مظاهرات الرمادي تمتد إلى الفلوجة وشيوخ العشائر يهددون بالاعتصام

شيخ عشائر الدليم لـ «الشرق الأوسط»: الاحتجاجات ستتواصل حتى استقالة المحافظ

عراقيات يتظاهرن ضد الفساد في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

امتدت المظاهرات التي انطلقت خلال الأيام الأخيرة في مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار، إلى مدينة الفلوجة، في وقت هدد فيه شيخ عشائر الدليم بتنظيم اعتصامات في غضون الأيام المقبلة ضد عمليات الفساد في المحافظة. وطالب مئات المتظاهرين من أهالي مدينة الفلوجة (50 كم غرب بغداد) الحكومة المحلية بالبدء فورا بمعالجة المشكلات التي يعانيها أبناء القضاء خصوصا وأهالي الرمادي بشكل عام. وفي وقت جاءت المظاهرة على خلفية تردي الخدمات في عموم المحافظة، فإن المتظاهرين جددوا رفضهم ما يجري تداوله في بعض الأوساط العشائرية والتجارية داخل المحافظة لإقامة الفيدرالية في المنطقة الغربية كحل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعانيها أبناء المحافظات الغربية من العراق. ودعا المتظاهرون الحكومة المحلية إلى تنفيذ الوعود التي قطعوها على أنفسهم خلال فترة الانتخابات الماضية، كما طالبوا بإجراء تغيير في الوجوه السياسية ما زالت تتصدر المشهد السياسي والخدمي في المحافظة على الرغم من فشلها في الماضي والحاضر. وشارك في المظاهرة التي انطلقت من ساحة ميسلون وسط الفلوجة باتجاه المجلس المحلي، شيوخ عشائر ورجال دين وعاطلون عن العمل، تخللها رفع شعارات مثل «نفط الشعب مو للشعب بس للحرامية»، و«أين الوعود».

وبينما تخوف بعض المسؤولين في المحافظة من إمكانية أن يتم استغلال مثل هذه المظاهرات من قبل الجماعات المسلحة والإرهابيين لتنفيذ أجندات من ضمنها استهداف المتظاهرين، فإن شيخ عشائر الدليم علي الحاتم حمل بشدة على المحافظ ومجلس محافظة الأنبار، محملا إياهما المسؤولية الكاملة عن تردي الخدمات في الأنبار. وقال الحاتم في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «المظاهرات التي انطلقت في مدن محافظة الأنبار سوف تستمر لحين إقالة المحافظ ومجلس المحافظة، بسبب فشلهم في تنفيذ الوعود التي قطعوها على أنفسهم»، وأضاف أن «المتظاهرين في الأنبار لا يختلفون عن المتظاهرين في باقي مناطق العراق من حيث المطالبة بتحسين الخدمات وإيجاد فرص عمل، وهو حق يكفله الدستور العراقي ولا يتعارض مع الأنظمة والقوانين». وحذر الحاتم الأجهزة الأمنية والحكومية في المحافظة من «مغبة اعتقال أي مواطن عراقي يرفع شعار المطالبة بتحسين الخدمات أو محاسبة المفسدين في أجهزة المحافظة»، قائلا: «يكفينا شعارات كاذبة لم ينتج عنها سوى الخراب وتردي كل شيء في الأنبار من الخدمات إلى الأمن». وحول ما أعطته المحافظة من وعود لتنفيذ المطالب التي تقدم بها المتظاهرون، قال الحاتم إن «أوضاع المحافظة الآن متردية بالكامل على كل الأصعدة وإننا الآن بصدد التهيئة للاعتصامات في عموم المحافظة لأنه لم يعد هناك حلول وسط سوى بإقالة المحافظ ومجلس المحافظة». وكان محافظة الأنبار قاسم الفهداوي قد أقر بالكثير من مطالب المتظاهرين، معتبرا في تصريحات صحافية أن الكثير من المطالب التي تقدم بها المتظاهرون مطالب مشروعة، واعدا بتنفيذها ومتهما شخصيات لم يسمها بالوقوف وراء هذه المظاهرات لكونها تضررت من تطبيق القانون في المحافظة.