نصب تذكاري لشهداء ثورة شباب مصر في قلب ميدان التحرير

دعوات لتغيير اسمه إلى «ميدان الشهداء»

مصريون يزينون نصبا تذكاريا اقيم لشهداء ثورة 25 يناير بالورود في ميدان التحرير أمس (أ. ف. ب)
TT

في نشوة الاحتفالات التي غمرت ميدان التحرير، بعد إعلان الرئيس المصري حسني مبارك تنحيه عن الحكم، لم ينس شباب الثوار بالميدان شهداءهم، وأقاموا لهم نصبا تذكاريا وسط الميدان، وأوقدوا حوله الشموع ووضعوا دفترا لتسجيل التعازي والكلمات للشهداء.

محمد عبد اللطيف، أحد أعضاء لجنة النظام بميدان التحرير قال لـ«الشرق الأوسط»: «كل منا كان له دور في تلك الثورة، ولكن هؤلاء الشهداء كانوا أصحاب الدور الرئيسي في الثورة، فلولاهم ما كنا وصلنا إلى ما نحن فيه الآن».

وأضاف: «أدعو كل المصريين إلى عدم استخدام اسم (ميدان التحرير) في تعاملاتهم اليومية واستخدام اسم (ميدان الشهداء) اعتبارا من اليوم».

ودعا عبد اللطيف النظام الجديد الذي سيأتي في مصر إلى تغيير اسم محطة مترو الأنفاق التي تقع أسفل ميدان التحرير من محطة «أنور السادات» إلى محطة «الشهداء»، على أن يطلَق اسم أنور السادات على المحطة التي تقع أسفل ميدان رمسيس التي تحمل اسم محطة «حسني مبارك».

عدد من المواطنين المصريين الذين كانوا في ميدان التحرير حرصوا على تسجيل كلمات للشهداء في دفتر العزاء الموجود بجانب النصب التذكاري الرمزي المقام وسط ميدان التحرير، كان منهم ليلى إبراهيم، وهي ربة منزل وأم لطفلين، أتت إلى ميدان التحرير بصحبة زوجها وأطفالها، لتشارك في «فرحة مصر كلها»، حسب ما قالت. وتضيف ليلى: «أشكر كل شباب مصر. أثبتوا أنهم رجال بحق، خلصونا من الفساد بكل أشكاله».

أما الحاج عواد عبد الحميد، فوقف بجوار النصب التذكاري واضعا عصابة بألوان علم مصر حول رأسه، وهو يردد: «ألف مبروك للمصريين كلهم»، وأضاف: «لا أعرف هؤلاء الشهداء، ولكن الآن هم جميعا أولادي، بل هم أولاد جميع المصريين، ويكفي أنهم أشجع منا بكثير. نحن نزلنا بعدما سكت الرصاص، لكن هم تلقوا الرصاص في صدورهم العارية ليمنحونا الخلاص من حكم الطاغية».

وكما انطلقت الدعوة لشرارة ثورة شباب مصر من على موقع «فيس بوك»، حمل الموقع نفسه أيضا الدعوة لمسابقة لاختيار أفضل تصميم لنصب تذكاري يحمل أسماء هؤلاء الشهداء وتاريخ استشهادهم ليتم وضعه في ميدان التحرير، وأطلقتها «جمعية نهوض وتنمية المرأة»، وتحمل المسابقة اسم «أبطال مصر الحقيقيون».

وللمسابقة عدة شروط، منها ألا يزيد عمر المشارك في المسابقة على 35 سنة، على أن يضم النصب التذكاري كل الشهداء الذين استشهدوا خلال أيام الثورة، بأسمائهم وتاريخ استشهادهم وصورهم، بالإضافة إلى قصة استشهاد خالد سعيد، الشاب السكندري الذي لقي حتفه على يد اثنين من رجال الشرطة السريين، لأنه كان الشرارة التي انفجر من خلالها الشباب، على أن يكون الموعد النهائي لتلقي التصميمات المقترحة هو 28 فبراير (شباط) الحالي.

وقالت الجمعية إن التصويت على التصميمات المقدمة سيكون من خلال موقع «فيس بوك» خلال الفترة من 1 - 4 مارس (آذار) المقبل، مشيرة إلى أن النصب التذكاري سيقام بالجهود الذاتية حيث سيتم جمع جنيه واحد من كل شاب عن طريق أحد البنوك. في حين ذكر البعض بالحملة الشعبية التي دعا فيها طلعت حرب رائد الاقتصاد الوطني في عشرينات القرن الماضي، المصريين للتبرع بـ«قرش» (الجنيه يساوي 100 قرش) من رواتبهم لتمكين المثال محمود مختار من إنجاز تمثال «نهضة مصر».

وقال أحمد متولي شقيق الشهيد محمد متولي الذي توفي بطلق ناري في رقبته يوم 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، أمام قسم شرطة المعادي، وهو يضع صورة شقيقه بجوار بقية صور الشهداء في النصب التذكاري: «هذا النصب يجب أن يظل موجودا في ميدان التحرير ليبقى شاهدا على ظلم نظام مبارك، وحتى لا ينسى أحد فضل هؤلاء الشهداء في ما تحقق». وأضاف: «أرفض أن يعزيني أحد في استشهاد شقيقي. بدلا من أن تعزيني قل لي ألف مبروك». وأبدى ترحيبه بتغيير اسم الميدان من «التحرير» إلى «ميدان الشهداء» لـ«تخلد ذكراهم في وجدان المصريين».