السلطات الإيرانية ترحب «بشدة» بثورة مصر لكنها تتجاهل حركة الاحتجاج الداخلية

معظم المسؤولين اعتبروها «مستلهمة» من الثورة الإسلامية.. والبيت الأبيض يرى أن طهران «خائفة»

TT

رحبت إيران «وبشدة» بسقوط الرئيس المصري حسني مبارك رغم أنها تشهد حركة احتجاج قوية في الداخل، ووصلت إلى حد إجراء مقارنة مع الثورة الإسلامية في إيران التي اندلعت قبل 32 عاما، معربة عن فخرها بأن اليوم الذي أعلن فيه الرئيس المصري عن تنحيه في 11 فبراير (شباط) هو ذات اليوم الذي أعلن فيه «انتصار» الثورة الإسلامية وانتهاء عهد الشاه. وعبر أكثر من مسؤول إيراني، بشكل شخصي، عن ترحيبهم بالتنحي، معتبرين أن ثورة مصر «مستلهمة» من الثورة الإسلامية التي أطلقها آية الله روح الله الخميني عام 1979.

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إن «تزامن سقوط مبارك مع ذكرى الثورة الإسلامية في إيران يثبت أن 11 فبراير هو يوم النصر لشعوب المنطقة ويوم الفشل للولايات المتحدة والصهيونية». وأضاف أن «مبارك وداعميه الأميركيين سمعوا صوت الشعب المصري متأخرين 30 عاما».

من جهته اعتبر الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني أن تزامن سقوط مبارك مع ذكرى الثورة الإسلامية في إيران «مصادفة سارة في المنطقة»، وقال كما نقلت عنه وكالة الأنباء الطلابية (إسنا)، إن «انتفاضة المصريين يمكن أن تكون إلهاما (للشعوب) العربية وفي شمال أفريقيا وأن تتيح إنهاء هيمنة الغرب». وأضاف أن «النظام الصهيوني هو الخاسر الأبرز من اليقظة» في العالم العربي.

ومن جانبه، أعرب رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني في بيان عن تهانيه بـ«انتصار الثورة الشعبية في مصر التي أطاحت بالديكتاتور المصري حسني مبارك».

وأفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن لاريجاني أكد في البيان، أنه «في عهد الصحوة الإسلامية بدأت شمس الحرية الساطعة تشرق مرة أخرى على أرض مصر»، ورأى رئيس مجلس الشورى الإسلامي أن «التاريخ جسد مرة أخرى صحوة شعبية وإسلامية، وقد أشرق فجر انتصار الثورة الإسلامية في مكان آخر بنداء الله أكبر»، معتبرا أن هذا هو دليل على تنفيذ «الوعد الإلهي».

ولفت لاريجاني إلى أن «الجيش المصري اليوم أمام اختبار عسير. إذا وقف إلى جانب الشعب سيساعد على تشكيل حكومة ثورية وشعبية قادرة على حماية الشعب المصري المسلم من الأعداء أما لو وقف بوجه الشعب فإنه سيتلقى ضربات مدمرة من سواعد مؤمنة بالله».

ويجري القادة الإيرانيون منذ عدة أسابيع مقارنة بين التحركات الشعبية في العالم العربي والثورة الإيرانية في 1979، فيما دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي إلى إقامة أنظمة إسلامية في مصر وتونس.

لكن تقييم المعارضة الإصلاحية الإيرانية للانتفاضتين في مصر وتونس جاء مناقضا تماما لموقف السلطات، إذ اعتبرت أنها جاءت بعد المظاهرات الضخمة المناهضة للحكومة التي شهدتها إيران لعدة أشهر بعد إعادة انتخاب الرئيس أحمدي نجاد المثيرة للجدل في يونيو (حزيران) 2009.

وردا على ذلك، أعلنت واشنطن الجمعة أن الحكومة الإيرانية يبدو أنها «تخشى إرادة شعبها» وانتقال عدوى حركة الاحتجاج التي تسود بعض الدول العربية.