واشنطن تدعم المتظاهرين الإيرانيين عبر رسائل «تويتر» بالفارسية

الإيرانيون يتواصلون عبر «فيس بوك» للدعوة لمظاهرات على الرغم من حظر السلطات

TT

جرى الإعداد للمظاهرات التي اندلعت في طهران وعدد آخر من المدن الإيرانية، أمس، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وهي ذات الطريقة التي استخدمها الناشطون في مصر للدعوة إلى التظاهر ضد نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، والتي انتهت بتنحيه عن منصبه.

وتمكن إيرانيون من الدخول إلى الموقع على الرغم من حظر السلطات الإيرانية له، ونجح الكثيرون في التواصل ونقل الدعوة للاحتجاج وتلبية دعوة قادة المعارضة الإصلاحيين، مثل مير حسين موسوي ومهدي كروبي، اللذين اتهما الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو (حزيران) 2009 بالتزوير، والتي أدت إلى نجاح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بالتزوير. وأرسلت دعوات مماثلة للتظاهر عبر موقع «تويتر» الإلكتروني، بينما تناقلت وسائل الإعلام والصحافيين أخبار المظاهرات عبر الموقع ذاته.

وكتب مستخدمو موقع «فيس بوك» أنه على المسؤولين الإيرانيين أن ينظروا لما حدث للرئيس المصري السابق مبارك، وأن يحترسوا من أن يواجهوا نفس المصير.

وتراقب الإدارة الأميركية عن كثب التطورات في إيران وتأثير الإنترنت عليها، كما فعلت خلال المظاهرات في مصر. وفي خطوة لدعم المتظاهرين وإظهار تأييدها لهم، دشنت وزارة الخارجية الأميركية حسابا بالفارسية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» للتواصل مع مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في إيران.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، مساء أول من أمس، في أول رسالة على حسابها الجديد على «تويتر» بالفارسية «يواس دارفارسي» (أي الولايات المتحدة في اللغة الفارسية) إنه «تعترف وزارة الخارجية الأميركية بالدور المهم لوسائل التواصل الاجتماعي بين الإيرانيين في العالم الآن. ونريد الانضمام إلى محادثاتكم».

وحساب «تويتر» هو أحدث قناة اتصال تفتحها الحكومة الأميركية لنقل رسائلها إلى الإيرانيين. فتبث إذاعة «صوت أميركا» أنباء باللغة الفارسية وبرامج أخرى يوميا في الإذاعة والتلفزيون وعلى الإنترنت. ويتهم زعماء إيران إذاعة «صوت أميركا» التي تمولها الحكومة الأميركية، بمحاولة تقويض الجمهورية الإسلامية من خلال ما تبثه.

وانتقدت رسائل وزارة الخارجية الأميركية التالية على «تويتر» الحكومة الإيرانية لعدم السماح للإيرانيين بتنظيم مظاهرات سلمية، وقالت: «يظهر إعلان الحكومة الإيرانية عدم السماح للمعارضين بالتظاهر. إن نفس الأفعال التي أشادت بقيام المصريين بها غير قانونية وغير شرعية لشعبها». وقالت رسالة أخرى على «تويتر»: «تدعو الولايات المتحدة حكومة إيران للسماح لشعبها بأن يتمتع بنفس الحقوق العالمية للتجمع والتظاهر والتواصل السلمي الذي جرى في القاهرة».

ويذكر أن البيت الأبيض كان قد أصدر بيانا (السبت) الماضي باسم مستشار الأمن القومي، توم دونيلون، حول إيران قائلا: «من خلال إعلانهم منعهم مظاهرات المعارضة، الحكومة الإيرانية تعتبر ما سمته بـ(النبيل) للمصريين ممنوعا للإيرانيين». وأضاف دونيلون في البيان المقتضب: «نناشد الحكومة الإيرانية منح الشعب الإيراني الحق العالمي للتجمع السلمي والتظاهر والتواصل مثل ما نراه في القاهرة».

ونشرت 3 رسائل على الصفحة الجديدة لوزارة الخارجية الأميركية بالفارسية، التي دشنت ليل أول من أمس، ليصل عدد المتابعين للصفحة 2105، بينما تتابع الصفحة 24 مستخدما من «تويتر». وتأتي «يو اي اس دار فارسي» بعد إنشاء «يو اس اي بالعربي» يوم 8 فبراير (شباط) الحالي، مع احتدام استخدام الموقع خلال الثورة المصرية. وقد نشرت الصفحة العربية 71 رسالة حتى عصر يوم أمس، شملت واحدة تقول: «نجدد تأكيدنا على دعم حقوق الشعب الجزائري العالمية، بما في ذلك حرية التعبير والتجمع وحرية الإنترنت».

وشرح ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» أنه يتم التنسيق بين 3 دوائر في وزارة الخارجية الأميركية لمتابعة صفحتي «تويتر» باللغتين العربية والفارسية. وأضاف أن دائرة الشرق الأدنى ودائرة الشؤون العامة، بالإضافة إلى مكتب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية في دبي، يعملون على الصفحتين، موضحا: «ذلك يساعد على المتابعة على مدار الساعة للصفحتين مع فرق الوقت» بين دبي وواشنطن. ومن المتوقع أن يصبح موقع «تويتر» وسيلة تواصل مهمة بالنسبة للخارجية الأميركية خلال الفترة المقبلة.

وبدأ إرسال تلك الرسائل في الوقت الذي اتهم مسؤولون أميركيون إيران بالنفاق، من خلال دعمها للثورة المناهضة للحكومة في مصر، وفي الوقت ذاته منع المظاهرات ضد الحكومة الإيرانية. وكانت السلطات الإيرانية قد منعت وسائل الإعلام الأجنبية من تغطية المظاهرات التي اندلعت في 2009، إلا أن الإيرانيين تغلبوا على ذلك باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، مثل «تويتر».