ثورة تصحيح الأوضاع تشق صفوف الأحزاب المصرية

15 ألف استقالة من «الوطني».. ومطالبات بإقالة رئيس «التجمع» وسحب الثقة من هيئة «الوفد»

بعض الشباب الثوار يقومون بتخطيط رصيف ميدان التحرير بعد انتهاء الاعتصام (أ.ف.ب)
TT

ثورة جديدة شقت صفوف الأحزاب المصرية لتصحيح الأوضاع داخلها بعدما شهدت خلال السنوات الماضية قصورا وانعزالا وصراعات داخلية، أدت إلى بعدها عن الحياة السياسية.

وشهد الحزب الوطني الديمقراطي الذي يرأسه الرئيس السابق حسني مبارك، موجة استقالات، ودعوة بعض قياداته وشبابه لحله وتأسيس حزب جديد.

وكان مبارك قبل تخليه عن السلطة قد قام بإقالة قيادات هيئة مكتبه وعلى رأسهم أمينه العام صفوت الشريف، وأمين السياسات جمال مبارك (نجله الأصغر)، وزكريا عزمي الأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية والتنظيم، ومفيد شهاب الأمين العام المساعد للشؤون القانونية، وعلي الدين هلال أمين الإعلام، وأحمد عز أمين التنظيم، وعين الدكتور حسام بدراوي أمينا عاما للحزب، إلا أن الأخير تقدم باستقالته قبل تنحي مبارك بساعات.

وعقب سقوط النظام تعاقبت استقالات شخصيات مؤثرة تدين بالولاء للحزب، وبلغت جملة الاستقالات في القاهرة والمحافظات 15 ألف استقالة من القيادات والشباب. ومن هذه الدعوات ما نادى به 5 آلاف شاب قدموا استقالتهم من الحزب وأعلنوا عن تأسيس حزب جديد باسم «حزب شباب مصر»، ووجهوا الدعوة للعديد من قيادات الحزب الحاكم للانضمام إلى حزبهم، وذلك حسب ما قاله يوسف ورداني مدير تحرير الموقع الإلكتروني الرسمي للحزب الوطني (أحد الذين قدموا استقالتهم) لـ«الشرق الأوسط»، وأضاف: «وجهنا الدعوة لجميع قيادات الحزب للانضمام إلى الحزب الجديد الذي سوف يختار الشباب رئيسه، ويتكون من شباب مصر الذين صدموا بتحول المبادئ السامية التي تضمنها برنامج الحزب الوطني عند التنفيذ إلى مصالح خاصة سيطرت عليها ممارسات نفعية وانتهازية أسقطت بالحزب وأفقدته الشرعية الشعبية، ويتيح فرصة للشباب بتولي القيادة، بعد أن ملوا من طول فترة الانتظار والتهميش المتعمد في مواقع صنع القرار».

بينما استبعد خلف يوسف سعيد أمين عام الحزب الوطني بمحافظة أسوان، فكرة حل الحزب، قائلا: «إعادة ترتيب الحزب من جديد مسألة سهلة، لكن فكرة تكوين حزب جديد يخرج من (الوطني) مسألة صعبة وتحتاج إلى وقت طويل، وإذا حدثت فمعنى ذلك عدم قدرة الحزب على خوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي ستجري بعد 6 أشهر».

وقال سعيد في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «ليس معنى استقالة الهيئة العليا للحزب انهياره، فالحزب لديه العديد من القيادات التي تصلح لقيادته خلال الفترة المقبلة»، كاشفا عن أن «هناك لجنة تم تشكيلها من قيادات أعضاء الحزب لوضع خريطة طريق ودراسة السلبيات وإعادة الحزب من جديد إلى الشارع»، مشيرا إلى أن «اللجنة تجتمع في مقر الحزب بحي روكسي بمصر الجديدة»، مضيفا أن «من المقترحات التي تدرسها اللجنة تغيير اسم الحزب ووضع برنامج جديد للمنافسة في الانتخابات المقبلة».

وفي حزب «التجمع الوحدوي التقدمي» المعارض ذي التوجه اليساري، نظم العشرات من أعضائه وقفة احتجاجية أمام مقر الحزب للمطالبة بتنحي رئيس الحزب رفعت السعيد، بعدما غاب الحزب عن الشارع على حد تعبيرهم. وطالب 763 عضوا من حزب «الوفد» بسحب الثقة من الهيئة العليا للحزب لفشلها على مدار السنوات الخمس الأخيرة في قيادة الحزب.

ومن جانبه، قال فؤاد بدراوي نائب رئيس حزب «الوفد» ذي التوجه الليبرالي، إن «سحب الثقة من الهيئة العليا يأتي بعد تخاذلها خلال السنوات الماضية». مضيفا أن «الواقع في مصر أصبح واقعا جديدا، ولا بد من إعادة انتخاب هيئة عليا جديدة تكون عند مستوى التغيير الذي تشهده مصر حاليا، ويكون فيها تمثيل لائق للشباب بدلا من الأعمار الموجودة في الهيئة العليا، حيث يشغلون مناصبهم منذ أكثر من 26 عاما لم يقدموا خلالها شيئا».