بايدن يدعو سليمان رفع لقانون الطوارئ ونقل فوري وشرعي للسلطة

غيبس يشيد بتصرف الجيش المصري

TT

دعا نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في اتصال هاتفي أمس مع نظيره المصري عمر سليمان، إلى توسيع الحوار حول العملية الانتقالية السياسية بحيث يشمل مجموعات اضافية من المعارضة المصرية وفق ما اعلن البيت الابيض.

وقالت الرئاسة الأميركية في بيان انه خلال هذا الاتصال ناقش بايدن وسليمان خصوصا الاجراءات التي تدعمها الولايات المتحدة مثل «توسيع المشاركة في الحوار الوطني بحيث يشمل مجموعة كبيرة من فرقاء المعارضة».

كما حث بايدن سليمان على تحقيق انتقال منظم للسلطة في مصر يكون فوريا وذا مغزى وسلميا وشرعيا. وقال البيت الابيض ان بايدن دعا ايضا إلى رفع فوري لقانون الطوارئ في مصر، وجدد موقف الولايات المتحدة بان أي حكومة مستقبلية في مصر يجب ان يقررها الشعب المصري.

وفي خطوة جديدة تشير إلى دعم الولايات المتحدة للجيش المصري في التعامل مع المرحلة الانتقالية في مصر، أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس أن الجيش المصري تصرف «بطريقة مثالية» في التعامل مع المظاهرات بمصر. وجاء ذلك في وقت تعبر فيه واشنطن عن قلقها من تصاعد التقارير باعتقال متظاهرين في مصر، بالإضافة إلى الحاجة إلى إنهاء حالة الطوارئ في مصر. واتصل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بنائب الرئيس المصري عمر سليمان أمس، مطالبا بالكف عن اعتقال المتظاهرين والصحافيين، بالإضافة إلى إطلاق السجناء السياسيين. وأوضح الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، أن بايدن اتصل من أجل الحث على أهمية سلامة المتظاهرين بمصر في وقت تزداد فيه التقارير حول اعتقال عدد من المتظاهرين والصحافيين وتخويفهم.

وقال غيبس أمس: «من يقود مصر أمر يقرره المصريون فقط، ما تحدثنا عنه خلال هذه الفترة ليس حول الشخصيات، بل عملية حقيقية تؤدي إلى الانتخابات الحرة والعادلة وتخرج بنتائج فورية». وأضاف: «عليهم القيام بخطوات عدة خلال هذه الفترة، يجب أن يكون الحوار حقيقيا، ويجب أن تكف الحكومة عن اعتقال المتظاهرين والصحافيين وتكف عن ضرب وانتهاك حقوقهم، وأن تطلق كل هؤلاء المعتقلين فورا، ويجب إنهاء قانون الطوارئ، وأن تكون هناك تعديلات للدستور المصري». وانتقد غيبس «التصريحات التي نراها على شاشات التلفزيون التي تدعي بأن ما نراه في الشارع (المصري) تحركه قوى خارجية»، قائلا إنها لا تفيد العملية الانتقالية في مصر. وأضاف: «لا توجد أي دلائل تدعم هذه الادعاءات». ووصف غيتس تصريحات سليمان بأن مصر «غير جاهزة للديمقراطية» ولا يمكن رفع حالة الطوارئ، بأنها «لا تساعد» التطورات على الأرض.

واعتبر غيتس أن «الخيار بين (تنحي الرئيس المصري حسني مبارك) في سبتمبر (أيلول) وانتقال فوري، خاطئ»، قائلا إن «هناك حلولا وسطية»، مضيفا: «هناك تغييرات حقيقية للدستور المصري مطلوبة من أجل إجراء الانتخابات الحرة والعادلة».

ومن جهته، صرح غيبس بأن الولايات المتحدة تريد رؤية «انتقال سلس ومنظم» للسلطة، مشددا على أهمية ذلك.

ووصف غيتس المظاهرات بأنها «تعبير عفوي عن عدم الرضا»، مضيفا أن الولايات المتحدة رأت شبابا غير راضين في المنطقة منذ سنوات وأجرت محادثات مع مختلف الحكومات حول ذلك. وفي أول تصريحات له منذ بدء المظاهرات في مصر، قال غيتس أمس إن الاضطرابات في تونس ومصر تعبير تلقائي عن السخط، وحث الدول الأخرى في المنطقة على التنبه وبدء الإصلاحات السياسية والاقتصادية اللازمة. وأضاف غيتس في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي الان جوبيه أمس: «أملي أن تتخذ الحكومات الأخرى في المنطقة - التي تشهد هذا التحرك التلقائي في كل من تونس ومصر - إجراءات للبدء في التحرك باتجاه إيجابي نحو معالجة الشكاوى السياسية والاقتصادية لشعوبها».

وعلى الرغم من تحفظه على إلقاء التصريحات العلنية، يلعب وزير الدفاع الأميركي دورا مهما في التشاور مع القادة العسكريين المصريين، حيث قام بأربعة اتصالات مع وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي على الأقل خلال اليومين الماضيين. وقال غيتس إن مصر «بحاجة إلى انتقال يستمر في التقدم وانتقال يمكن أن يرى الناس فيه تطبيق إصلاحات عدة يجب الإعلان عنها حيث التزمت الحكومة المصرية بها».

من جهته، صرح وزير الدفاع الفرنسي بأن فرنسا تدعو إلى «انبثاق قوى ديمقراطية» في مصر خلال عملية انتقالية يجب أن تحصل «من دون عنف وفي أسرع وقت ممكن».

وتواجه الإدارة الأميركية مراقبة من قبل الشعب الأميركي حول طريقة تعاملها مع التطورات في مصر. وكشف معهد «غالوب» عن أن غالبية الأميركيين يتعاطفون مع المتظاهرين في مصر، فـ82 في المائة من المشاركين في استطلاع الرأي عبروا عن تعاطفهم مع المتظاهرين، بينما قال 11 في المائة إنهم غير متعاطفين، والباقي لم يكن لديهم رأي واضح حول التطورات في مصر. وأظهر استطلاع الرأي الذي أجراه «غالوب» بين 2 و5 فبراير (شباط) الحالي أن 66 في المائة من الأميركيين يتابعون التطورات في مصر، وهي من أعلى النسب للأخبار الدولية التي رصدها المعهد من حيث الاهتمام الأميركي. واعتبر غالبية المشاركين في الاستطلاع عن نتائج التغيير في مصر أن ذلك سيكون إيجابيا لمصر (66 في المائة) وللولايات المتحدة (60 في المائة).

وبينما ينشغل الإعلام الأميركي بالتطورات في مصر، وجهت صحيفة «واشنطن بوست» انتقادات لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بسبب التغييرات في نهجها وتصريحاتها حول مصر. واعتبرت الصحيفة أن تركيز واشنطن على المخاوف من تولي الإخوان المسلمين السلطة في مصر خاطئ، قائلة: «الإدارة تركز على المشكلة الخاطئة، ونتيجة ذلك فإنها تتخذ الجانب الخاطئ» تجاه مصر. وأضافت الصحيفة أن «التهديد الحقيقي للهدف الأميركي المعلن بالديمقراطية الحقيقية في مصر ليس معارضة متطرفة، بل النظام الذي تدعمه الإدارة المصرية». ونبهت الصحيفة إلى أن فشل واشنطن في دعم الأصوات المنادية بالإصلاحات في مصر سيجعلها في النهاية تواجه حقد الشعوب، وعلى المدى البعيد يؤثر ذلك على مصالحها.