منظمة التحرير الفلسطينية تساند الشعب المصري وقراره في تحقيق التغيير وترسيخ الديمقراطية

مئات الآلاف من الغزيين يحتفلون برحيل مبارك

TT

استقبل رحيل الرئيس المصري محمد حسني مبارك، برد فعل رسمي حذر وفرحة شعبية عارمة. فبينما أكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في بيان عقب اجتماعها في رام الله أمس، أن «الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية يساندان الشعب المصري وإرادته وقراره في تحقيق التغيير وترسيخ الديمقراطية»، وقالت إن الشعب الفلسطيني يتمنى لمصر «أن تبقى دائما دولة عظيمة ومحورية في المنطقة والعالم وهذه مصلحة حيوية لفلسطين وشعوب المنطقة بشكل عام»، انطلقت مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شوارع غزة والضفة للتعبير عن فرحتهم برحيل مبارك.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه في بيان تلاه في مؤتمر صحافي، إن «مصر دولة عريقة وهي شريك أصيل للشعب الفلسطيني في نضاله لتحقيق الحرية والاستقلال وليس لدينا أدنى شك في أنها ستبقى داعما رئيسيا ومحوريا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة».

وفي قطاع غزة ظل معظم الغزيين مستيقظين حتى ساعات الفجر الأولى بعد أن دوى إطلاق الأعيرة النارية الكثيف، وبعد أن أطلقت مئات السيارات في شوارع مدن وقرى وبلدات ومخيمات القطاع العنان لأبواقها تعبيرا عن الفرح والابتهاج بسقوط نظام الرئيس المصري المتنحي حسني مبارك. وشارك مئات آلاف من الفلسطينيين في مسيرات عفوية وحاشدة جابت شوارع مختلف محافظات قطاع غزة ابتهاجا بتنحي مبارك. وردد المتظاهرون الشعارات التي تدعم وتؤيد الشعب المصري، مثل «يا جمال قول لأبوك شعب غزة بيكرهوك.. مبارك وسليمان باطل». وطالب المتظاهرون الجيش المصري بأن يحترم خيارات الشعب وأن يحكم بالعدل، مؤكدين ضرورة تسليم الحكم لإدارة مدنية مصرية من أصحاب التاريخ الناصع.

وقال رجل كان يتقدم المظاهرة ويهتف بشكل عفوي في إحدى المسيرات التي انطلقت في شوارع مدينة غزة بعيد الإعلان عن تنحي مبارك، لـ«الشرق الأوسط»: «هذا أسوأ زعيم عرفته الأمة العربية، لقد أسهم في فرض الحصار علينا، وتآمر في شن الحرب الأخيرة على غزة، لذلك نحن نعبر اليوم عن فرحتنا بالنتيجة التي انتهت إليها الثورة المصرية».

وأيد العشرات من الشباب الذين أحاطوا بالعجوز ما قاله وهم يسحبونه معهم بعد أن فاتتهم المسيرة بعض الشيء. وفوجئ المشاركون في الكثير من المسيرات بزخات من حبات الحلوى التي كانت تمطرهم بها النساء اللواتي كن يتابعن المسيرات من فوق شرفات المنازل، في حين قام البعض بتوزيع الحلوى على المارة وراكبي السيارات. وتعاظمت الآمال لدى الكثير في غزة بأن يؤدي سقوط نظام مبارك إلى تهاوي الحصار على قطاع غزة، حيث يسود إجماع على أن نظام مبارك هو المسؤول المباشر عن فرض الحصار. وقال أحمد حسين (22 عاما)، الطالب الجامعي الذي شارك في المسيرة التي هزت مخيم المغازي، بعد منتصف الليلة قبل الماضية، إن الفلسطينيين لا يتوقعون أن تشرع مصر في محاربة إسرائيل، بل يتعامل الحكم الجديد في القاهرة مع الفلسطينيين من المنطلقات التي تفرضها الأخوة في الإسلام والعروبة. وأعرب خالد المساعد (36 عاما)، الموظف في إحدى الجامعات الفلسطينية، عن أن يكون ما حدث في مصر مقدمة لما سيحدث في جميع البلدان العربية، حتى تسود الديمقراطية وحكم الشعب لنفسه بنفسه.