عيد الحب في العراق.. مظاهرات و3 حالات انتحار

تنظيم «فيسبوكي» يطالب بإقالة أمين بغداد

قلوب حمراء مرسومة على لافتات ضد الفساد خلال مظاهرة في «عيد الحب» ببغداد أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

لم يمض حتى عيد الحب بسلام في العراق. فعلى الرغم من الهدوء الأمني الذي شهدته العاصمة بغداد، والذي يظل حذرا ومريبا في الوقت نفسه بانتظار عاصفة من الاغتيالات أو التفجيرات بالأحزمة الناسفة أو العبوات اللاصقة أو السيارات المفخخة، فإن العراقيين كانوا هذه المرة على موعد مع عواصف من نوع آخر امتدت إليهم من الخارج هذه المرة.

فبالإضافة إلى المظاهرات التي حدثت في الكثير من المحافظات والمدن العراقية في الآونة الأخيرة، والتي يتوقع حدوثها خلال الأيام المقبلة، لا سيما تلك التي يجرى تنظيمها عبر «فيس بوك» ومنظمات المجتمع المدني وبعض القوى والأحزاب يوم الخامس والعشرين من الشهر الحالي، ويتوقع أن تكون الأكبر من نوعها، فإن «عيد الحب» أول من أمس كان له طعم مختلف في العراق. ففي هذا اليوم تم الإعلان عن وقوع ثلاث عمليات انتحار في مناطق مختلفة من البلاد. ففي محافظة ديالى القريبة من بغداد، وطبقا لمصادر الشرطة، أقدم تلميذ في الصف السادس الابتدائي على الانتحار إثر رسوبه في الامتحانات الفصلية. وتقول الشرطة إن الطفل ويدعى أحمد محمد طه جاسم، يبلغ من العمر 12 عاما ويسكن قرية الجزيرة (عرب جبور) في قضاء المقدادية (45 كم شرق بعقوبة) أقدم على الانتحار شنقا. ويقول مقربون من أهل الضحية في القرية إن الطفل «سبق له أن كتب رسالة لأهله، مفادها أنه سيقدم على الانتحار في حال رسوبه»، واستدركوا «إلا أن أهل الطفل لم يعيروا أي اهتمام للرسالة».

وفي محافظة نينوى شمالا، أقدم شاب على الانتحار في عيد الحب أيضا بعد فشله في علاقة كان يمر بها. ويقول مصدر في الشرطة إن الشاب «أقدم على الانتحار، بعد أن ربط نفسه بمروحة سقفية داخل منزله في ناحية القيارة» جنوب الموصل، عازيا السبب إلى «علاقة حب فاشلة».

وكان شاب آخر قد أقدم على الانتحار، وفي الموصل أيضا، بسبب ما قيل احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية التي يعانيها. لكن تبدو قصة هذا الشاب محيرة. ففي الوقت الذي تؤكد فيه عائلته أنه أقدم على الانتحار فعلا بسبب معاناته من البطالة وأنه يسكن مع أربع عائلات أخرى في بيت صغير وهو متزوج ولديه أربعة أبناء، فإن المسؤولين في المحافظة يقولون إن الحادث مجرد قضاء وقدر.

ومن حوادث الانتحار إلى المظاهرات، فقد نظم مئات الشباب في بغداد، أطلقوا على أنفسهم «شباب 14 فبراير» مظاهرة في ساحة التحرير وسط بغداد فيما نظم عدد من المواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة مظاهرة في محافظة واسط، جنوب شرقي بغداد، للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم. التسمية التي أطلقها شباب بغداد على أنفسهم «14 فبراير» تبدو غريبة على صعيد لفظ اسم الشهر بالنسبة للعراقيين. فالعراقيون في العادة لا يتعاملون على صعيد شهور السنة بأسمائها الإفرنجية.. فالعراقيون يقولون شباط لا فبراير. ومع ما تحمله هذه التسمية «الفيسبوكية» من دلالة بمؤثر أجنبي واضح، فإن مطلب هؤلاء الشباب تضمن إقالة أمين بغداد فقط. الأمين من جانبه وبعد وصول المظاهرة قبالة بوابة الأمانة القريبة أرسل وفدا يمثله إليهم طبقا لما أفاد به مصدر إعلامي من الأمانة لـ«الشرق الأوسط»، وذلك بهدف «الوقوف على مطالبهم الحقيقية، تنفيذا للأمر الذي أصدره رئيس الوزراء نوري المالكي للوزراء وكبار المسؤولين بالنزول إلى المتظاهرين ومحاورتهم ومعرفة احتياجاتهم».

وكان هؤلاء الشباب قد أخذوا تعهدات من أمانة بغداد بتحسين الخدمات داخل العاصمة وفي أسرع وقت ممكن. وكان هؤلاء قد شكلوا أربع مجموعات على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» انتهت بقرارهم تنظيم هذه المظاهرة التي اختاروا لها يوم عيد الحب.