أشكنازي يسلم قيادة الجيش الإسرائيلي.. وغانتس لا يتحمس لشن حروب

إعلامي إسرائيلي ذو علاقات واسعة: غياب مبارك قد يمنع توجيه ضربة عسكرية لإيران

TT

مع مغادرة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، وتولي الجنرال بيني غانتس المنصب الجديد خلفا له، بدأ الإسرائيليون يتحدثون عن الاستراتيجية الأمنية الجديدة للسنوات 2012 - 2017، التي سيضعها غانتس وستتم في ظل عهد ما بعد الرئيس حسني مبارك في مصر.

وقد عبر الكاتب الصحافي، ألوف بن، المعروف بوصوله إلى مصادر معلومات عليا، عن قناعته بأن الاستراتيجية الجديدة قد تسقط الخيار العسكري ضد إيران، وذلك لأن القيادة المصرية الجديدة لن تكون مناصرة للحلف ضد إيران بنفس مقدار قيادة مبارك، فضلا عن أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد ينتمي هو أيضا لتيار لا يتحمس لشن حرب على إيران.

ويقول الكاتب بن إن القيادة المصرية الجديدة غير معروفة الهوية حتى الآن. ولكنها، أيا كانت، ستكون مضطرة للإصغاء للشعب (المعروف بأنه لا يحب إسرائيل بسبب سياستها العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، ولا أميركا، بسبب تحيزها الفظ لإسرائيل)، وستكون مضطرة للاقتراب من العالم العربي، والابتعاد، ولو قليلا، عن إسرائيل.

ولهذا، فلن تستطيع اتخاذ موقف حازم مع التحالف الغربي - الإسرائيلي ضد إيران. وهذا يعني أن إسرائيل ستكون مضطرة للتعامل بحذر مع الموضوع الإيراني. وبدلا من تبرير الحرب على إيران، سنرى حكومة بنيامين نتنياهو وإيهود باراك تجد في الثورة المصرية سببا للتخلي عن الحرب مع إيران. ويكون الرئيس مبارك بغيابه أيضا، قد أسهم في الاستقرار في الشرق الأوسط.

وكان الثنائي نتنياهو - باراك قد سعى ونجح في تعيين الجنرال يوآف غالانت رئيسا لأركان الجيش، لكونه شريكا لهما في التفكير حول ضرورة توجيه ضربة عسكرية لإيران. ولكن الحكومة الإسرائيلية اضطرت لإلغاء التعيين، بعد اكتشاف فضيحة فساد مرتبطة باسمه.

وأقرت، أول من أمس، تعيين بيني غانتس مكانه، باعتباره الحل الوحيد، مع أنه يتخذ موقفا مخالفا لهما في الموضوع الإيراني، ويعتقد، مثل سلفه أشكنازي، أنه حتى لو كانت هناك ضرورة للخيار العسكري ضد إيران، فيجب أن يكون خيارا دوليا، تقوده الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وكل دولة في الشرق الأوسط تتضرر من إيران. وأما الدور الإسرائيلي فيكون في هذه الحالة ثانويا، وليس طليعيا أو شريكا قياديا.

وقد عززت الأوضاع في مصر هذا الموقف، حسب الأبحاث الجارية بشكل مكثف في قيادة الجيش والمخابرات الإسرائيلية. فهي ترى أن غياب مبارك بهذه الطريقة المفاجئة، أوجد حالة جديدة مختلفة جوهريا عن السابق، في صلبها غياب أي صمام أمان للاستقرار في الشرق الأوسط.

وذكرت مصادر إسرائيلية عليمة أن غانتس طرح هذه الفكرة أمام رئيس القوات المشتركة الأميركية، مايكل مولن، الذي عقد معه في تل أبيب، أمس، أول جلسة عمل، فأوضح أن عدم الاستقرار سيرافق منطقة الشرق الأوسط لسنين طويلة، إلى أن تتحول جميع أنظمة الحكم فيها إلى ديمقراطية حقيقية. ومما يتسرب من تلك الأبحاث الاستراتيجية، أن الإسرائيليين يرون أن هناك رياح تغيير قوية تهب في العالم العربي، بعضها سينسف أنظمة حكم، وبعضها الآخر سيلزم أنظمة حكم قائمة بتغيير نهجها، لمزيد من الديمقراطية وسماع صوت الشعب، أو لمزيد من القمع وكبت صوت الشعب. وفي كل الأحوال، ستكون هذه فرصة القوى المتطرفة للظهور في الشارع وإثارة الفوضى أو استغلال الفوضى القائمة. وفي الحالتين، ستتعمق الأزمات في العالم العربي، وستسعى قوى كثيرة لتوجيه الغضب أو الاختباء وراء الغضب الجماهيري بتصعيد العداء لإسرائيل.

ومن جهة ثانية، اتضح أنه وصلت معلومات لأجهزة الأمن الإسرائيلية تقول إن هناك خلافات في قيادة الجيش المصري حول سبل إدارة شؤون البلاد في المرحلة المقبلة. ففي حين يعتبر وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكري الأعلى، حسين طنطاوي، صاحب موقف مستقل عن الغرب، ويتحفظ من علاقات حميمة مع إسرائيل، فإن سامي عنان، رئيس أركان الجيش، يعلق آمالا عريضة على العلاقات مع الغرب عموما، ومع الولايات المتحدة خصوصا.

ويرى عنان أن الجيش المصري لا يستغني أبدا عن الدعم الأميركي السنوي البالغ 1.3 مليار دولار، وعن التعاون العسكري الناجم عن هذه المساعدة، فبفضلها تم تحديث الأسلحة ونقل الجيش إلى مصاف الجيوش المتطورة، وتزويده بخبرات غنية جراء التدريبات والمناورات المشتركة. وهو مستعد لدفع ثمن هذا التعاون بعلاقات تعاون رتيبة، بل حميمة، مع إسرائيل.