آلاف الشباب اليمنيين يتظاهرون في صنعاء مطالبين بتنحي الرئيس صالح

هتفوا ضد الرئيس.. وأجهزة الأمن تفرقهم ووزعت مكافآت.. وأنصار صالح احتلوا الميدان لمنع المظاهرات

TT

في مشهد بات يتكرر كثيرا في عدد من العواصم العربية، تظاهر آلاف الشباب اليمنيين وسط صنعاء أمس، مطالبين بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح، وذلك غداة تنحي نظيره المصري حسني مبارك على أثر مظاهرات شعبية حاشدة.

وهتف نحو أربعة آلاف متظاهر غالبيتهم من الطلبة «بعد مبارك اليوم دور علي»، مطالبين باستقالة الرئيس اليمني. وعلى وقع هتافات «ارحل ارحل يا علي» و«الشعب يريد إسقاط النظام»، سار المتظاهرون من جامعة صنعاء نحو وسط العاصمة. ووصل المتظاهرون إلى ميدان التحرير، أبرز مكان للتجمعات الشعبية، حيث نجح أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في تفريقهم من خلال ترهيبهم بالعصي والهراوات والأسلحة البيضاء.

ولم تسجل مواجهات بين المحتجين وأنصار النظام وعلى رأسهم قادة من حزب المؤتمر بينهم عضوان في المكتب السياسي لهذا الحزب هما عارف الزوقة وعبد الرحمن العكوة الذي يشغل أيضا منصب رئيس بلدية صنعاء. واحتل نحو عشرة آلاف من أنصار الرئيس صالح وبينهم عدد كبير من رجال القبائل في محافظة صنعاء، ميدان التحرير حيث أقيمت خيام لـ«منع المعارضة من احتلاله» كما قالوا.

وشددت اليمن من إجراءاتها الأمنية، في العاصمة صنعاء، وعززت من عمليات التفتيش في النقاط الأمنية المحيطة بأمانة العاصمة بهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار بأمانة العاصمة كما قالت. ووجهت وزارة الداخلية وحداتها الأمنية في مناطق الحزام الأمني المحيط بأمانة العاصمة بتشديد إجراءات التفتيش للخارجين والداخلين إلى أمانة العاصمة لمنع دخول أي قطعة سلاح إلى العاصمة صنعاء، مؤكدة على ضرورة الحيلولة دون دخول أو تسرب أي قطعة سلاح إلى أمانة العاصمة.

وكانت وكالة «رويترز» قالت إن مسؤولين بالحزب الحاكم وزعوا مبالغ صغيرة من النقود لمكافأة المتظاهرين المؤيدين للحكومة يوم السبت. واستخدم البعض هذه الأموال في شراء الطعام أو القات. وأشارت إلى أن القات يحول دون اندلاع الاحتجاجات. ورفع مناصرو الحزب الحاكم صور الرئيس اليمني صالح وسط هتافات «بالروح بالدم نفديك يا علي»، و«مصلحة الوطن فوق كل اعتبار»، و«لا للكراهية والأحقاد»، و«نعم للأمن والاستقرار.. لا للفوضى والعنف».

وقد بدأت المظاهرة بتلاسن حاد بين مجموعة من الطلبة وأنصار الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) كانوا يريدون منع طالب من رفع لافتة على مدخل الجامعة. وعند الظهر كان المتظاهرون في جادة جمال عبد الناصر وسط صنعاء التي تبعد 500 متر عن ميدان التحرير. واحتشد آلاف المتظاهرين ومنهم نواب من المعارضة وناشطون في مجال حقوق الإنسان وسط صنعاء مساء الجمعة للاحتفال باستقالة الرئيس المصري حسني مبارك والمطالبة بسقوط نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. إلا أن آلافا من المتظاهرين من المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم) تدخلوا بعد ذلك وأخرجوهم من الساحة من دون عنف.

وكان عشرات الآلاف من أنصار المعارضة قد تظاهروا في الثالث من فبراير (شباط) ضد الرئيس علي عبد الله صالح الذي يتولى الحكم منذ 32 عاما، لكن المظاهرات توقفت بعد ذلك، وطلبت المعارضة البرلمانية من الرئيس تطبيق وعوده بإجراء إصلاحات.

وكانت منظمة «هيومان رايتس ووتش» قالت إن السلطات اليمنية اعتقلت مساء الجمعة أكثر من عشرة أشخاص بعدما احتفل محتجون مناهضون للحكومة بسقوط مبارك. واتهمت سارة ليه ويتسون مدير منظمة «هيومان رايتس ووتش» في الشرق الأوسط «قوات الأمن بتنظيم صفوف الرجال المسلحين لمهاجمة المحتجين»، وأكدت أن «واجب قوات الأمن اليمنية حماية المتظاهرين المسالمين».

وكان اليمنيون احتفلوا في الشوارع بأنحاء البلاد بسقوط الرئيس المصري حسني مبارك. وفي حين تغنى اليمنيون بالأغاني الثورية المصرية في الشوارع وانطلقت أبواق السيارات، قال محللون في صنعاء إن التوتر في اليمن أصبح ملموسا في الليلة التي انتهى فيها حكم مبارك بعد 30 عاما قضاها في السلطة. وقال فؤاد مسعد، المحلل السياسي اليمني، إن القرارات التي من المقرر مناقشتها في اجتماع يوم الجمعة تعبير عن القلق ومحاولة لامتصاص الغضب بين الفقراء.

واتخذ صالح، الذي يحكم اليمن منذ 32 عاما، الأسبوع الماضي أجرأ خطوة في محاولة لتفادي الاضطرابات عندما تعهد بالتنحي في نهاية فترته الرئاسية في 2013. ولم تستجب المعارضة بعد لدعوته لها بالانضمام إلى حكومة وحدة وطنية. وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إنه من المقرر أن يشهد اجتماع يوم الجمعة مناقشة إجراءات تحديث القوات المسلحة وتحسين الاقتصاد في اليمن أفقر الدول العربية الذي يتخذ منه جناح «القاعدة في جزيرة العرب» مقرا له. ومن المقرر أيضا أن يتضمن الاجتماع بين الرئيس اليمني وكبار القادة السياسيين والأمنيين مناقشة خطة زيادة رواتب موظفي الدولة ورجال الجيش.