السعودية ترحب بالانتقال السلمي للسلطة في مصر

القذافي يرسل مبعوثا للقاهرة.. والبشير يدعم الانتفاضة.. والمالكي يعتبر التنحي خطوة في الاتجاه الصحيح

مواطن مصري يحمل طفله على كتفيه ويحمل علم بلاده وهو يعبر كوبري قصر النيل (أ.ف.ب)
TT

سادت مشاعر فرح في معظم الشوارع العربية لليوم الثاني على التوالي، بعد إعلان تنحي الرئيس المصري حسني مبارك الجمعة عن الحكم، في حين تراوحت المواقف الرسمية السبت بين الترحيب و«احترام» إرادة الشعب المصري.

وفور إعلان نبأ تنحي مبارك، جرى تبادل التهاني والتعبير عن مشاعر الفرح بشكل لافت، بالهتاف وتوزيع الحلوى والورود في شوارع الدوحة وغزة ورام الله وعمان وتونس وبيروت وصنعاء.

وصرح مصدر مسؤول في السعودية أمس، بأن بلاده «ترحب بالانتقال السلمي للسلطة في جمهورية مصر العربية الشقيقة»، وأضاف أن السعودية «تعرب عن أملها في أن تكلل جهود القوات المسلحة المصرية في إعادة السلم والاستقرار والطمأنينة في جمهورية مصر العربية الشقيقة بالنجاح، وذلك تمهيدا لقيام حكومة وطنية تحقق آمال وتطلعات الشعب المصري الشقيق نحو الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي، واستمرار جمهورية مصر العربية الشقيقة في القيام بدورها التاريخي على الساحات العربية والإسلامية والدولية».

وجاء ذلك بينما أوفد الزعيم الليبي معمر القذافي مبعوثا شخصيا إلى مصر لنقل رسالة تؤكد على «عمق العلاقات بين البلدين» بعد تنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة. وأكد مصدر رسمي في حركة اللجان الثورية «تضامنا مع الشعب المصري العظيم ونهنئه على انتصار ثورته التي من خلالها ستستعيد مصر دورها القومي والنضالي، وسيتمكن الشعب المصري من السيطرة على مقدراته وثرواته».

ورحب الرئيس السوداني عمر البشير «بانتصار الثورة في مصر»، معلنا «دعمه غير المشروط للانتفاضة الشعبية» المصرية. وقالت الرئاسة السودانية في بيان إنها «تهنئ الشعب المصري الذي حقق تطلعاته، وعلى انتصار الثورة»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي تونس، وجهت الحكومة التونسية مساء الجمعة «تحية إلى نضال الشعب المصري الشقيق وتضحيات شهدائه»، وذلك في بيان أصدرته وزارة الخارجية بعد إعلان تنحي مبارك. وقال البيان إن الحكومة التونسية الانتقالية «باسم الشعب التونسي الذي أنجز ثورة الحرية والكرامة»، ترحب بإعلان مبارك تنحيه عن السلطة، مشيدة بـ«الروح الوطنية العالية التي أبداها الجيش المصري، والدور الكبير الذي قام به في حماية مصر».

كما أعربت الحكومة الموريتانية عن «سعادتها للنهاية المتحضرة» للأزمة السياسية في مصر إثر تنحي الرئيس مبارك، وأشادت بكفاح الشعب المصري وبـ«شهدائه الأبرار».

من جهة أخرى، حيت تنسيقية المعارضة الديمقراطية في موريتانيا «هذا الإنجاز التاريخي»، مضيفة أن «الشعب المصري أثبت بهذا الإنجاز التاريخي أن إرادة الشعوب لا تقهر، وأن قيادتها لم تعد متاحة دون رضاها والاستماع لكلمتها».

بينما أكدت الجزائر تمسكها «بالعلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط الشعبين الجزائري والمصري»، بحسب بيان أصدرته الخارجية الجزائرية.

