مصر: الاحتجاجات تتواصل ودائرة المطالب تتسع

مزارعو قصب السكر يرفضون توريده للمصانع.. والعاملون في مترو القاهرة يهددون بتوقيفه.. و10 آلاف عامل يقطعون الطريق الصحراوي

جنود مصريون يسيرون بجانب سور مبنى مقر الحزب الوطني الديمقراطي في وسط القاهرة أمس (أ.ب)
TT

تواصلت، أمس، في ربوع مصر الاحتجاجات والإضرابات لتشمل فئات جديدة في المجتمع وتتسع دائرة المطالب الاجتماعية والاقتصادية، رغم بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أهاب بالمواطنين بالتوقف عن تلك الاحتجاجات للحفاظ على الأمن القومي والاقتصادي. فأمام مقر محافظة القاهرة اعتصم ثلاثة آلاف موظف بمرفق إسعاف القاهرة والمحافظات، مطالبين بتثبيت العمالة المؤقتة، والارتقاء بالتأمين الصحي والاجتماعي، وإنشاء نقابة تمثلهم. وقال المعتصمون إنهم يحتجون منذ أكثر من ثلاث سنوات ولم يستجب لهم.

وتظاهر العاملون في الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو أنفاق القاهرة للمطالبة بصرف الأرباح لجميع العاملين، وزيادة حافز الإثابة إلى 100% وبدل طبيعة العمل إلى 150%، وزيادة بدل العدوى إلى 50% وبدل السكن إلى 50%، ورفع الحد الأقصى للإضافي أسوة بجميع الشركات، وعمل لائحة خاصة بالعاملين في المترو، وتسوية جميع الحالات من حملة المؤهلات العليا، ووضع أولوية لتعيين أبناء العاملين في المترو بالخط الثالث، مهددين بالإضراب عن العمل إذا لم يستجب لمطالبهم. وفي مقر الشركة «المصرية للاتصالات» في القرية الذكية اعتصم نحو 1700 عامل مطالبين بزيادة الأجور. بينما استمر أكثر من 3000 عامل تابعين لوزارة الزراعة في اعتصامهم أمام مقر الوزارة في حي الدقي، للمطالبة برفع الأجور للحد الأدنى 1200 جنيه، وتثبيت العمالة المؤقتة، ورفع قيمة الحوافز. وفي محافظة حلوان، دخل عمال مستشفى الصف المركزي في إضراب مفتوح عن العمل للمطالبة بتحسين وضعهم المادي، وتثبيت عقود عملهم، التي تتجاوز الـ13 عاما، وصرف الحوافز المتأخرة. ولم يختلف الحال كثيرا في مستشفى قصر العيني (الفرنساوي) بالقاهرة الذي شهد هو الآخر مظاهرات للمطالبة بتحسين الرواتب وظروف العمل. وفي دمياط، واصل عمال مصنع الغزل والنسيج في دمياط اعتصامهم المفتوح لليوم الثاني، مطالبين بعزل رئيس مجلس الإدارة، وعزل المستشارين في الشركة البالغ عددهم 23 مستشارا، ومساواتهم بعمال مصنع الغزل والنسيج في المحلة الكبرى. وفي شمال سيناء، اعتصم مئات المزارعين أمام مقر مديرية الري بمدينة القنطرة شرق، للمطالبة بتقنين أوضاعهم وتمليك أراضي وضع اليد التي زرعوها، وسرعة إطلاق مياه الري في الترع بعد أن تم قطعها، مثل ترعة السلام وجابر الصباح.

وفي جنوب مصر، تظاهر الآلاف من مزارعي القصب أمام مصانع سكر قوص، شمال الأقصر، للمطالبة برفع سعر طن القصب وتحمل مصانع السكر نفقات نقل المحصول من الحقول إلى المصانع.

وفي المنصورة، دخل 3 آلاف من العاملين المؤقتين بالجامعة في اعتصام مفتوح، للمطالبة بتثبيتهم بعد نقض رئيس الجامعة وعوده لهم بالتعيين تباعا، وأكد المعتصمون أن راتب كل منهم بدأ بنحو 50 جنيها، ارتفع بعد 14 عاما إلى 350 جنيها فقط. وبالمثل دخل أعضاء مجلس نقابة العاملين في هيئة قناة السويس في اعتصام مفتوح بسبب تجاهل مطالبهم العمالية. وشهدت محافظة سوهاج 6 وقفات احتجاجية شملت كافة القطاعات تطالب بمحاكمة الفاسدين، حيث نظم العاملون في مستشفى اليوم الواحد ومستشفى الهلال ومستشفى سوهاج العام وعدد كبير من الأطباء والممرضين والعاملين المؤقتين بتلك المستشفيات وقفة احتجاجية طالبوا فيها بسرعة تثبيتهم، ونظم 6 آلاف موظف وقفة احتجاجية أمام مبنى مديرية التعليم مطالبين بإقالة وكيل وزارة التربية ومحاسبته وتشكيل لجنة للتحقيق في إهدار المار العام بالمديرية، وشهدت مديرية الري وقفة احتجاجية شارك فيها أكثر من 5 آلاف عامل طالبوا بفتح ملف الانتخابات البرلمانية الماضية التي ترشح فيها وزير الري السابق محمد نصر علام مستخدما كل إمكانات المديرية من سيارات وموظفين في حملته الانتخابية، ونظم العاملون في مصنع بصل سوهاج وقفة احتجاجية للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن توقف العمل في المصنع وتشريد أكثر من 4 آلاف عامل ومحاولة بيع أراضي المصنع لإنشاء وحدات سكنية عليها. وأشاروا إلى أن المصنع هو أكبر مصنع لتجفيف البصل في الشرق الأوسط وأفريقيا، وأن المصنع توقف تماما عن العمل منذ أغسطس (آب) عام 2008، وتم إنهاء جميع عقود العمالة الموسمية وتسريح عمالة تقشير البصل، وإلغاء صالات التقشير وتخفيض العمالة الدائمة إلى 92 عاملا فقط، ووقف جميع مستحقاتنا والمرتبات تتأخر بالشهر. كما قام مئات المزارعين في مركز طما بمحافظة سوهاج بقطع الطريق الزراعي أسيوط - سوهاج اعتراضا على مرور كوبري النيل خلال أراضيهم ومنازلهم، مؤكدين أن الكوبري أدى إلى بوار 72 فدانا من أجود الأراضي الزراعية. وبالمثل قطع 10 آلاف عامل بمجموعة «عرفة غروب» (الشركة السويسرية للملابس الجاهزة) طريق القاهرة - الإسماعيلية الصحراوي أمام مدخل مدينة العاشر من رمضان احتجاجا على تدني الرواتب وسوء معاملة أصحاب الشركة لهم. وطالب المتظاهرون بضرورة تحديد عدد ساعات العمل، والالتزام بأيام العمل الرسمية، حيث ترفض إدارة المجموعة، البالغ عدد شركاتها 4 شركات، منح عطلات أو إجازات رسمية أو حتى أجور إضافية.