محللون وساسة فلسطينيون يتوقعون إنهاء الحصار على غزة وتحقيق المصالحة بعد رحيل مبارك

طالبوا السلطة بمراجعة موقفها من مسار المفاوضات مع إسرائيل

TT

توقع محللون وساسة فلسطينيون أن يؤدي سقوط نظام الرئيس المصري حسني مبارك إلى رفع الحصار عن قطاع غزة وإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي. وقال المحلل السياسي والباحث الفلسطيني هاني المصري إن مصر تأخذ طريقها حاليا للمستقبل، وستأخذ معها الأمة العربية بأسرها، مشددا على أن هذا يعني أن مصر ستعود للعب الدور الطلائعي والقومي في خدمة قضايا الأمة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، توقع المصري أن ترفع مصر الحصار الذي كان يفرضه نظام مبارك على غزة، مشيرا إلى أن إسهام مصر في الحصار جاء لحسابات النظام واعتباراته، على أساس أنه كان يعد العدة من أجل تشريع توريث الحكم، إذ كان الرئيس مبارك يعتبر أن مثل هذه الخطوة ستضفي شرعية دولية على مخططاته هذه. وشدد المصري على أن الثورة المصرية فتحت الطريق أمام تحقيق المصالحة، مشيرا إلى أنه لم يعد بإمكان مصر بعد الثورة أن ترهن المصالحة بموافقة الأطراف الفلسطينية على شروط اللجنة الرباعية المجحفة، متوقعا أن يتم ربط المصالحة فقط بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

وطالب المصري القيادة الفلسطينية ممثلة في الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بمراجعة موقفها من مسار المفاوضات مع إسرائيل، معتبرا أنه يتوجب إعادة الاعتبار لجوهر القضية الوطنية الفلسطينية. وأوضح أن القيادة الفلسطينية ارتكبت خطأ جسيما عندما وضعت نفسها في محور عربي في مواجهة محور آخر، قائلا «ما كان يتوجب على القيادة الفلسطينية أن تحسب نفسها على محور الاعتدال في مواجهة محور الممانعة، بل كان عليها أن تحسب نفسها على المحورين، لأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الكبرى، وبالتالي لم يكن من الحكم الوقوع في خطيئة الاصطفاف في المحاور العربية المتصارعة».

من ناحيته، قال رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الأحمد «إن تنحي (الرئيس المصري محمد حسني) مبارك لم يكن مفاجئا، وهو متوقع منذ بداية استجابته لمطالب الشباب في ميدان التحرير». وفي تصريحات صحافية قال الأحمد «بغض النظر عن طبيعة النظام في مصر ومن يحكمها فإن الشعب المصري سيبقى داعما وحليفا للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية». ودعا الأحمد المؤسسات المصرية كافة إلى السرعة في اتخاذ الخطوات التي من شأنها إرجاع الهدوء والاستقرار لتعود إلى الاضطلاع بدورها الريادي. وقالت النائبة عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار تعقيبا «إن ما يحدث في مصر هو رسالة لأميركا». وطالبت جرار «بضرورة إعادة النظر بل وإلغاء اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل وما جلبته من ويلات على أمتنا العربية».

وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور محمد الهندي إن التاريخ يشهد اليوم تحولات كبيرة على ضوء التغير الذي حدث في مصر. وقال الدكتور الهندي في تصريح مكتوب «مصر تصنع مجدا ليس لها وحدها بل لكل الأمة؛ فيما الشعوب العربية والإسلامية تخرج عن بكرة أبيها ابتهاجا بما حققه شعبها الأبي. واعتبر أن هذا النصر التاريخي الذي حققه المصريون، يبشر بتكون شرق أوسط جديد منضبط على إيقاع إرادة ثوار مصر وشبابها في كل الميادين».