منسق «حركة شباب من أجل العدالة والحرية» لـ«الشرق الأوسط»: نراهن على النفس الطويل

محمد عواد قال: كنا نحلم بـ50 ألف متظاهر ففوجئنا بملايين المصريين

محمد عواد
TT

قد لا تعرف اسمه، لكنك إذا شاهدته على شاشات الفضائيات حاملا علم مصر وهو يهتف بحماس، ستدرك حتما أنه نفس الوجه المألوف الذي قد تكون شاهدته في جميع المظاهرات والاحتجاجات المصرية، محمولا على الأعناق والجميع يرددون خلفه الهتافات منذ عام 2003 الذي شهد بدايته مع العمل السياسي عقب الاحتلال الاميركي للعراق.. إنه الناشط محمد عواد، 27 عاما منسق «حركة شباب من أجل العدالة والحرية»، إحدى الحركات التي دعت إلى الاحتجاجات المصرية يوم 25 يناير.. بدأ العمل السياسي عام 2003 كناشط مستقل، انتقل إلى صفوف الحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية» ثم شارك في تأسيس حركة شباب 6 أبريل، وبعد فترة انسحب من الحركة ودشن حركته التي تولت الدعوة إلى الاحتجاجات القائمة، وهو أيضا عضو «ائتلاف شباب ثورة الغضب» الذي شكله المعتصمون في ميدان التحرير للتحدث باسمهم وإدارة شؤون الاعتصام.. على هامش المظاهرات اختطفناه في هذا الحوار:

* كيف كانت بدايتك مع العمل السياسي؟

- بدأ احتكاكي بالعمل العام في عام 2003 خلال الغزو الاميركي للعراق، حيث خرجت مع آلاف المصريين للتعبير عن رفضي لاحتلال العراق، وانضممت وقتها إلى«اللجنة العربية لمقاومة الصهيونية والامبريالية الاميركية»، ثم بعد ذلك انضممت إلى حركة «كفاية»، ثم شاركت في تأسيس حركة شباب 6 أبريل، وأخيرا قمت بتأسيس «حركة شباب من أجل العدالة والحرية» منذ نحو عام.

* ما الأهداف التي كنت تسعى إلى تحقيقها بتبني حركتك الدعوة إلى احتجاجات 25 يناير؟ - عندما بدأنا في نشر الدعوة على شبكة الانترنت، ووزعنا البيانات على المواطنين في الأحياء والمناطق الشعبية، كنا نسعى إلى تنظيم احتجاج على الأوضاع الحالية المتدهورة في كافة المجالات، لكننا على وجه الخصوص كنا نحتج على استمرار المواطنين في إحراق أنفسهم من دون أن تعيرهم الحكومة أي اهتمام.

* هل كنت تتوقع أن تتحول الدعوة إلى احتجاج شعبي؟ وهل كان ما حدث في تونس حاضرا في آذانكم أو يشكل إلهاما ما؟ - أقصى ما كنت أحلم به أن يشارك في الاحتجاج 50 ألف شخص، لأن المعروف أن المظاهرات التي ننظمها لم يكن يشارك فيها سوى المئات، وبالطبع كانت الثورة التونسية حاضرة في أذهاننا عندما وزعنا الدعوة، وكانت تشكل إلهاما كبيرا، لكني أيضا لم أتوقع أن يتحول الأمر إلى ثورة شعبية، ويمكنني القول ان 90% من الثورة المصرية كانت عفوية قامت بها الجماهير التي خرجت غاضبة بعد أن عاشت وعانت لنحو 30 عاما تحت حكم قانون الطوارئ.

* متى أحسست أن الأمر تحول من مجرد دعوة للاحتجاج إلى ثورة شعبية؟ - أحسست بذلك في نهاية يوم 25 يناير عندما امتلأت الشوارع بآلاف المصريين الذين واجهوا القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي، ربما لأول مرة في تاريخ مصر الحديث.

* كيف ترون في«ائتلاف شباب ثورة الغضب» الحوار القائم بين نائب الرئيس عمر سليمان وأحزاب المعارضة؟ - من حق كل الأحزاب أيا كانت توجهاتها أن تتحاور مع من تشاء من مؤسسات النظام الحاكم، لكن موقفنا نحن واضح، وهو أنه لا حوار ولا تفاوض إلا عقب تنحي الرئيس مبارك، بعدها يمكننا أن نتحاور حول مطالبنا الأخرى.

* في ظل إصراركم على استمرار الاحتجاجات وربط الحوار برحيل مبارك، وإصرار الدولة على عدم الاستجابة لهذا المطلب، كيف ترى نهاية الأزمة؟ - مثل كل الثورات في العالم، لا يتم إسقاط الأنظمة الديكتاتورية في ليلة واحدة، والأمر يعتمد الآن على طول النفس، ونحن باقون في الميدان وسنقوم بتصعيد الاحتجاجات تباعا، حيث قررنا إطلاق دعوة للإضراب العام في مصر كلها، لكننا لم نحدد حتى الآن تاريخ الإضراب، هذا بجانب الفعاليات الأخرى ومنها المظاهرتان المليونيتان يوم أمس«الثلاثاء»، ويوم «الجمعة» المقبلة.

* هل التقى أي منكم نائب الرئيس عمر سليمان أو تلقيتم اتصالات بشأن الحوار مؤخرا؟ - تلقينا اتصالات عديدة وقمنا بإرسال مطالبنا مع بعض نشطاء المعارضة، الذين شاركوا في الحوار، وأكدنا تمسكنا بموقفنا من أنه لا حوار إلا بعد رحيل مبارك.

* ما زالت الاتهامات بالعمالة لدول أجنبية وتلقي تمويل من الخارج تلاحقكم.. ما هو تأثير تلك الاتهامات على إقبال الناس وموقفهم من الاحتجاجات؟ - تأثير تلك الاتهامات عكس ما أراده النظام، والدليل على ذلك استمرار تدفق المواطنين على الاعتصام، لأن الجميع يدرك جيدا أنها اتهامات ساذجة، ونحن لدينا لجنة للإعاشة تتولى توفير الطعام والمواد الغذائية من خلال ما نقوم بجمعه من نقودنا الخاصة، وإذا أراد أي شخص أن يتبرع لصالح الاعتصام، فإننا نطلب منه أن يشتري بالمبلغ الذي يريد التبرع به طعاما ويقوم بتوزيعه بنفسه على المعتصمين.