدم يوما في موقع إدارة رفيع»، مما أدى إلى افتقادها الخبرة المطلوبة. وأضاف أن باول «لم يقم، في رأيي، بعمل جيد في إدارة الأشخاص الذين كان مسؤولا عنهم»، مضيفا أن التسريبات من وزارة الخارجية الأميركية «لم تكن مفيدة». ورفض رامسفيلد الادعاءات بأن باول كان ضد الحرب في العراق أو يشكك في وجود أسلحة دمار شامل، قائلا: «هناك الكثير من المقالات التي تشير إلى أن كولين باول كان ضد (الحرب)، ولكن لم أر أقل إشارة تشير إلى ذلك».

ومن اللافت أن رامسفيلد انتقد جورج بوش الأب، قائلا: «شعرت ببعض الإحباط منه».

وفي الكتاب، يلوم رامسفيلد طريقة إدارة الحرب والاستماع إلى أصوات كثيرة في اتخاذ القرارات فيما يخص العراق. وقال رامسفيلد إنه كانت هناك «الكثير من الأيادي في القيادة». ورفض أن يدلي بأي عبارات ندم عن دوره في تلك القيادة، بل كرر رامسفيلد في المقابلة مع «إي بي سي» أن «العالم أفضل من دون (الرئيس العراقي) صدام حسين وإخراج (القاعدة) وطالبان من (الحكم) في أفغانستان». وأضاف أن نائب وزير الدفاع بول ولفوفتز، هو الذي اقترح غزو العراق مباشرة بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 واتخاذ قرار غزو أفغانستان.