تفاقم أزمة العالقين على جانبي الحدود المصرية ـ الفلسطينية

يخشون أن تتعرض أسرهم وأعمالهم للضرر

TT

أدى قرار السلطات المصرية إغلاق معبر رفح الحدودي الذي يربط مصر بقطاع غزة في أعقاب تفجر الثورة المصرية إلى استفحال معاناة المئات من المغتربين الفلسطينيين الذين وصلوا إلى قطاع غزة لزيارة ذويهم ومنعوا من العودة للبلدان التي يعيشون فيها بسبب القرار المصري.

ويخشى هؤلاء العالقون أن تتعرض أسرهم ومصالحهم وأعمالهم للضرر في حال تواصل إغلاق المعبر الحدودي الوحيد.

وقال إبراهيم حسين (50 عاما)، وهو فلسطيني يعيش في إحدى دول الخليج العربي، لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يتبق سوى عدة أيام على انتهاء إجازته السنوية، وإنه يخشى أن تطول فترة إغلاق المعبر، مشيرا إلى أنه لم يحضر لغزة إلا في ظل إدراكه وعلمه أن المعبر سيظل مفتوحا.

وأشار إلى أنه ترك عائلته وأولاده خلفه، وأنه لو كان يعلم أن الإغلاق سيطول، فإنه لم يكن ليصل إلى قطاع غزة. ويخشى إبراهيم ألا يتم السماح له بالعودة للعمل في حال تأخر كثيرا عن موعد انتهاء الإجازة. والمفارقة أن الكثير من العالقين في قطاع غزة هم إما من المصريين وإما من الفلسطينيين الذين يعيشون في مصر. المواطن المصري أحمد سليم وصل إلى قطاع غزة قبل شهرين قادما من سوهاج، في صعيد مصر لزيارة أقاربه في القطاع، الذين لم يلتق بهم مطلقا. وأشار إلى أنه مضى على وجوده في غزة شهران، مشيرا إلى أنه بات يشعر بالحرج من أقاربه، الذين استقبلوه بحفاوة كبيرة، مشيرا إلى نفاد ما لديه من نقود، وأنه يرغب في العودة بأقصى سرعة ممكنة.

وفي داخل مصر ما زال هناك الكثير من الفلسطينيين العالقين، والذين ينتظرون على أحر من الجمر إعادة فتح معبر رفح.

بعض العالقين هم مواطنون غزيون غادروا القطاع في رحلات علاج لهم أو لأولادهم، مما يجعل بقاءهم في مصر أمرا بالغ الصعوبة. من جانبها، دعت هيئة المعابر والحدود الفلسطينية السلطات المصرية إلى العمل على فتح معبر رفح في أسرع وقت كي لا تتفاقم المعاناة الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين، خصوصا المرضى الذين هم بحاجة إلى علاج سريع. وقالت الهيئة في بيان صادر عنها إنها تواصل جهودها من أجل إعادة فتح معبر رفح، وإنها مستمرة في إجراء الاتصالات مع المسؤولين المصريين، وجهات أخرى ذات علاقة، لرفع المعاناة عن المواطنين الذين تضرروا جراء إغلاق المعبر، خصوصا المواطنين العالقين في مصر. من ناحية ثانية، طالب محمود الشوا، رئيس جمعية أصحاب شركات البترول في قطاع غزة، المجلس العسكري الأعلى والحكومة المصرية، بسرعة التدخل لحل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في القطاع، خصوصا تزويد القطاع بما يحتاجه من الوقود وذلك بشكل رسمي وليس عبر الأنفاق. وقال الشوا في تصريحات صحافية، إن للغزيين حقوق الجار على مصر نظرا للعلاقة التاريخية المتميزة بين مصر وفلسطين. وأشار الشوا إلى وجود 29 محطة غاز في القطاع، ولا يوجد في أي واحدة منها غرام واحد من الغاز.