مصر تتجمل بثورتها.. والسلوك الحضاري يعم الشارع

حملات إلكترونية لإعادة إعمارها وإظهار وجهها الجميل

متطوعون ينظفون الشوارع بالقرب من ميدان التحرير أمس (أ.ب)
TT

بدأ ناشطون سياسيون وشباب من جميع أنحاء مصر حملات إلكترونية منظمة على موقع «فيس بوك» لإعادة إعمار مصر وتنظيف شوارعها وتجميلها، وانعكس هذا بشكل واضح على الشارع المصري وعلى سلوك المواطنين، في هذه الفترة، التي أعقبت تخلي مبارك عن السلطة.

وبدأ الشباب في كتابة المبادرات مع تحديد أيام وساعات البدء في تنفيذها عمليا على الأرض، داعين شعب مصر إلى أن يكون إيجابيا بحيث يعيد مصر إلى مظهرها الحضاري الجميل.

وقال الناشط السياسي وائل غنيم، عبر صفحة «كلنا خالد سعيد» على «فيس بوك»، إنه يسعي لجمع تبرعات من كل المصريين في الداخل والخارج تصل قيمتها إلى 100 مليون جنيه لإعادة إعمار مصر وتعويض أسر الشهداء وعلاج الضحايا، مؤكدا أن أول رجل أعمال أجرى اتصال به أبدى استعداده لدفع أول مليون، مضيفا أن الأيام المقبلة سوف تشهد عملا مكثفا لتحقيق هذا الهدف.

ودعا غنيم إلى المشاركة بأفكار ومقترحات من جميع الشباب يتم التصويت عليها تحت شعار «يلا نبني بلدنا».

كما رفع الناشطون وجميع الشباب المصري على «فيس بوك» وعلى «تويتر» وعبر التليفونات الجوالة رسائل تقول «يلا ننسى كل خلافاتنا.. يلا ننسى مواقفنا السابقة.. يلا منزايدش على بعض.. يلا نحسن الظن ببعض.. يلا نتعلم ونجتهد وننجح.. يلا نشتغل بضمير.. يلا مندفعش رشوة ولا نكسر إشارة.. يلا منسكتش عن ظلم أو فساد.. يلا نحترم الكبير ونعطف على الصغير ومنعاكسش البنات في الشوارع.. يلا ننظف شوارعنا.. يلا نبدأ صفحة مصر الجديدة».

كما انتشرت مبادرات تحمل عنوان «عايزين نبني مصر»، «دعوة لبناء مصر»، و«يلا ننظف شارع بيتنا». ونظم ناشطون مبادرة عامة تتكون من أربع عناصر: الأولى أن «يقوم كل شاب مصري بالاستثمار في البورصة المصرية بمبلغ 100 جنيه»، وقال الشباب: «يا ريت نوفر من فلوسنا مبلغ نستثمر بيه في البورصة علشان بورصتنا ما تقعش أمام البورصات العالمية، ونشجع الأجانب والشركات الاستثمارية إنها تستثمر فيها».

والثانية: «حملة تنظيف الميدان»، وتتعلق بتنظيف ميدان التحرير وكل الأماكن التي شهدت مظاهرات في الفترة السابقة. وتتعلق الثالثة، بحملة للتبرع بالدم لإنقاذ حياة إنسان. أما الرابعة، فجاءت تحت عنوان «يلا ننظف شارع بيتنا»، وتهدف هذه الحملة إلى دعوة الشباب لعمل لجان شعبية لتنظيف الشارع وتصليحه والحفاظ عليه. على غرار لجان الحماية التي طبقت في الفترة السابقة. وأن «نستثمر جزءا من وقتنا ولو لمدة ساعتين في اليوم ويكون كل واحد فينا هو الشرارة والدافع للتجمع».

وركز الشباب على البدء بثلاث محافظات رئيسية هي القاهرة والإسكندرية والسويس، وهي المحافظات التي شهدت الأحداث الأعنف في أيام الثورة.

وقد انعكست دعوات «فيس بوك» على الشارع فورا حيث بدأ عدد من الشباب والبنات حملة نظافة شاملة لشوارع منطقة المهندسين، خاصة شارع جامعة الدول العربية وميدان مصطفى محمود الذي شهد الكثير من المظاهرات في الأيام الماضية، وبدا على وجوه الشباب ألفة شديدة وسعادة لا حدود لها. كما ظهر تعاون بينهم.

وأصبحت عبارة «أنت مصري.. ما يصحش كده» تتكرر كثيرا على لسان المصريين في الشوارع والطرقات، حين يقوم البعض بنهر أي شخص يقوم بموقف سيئ كأن يلقي المخلفات في الشارع أو أن يسب أحدا أو أن يعاكس فتاة. موقف جميل حدث في الشارع أمس عندما استغل سائق ميكروباص ظروف خروج الناس للاحتفال بتخلي مبارك عن السلطة، فقام برفع الأجرة، إلا أن الناس رفضت الركوب معه ونهروه بشدة وقالوا له «الثورة ستطيح بأمثالك»، وعندما قام البعض منهم بالاستسلام للسائق وتحقيق رغباته هتفت سيدة فيهم «لو ركبتوا معاه تبقوا مش مصريين» فنزل الجميع على الفور بكل حماسة، ورجع السائق خائبا يندب حظه العاثر.

وقالت منى سالم الناشطة السياسية على «فيس بوك»: «عاوزين بعون الله اللي بيشتغل يصلح في مجال شغله، لو كنت بتشوف وضع غلط قبل كدا النهاردة لازم تغيره، بس نغير بجد وبأسلوب طيب لأن الدين المعاملة؟ لازم نقدم الأخلاق في المقام الأول.. وتعرض التغير بأسلوب إيجابي.. اعرف إيه الأخطاء وادرسها كويس وابتدي التغيير.. وإن شاء الله الخير جاي».