من جهته، قال اليمن إنه يحترم إرادة الشعب المصري الذي أرغم الرئيس المصري على التنحي. وأكدت الحكومة اليمنية أنها «تعبر عن احترامها لخيار وإرادة الشعب المصري الشقيق» و«ثقتها في قدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر على إدارة شؤون البلاد».

وكانت أحزاب اللقاء المشترك (معارضة يمنية) أصدرت مساء الجمعة بيانا أكدت فيه أن «ما حدث بمصر أعظم ثورة سلمية يشهدها العالم المعاصر»، وهي ستسهم في «رسم ملامح المستقبل لعالم عربي جديد».

وأكدت قطر «احترامها لإرادة الشعب المصري وخياراته»، وحيت «الدور الكبير والمهم للقوات المسلحة المصرية في الدفاع عن مصر والأمة العربية ومصالح الشعب المصري».

وفي أبوظبي، أكدت الإمارات العربية المتحدة دعمها لمصر وثقتها في المجلس الأعلى العسكري الذي تسلم السلطة. كما أكدت البحرين «احترامها لخيارات الشعب المصري»، وعبرت عن ثقتها في قدرة الجيش على «إدارة شؤون البلاد».

وفي عمان، صرح وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال طاهر العدوان «نتمنى في هذه المرحلة أن تستعيد مصر هدوءها واستقرارها وتتجاوز هذه المرحلة لبناء مصر الجديدة (...) التي تعبر عن شعبها وحرية شعبها وكرامته».

وفي بغداد، قال رئيس الوزراء نوري المالكي إن «تنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن الحكم يعد خطوة في الاتجاه الصحيح، لأنها تأتي في إطار الاستجابة لرغبة وإرادة والشعب في التغيير». وفي كردستان العراق، كان رئيس الإقليم مسعود بارزاني أول المهنئين بانتصار الثورة المصرية، حيث رحب في كلمة له بمؤتمر حوار المثقفين ورجال الدين المنعقد في أربيل بنجاح الثورة المصرية. وقال إن «الأحداث التي وقعت في تونس ومصر والتي شغلت الأوساط العربية برمتها، أثبتت أن الشعب إذا أراد تحقيق شيء فإنه سيحققه، وأنه لا راد لإرادة الشعوب مهما كانت التضحيات».

وفي دمشق، أعرب الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره العراقي جلال طالباني عن «ثقتهما التامة في قدرة الشعب المصري على النهوض بمصر وإعادتها إلى دورها الطبيعي العربي والعالمي».

وفي بيروت، أبدى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية «ارتياحه لمسار التطورات في مصر نحو إيجاد حلول تعيد الاستقرار والهدوء وتحقق طموحات الشعب المصري وتطلعاته»، وعبر عن أمله «في أن يتم استكمال الخطوات المقبلة بما يؤدي إلى إعادة إنتاج السلطات الدستورية المسؤولة التي ترعى البلاد وأبناءها ومصالحهم وفق معايير الحرية والديمقراطية التي ينص عليها الدستور وتحميها القوانين».

وكان حزب الله هنأ الجمعة المصريين. وقال التنظيم الشيعي في بيان إنه يتقدم «للشعب المصري العظيم بأسمى آيات التهنئة والتبريك للنصر التاريخي المجيد الذي حققته ثورته الرائدة»، مؤكدا أنه يشعر «بالفخر والاعتزاز بإنجازات ثورة مصر». وأعلنت القيادة الفلسطينية أنها تساند الشعب المصري وإرادته وقراره في التغيير وترسيخ الديمقراطية. وأكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن «الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية يساندان الشعب المصري وإرادته وقراره في تحقيق التغيير وترسيخ الديمقراطية».

وكانت حركة حماس قد اعتبرت أن تنحي مبارك هو بداية «انتصار» الثورة المصرية، وأكدت وقوفها إلى جانب هذه الثورة، داعية القيادة المصرية الجديدة إلى رفع الحصار عن قطاع غزة.

إلى ذلك، قدم أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي تهانيه «إلى الشعب المصري لانتصار إرادته وخياراته الوطنية»، متمنيا له «تحقيق كل ما يصبو إليه من تقدم وازدهار».