الجزائر: تفجر خلافات داخل «تنسيقية التغيير» وإجماع على تنظيم اعتصامات كل يوم سبت

وزارة الخارجية الأميركية تدعو قوات الأمن إلى «ضبط النفس»

الرئيس التركي عبد الله غل يتحدث إلى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في مطار مهرباد في مستهل زيارته الرسمية لإيران التي تستمر 4 أيام (إ.ب.أ)
TT

بينما دعت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، قوات الأمن الجزائرية إلى «ضبط النفس»، وذلك غداة تنظيم تظاهرة في الجزائر العاصمة تصدى لها عدد كبير من عناصر الشرطة, اتفق دعاة «إشاعة الديمقراطية والتغيير» بالجزائر على تنظيم اعتصام بساحة «أول مايو» بالعاصمة كل يوم سبت. وتعرض قيادي بالتنظيم الذي دعا إلى مسيرة أول من أمس للانتقاد بسبب إعلانه انتهاءها دون استشارة بقية القياديين.

والتقى نشطاء «التنسيقية الوطنية من أجل الديمقراطية والتغيير» بالضاحية الشرقية للعاصمة أمس لتقييم المظاهرات التي منعتها قوات الأمن أول من أمس، واعتقلت الكثير من منشطيها، ثم أفرجت عنهم.

وقال علي يحيى عبد النور، شيخ الحقوقيين الجزائريين الوزير في حكومة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة: «الحفاظ على جذوة الاحتجاج مشتعلة تستدعي منا تنظيم اعتصام كل يوم سبت في نفس المكان. ودعا إلى القيام بعمل تحسيسي تجاه الشباب لدفعهم إلى الالتحاق بالاعتصام المرتقب الأسبوع المقبل».

ولقيت مبادرة تنظيم اعتصامات أسبوعية صدى إيجابيا لدى قيادات وأعضاء «تنسيقية التغيير» التي غاب عن مسيرتها أبرز منشطيها، النقابي رشيد معلاوي، بسبب إصابته بوعكة صحية.

وتعرض المحامي مصطفى بوشاشي، رئيس «الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان»، لانتقاد لاذع من طرف بعض رفاقه الذين عاتبوه على إعلانه إنهاء المسيرة دون استشارتهم. وانسحب بوشاشي من المسيرة بشكل مفاجئ، وتبعه سعيد سعدي، زعيم «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية».

ويشاع في أوساط «التنسيقية» أن قلة عدد المتظاهرين كانت السبب وراء اختصار المظاهرة التي تحولت إلى اعتصام بعدما منعتها قوات الأمن من الخروج باتجاه «ساحة الشهداء».

واعتبرت بعض التنظيمات التي تتألف منها «التنسيقية» مسيرة 12 فبراير (شباط) 2011 الممنوعة بأنها كانت ناجحة «رغم نقائصها»، نظرا لأنها «سمحت بكسر حاجز الخوف وأعطت إشارة انطلاق الاحتجاجات المطالبة بالتغيير».

وعاتب بعضهم حزب التجمع «كونه سعى من أجل الانفراد بالمبادرة»، وهو ما نفاه ممثل عن الحزب، الذي قال: «إننا عضو في التنسيقية نأخذ الأوامر منها وليس العكس».

واتفق غالبية المشاركين في اجتماع أمس على أن الشباب الذين راهنوا عليه، كان الغائب الأكبر في مسيرة أول من أمس. وتحدثوا طويلا عن «المسيرة المضادة»، التي نظمها أنصار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذين رفضوا إحداث مقارنة بين الأوضاع في تونس ومصر في جانب الحريات والتنمية الاقتصادية.

وشنت لويزة حنون، زعيمة حزب العمال اليساري أمس هجوما حادا على نشطاء «التنسيقية»، وقالت إن «العمال لا يشاركون في مظاهرة ينادي إليها (حزب يميني)»، في إشارة إلى رئيس «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية». وأوضحت حنون خلال اجتماع لكوادر حزبها أن «عزوف الجماهير عن المسيرة كان متوقعا».