زوبعة في فنجان.. حزب «الشاي» يرشح رون بول للانتخابات الرئاسية الأميركية

أوباما يستبق الحزب ويعلن عن خطة لتخفيض الميزانية الحكومية كما يطالب الجمهوريون

TT

بينما أعلن الرئيس باراك أوباما ضربة استباقية ضد حزب الشاي وبقية الجناح المتطرف في الحزب الجمهوري، رشح حزب الشاي زعيمه رون بول لرئاسة الجمهورية باسم الحزب الجمهوري. وقال مراقبون في واشنطن إن مؤتمر حزب الشاي يبدو مثل زوبعة في فنجان لأن الوقت مبكر للترشيحات، ولأن قادة في الحزب الجمهوري لم يحضروا مؤتمر حزب الشاي.

كان مؤتمر الجناح اليميني في الحزب الجمهوري، الذي بدأ في واشنطن قبل ثلاثة أيام، أول مؤتمرات انتخابات رئاسة الجمهورية رغم أن هذه ستجرى بعد سنة و10 شهور. حسب التقاليد الانتخابية الأميركية، تتجه الأنظار الآن نحو ولاية ايوا، بعد سنة، حيث يختبر كل من يريد أن يترشح، من أي حزب، قوته الجماهيرية.

لمدة ثلاثة أيام، ألقى المتنافسون المحتملون الجمهوريون الخطب في «مؤتمر المحافظين للعمل السياسي» (سي بي إيه سي)، وهو مؤتمر يركز على الشباب.

وفي تصويت غير رسمي، لكنه يوضح شعبية المرشحين، فاز النائب رون بول، من تكساس ومن قادة حزب الشاي، بالمرتبة الأولى. واحتل ميت رومني، حاكم سابق لولاية ماساتشوستس، المركز الثاني.

نال بول 30 في المائة من الأصوات، ورومني فاز 23 في المائة. ورغم أن سارة بالين، التي كانت نائبة السناتور جون ماكين في انتخابات الرئاسة في سنة 2008 التي فاز فيها الرئيس أوباما، لم تحضر المؤتمر، تلقت دعما من 3 في المائة فقط من المؤتمرين.

وقال المنظمون للمؤتمر إن أكثر من 10000 شخص من جميع أنحاء البلاد حضروا المؤتمر. ولكن، 3742 منهم فقط شاركوا في التصويت غير الرسمي. غير أن المنظمين قالوا إن الهدف من المؤتمر ليس اختيار مرشح، ولكن تسليط الأضواء على القضايا التي تهم الحزب. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن قادة لم يحضروا المؤتمر، ونالوا أصواتا قليلة، ربما سيكون لهم حظ أفضل عندما يأتي وقت الترشيح باسم الحزب. وأشارت إلى نيوت غينغريتش، رئيس مجلس النواب السابق، الذي حصل على 5 في المائة. وتيم باولنتي، الحاكم السابق لولاية مينيسوتا، الذي حصل على 4 في المائة، رغم أن الاثنين لم يحضرا المؤتمر.

غير أن أكثر المشهورين، ساره بالين، لم تعلن أنها ستترشح لرئاسة الجمهورية. لكن، أكد بعض أنصارها أنها استأجرت مستشارا جمهوريا مخضرما وذلك «لبحث احتمالات المستقبل.» هذا هو مايكل غلاسنر، من الذين عملوا مع بالين خلال حملة سنة 2008. وقال تيم كروفورد، أمين خزانة حملة بالين السابقة: «نحن ممتنون جدا أن مايكل جلب خبرته لمشروعنا».

بينما يتأرجح الجناح المحافظ للحزب الجمهوري بين حزب الشاي وغيره، بين رون بول، وساره بالين، قام الرئيس أوباما بهجمة استباقية عندما تحدث عن خطه لتخفيض الميزانية الحكومية، وهذا مطلب رئيسي للجمهوريين عامة، وللجناح اليميني خاصة. وقال أوباما في خطاب يوم السبت، في آخر أيام مؤتمر واشنطن للمحافظين الجمهوريين، أنه سيخفض «تخفيضا كبيرا» بعض بنود الميزانية الجديدة لسنة 2012. وأنه سيخفض 1.1 تريليون دولار من مديونية الحكومة خلال العقد القادم. وقال أوباما إنه يريد الوصول إلى هدفه بأن يعلن رفع بعض الضرائب. لكن، هذه فكرة يرفضها الجمهوريون رفضا كاملا. وقال أوباما إن ثلثي المبلغ المتوقع توفيره سيأتي من تخفيضات في الإنفاق بـ«معايير صارمة». غير أن الجناح الليبرالي في الحزب الديمقراطي يعارض خطة أوباما هذه، ويرى أن ثلثي التوفير، وليس فقط الثلث، يجب أن يأتي من الضرائب، وخاصة على الأغنياء.

حسب خطة أوباما، استهدفت ميزانية وزارة الدفاع التي تعتبر تقليديا آخر أمكنة تخفيض الميزانية. ويريد أوباما اعتماد 78 مليار دولار في التخفيضات التي اقترحها قبل شهرين وزير الدفاع روبرت غيتس.

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن محللين يقولون إن مديونية الحكومة ستكون 12 تريليون دولار مع قدوم سنة 2021. وإن خطة أوباما بتخفيض تريليون واحد خلال عشر سنوات لا يبدو أنها ستؤثر كثيرا.

وقال أوباما في خطابه: «بعد عشر سنوات من الزيادات في مديونية الحكومة، أريد من الميزانية الجديدة أن تجعل البلاد تعيش في حدود إمكاناتها. بينما في الوقت نفسه، أريد أن يزيد الاستثمار في مستقبلنا».

وقال مراقبون في واشنطن إنه، حسب تقاليد الكونغرس، سيرسل أوباما اليوم الاثنين الميزانية الجديدة إلى رئيس مجلسي الشيوخ والنواب. وحسب هذه التقاليد، سيناقش المجلسان المقترحات لستة شهور، ثم تعلن الميزانية النهائية مع منتصف العام، حيث يبدأ العمل بها.

وأشار المراقبون إلى أن هذه الفترة ستشهد مناورات بين الكونغرس والبيت الأبيض، خاصة إذا كان حزب آخر يسيطر على واحدة منهما.