نواب إيرانيون يطالبون بشنق موسوي وكروبي.. والقضاء يتوعد بالتصدي لهما

توقعات بزيادة الضغوط على المعارضة خشية تكرار سيناريو 2009.. وتقارير عن مقتل شخصين خلال المظاهرات

نواب إيرانيون يهتفون مطالبين بتنفيذ حكم الإعدام بحق زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي بتهمة «الفساد في الأرض» في طهران أمس (رويترز)
TT

ثارت ثائرة النواب الإيرانيين المحافظين، أمس، ردا على الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، الاثنين، بدعوة من أبرز قادة المعارضة الإصلاحية في إيران مير حسين موسوي ومهدي كروبي. وطالب النواب بمحاكمة المذكورين بتهمة «الفساد في الأرض»، بل دعا آخرون إلى تنفيذ حكم الإعدام شنقا فيهما. وجاء ذلك بينما نفت منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة مسؤوليتها عن فتح النار أثناء المظاهرات التي اندلعت في طهران ومدن أخرى، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين.

وطالب أعضاء في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) القضاء بتوقيع عقوبة الإعدام على موسوي وكروبي بتهمة التحريض على الاضطرابات.

ووقعت اشتباكات، أول من أمس، بين قوات الأمن والمحتجين، حين تجمع آلاف من أنصار المعارضة تضامنا مع الانتفاضة الشعبية في تونس ومصر في إحياء لاحتجاجات حاشدة هزت إيران عقب انتخابات الرئاسة في عام 2009.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن بيان النواب أن «زعيمي المعارضة (مهدي كروبي ومير حسين موسوي) يفسدان في الأرض وينبغي محاكمتهما». وقع على البيان 222 نائبا من بين النواب البالغ عددهم 290. وسبق أن وجهت تهمة الفساد في الأرض لمحتجين سياسيين وعقوبتها الإعدام. وقال النواب في البيان الذي تلي من على المنبر «إن صبر الناس نفد والجميع يريد أن ينال (موسوي وكروبي) أشد عقاب».

وخلال الجلسة البرلمانية انتقد النواب المحافظون بشدة زعيمي المعارضة واتهموهما بأنهما يخدمان مصالح «الولايات المتحدة والصهيونية»، وهتفوا «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل» ولكن أيضا «الموت لموسوي ولكروبي و(محمد) خاتمي» الرئيس الإصلاحي السابق الذي يدعم المعارضة، كما هتف نواب آخرون «موسوي وكروبي يجب أن يشنقا».

ومن جانبه، قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، في إشارة إلى الدعوة إلى التظاهر «إن هؤلاء السادة (موسوي وكروبي) اللذين نشرا هذه الدعوة سقطا في فخ الولايات المتحدة (..) إن البرلمان يدين هذا التحرك الأميركي الصهيوني المضاد للثورة واللاوطني لمثيري الفتن هؤلاء». وأضاف «ألم يكن عليهما أن يتوبا بعد أن شاهدا أن الولايات المتحدة والنظام الصهيوني والمنافقين (عبارة لوصف مجاهدين خلق) والملكيين يؤيدون تحركهم؟». وتابع: «إن البرلمان سيشكل لجنة لدراسة هذا التحرك المضاد للثورة ولمعرفة كيفية التصدي له».

وصرح لاريحاني لراديو الدولة «الهدف الرئيسي للأميركيين هو محاكاة الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط في إيران».

وبدوره، توعد غلام حسين محسني آجئي المتحدث باسم الهيئة القضائية بـ«التصدي لمن تسببوا في الإخلال بالنظام العام يوم الاثنين بقوة وفورا».

وقالت وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية إن مجموعة من الإيرانيين المتشددين بينهم طلبة ورجال دين خططت للقيام باعتصام خارج مجمع الهيئة القضائية في طهران، أمس، للمطالبة بمحاكمة «فورية لكروبي وموسوي»، وقالت أيضا إن طلبة متشددين احتجوا ضد موسوي وكروبي في جامعات مختلفة في طهران.

واتهمت السلطات الإيرانية مرارا زعيمي المعارضة بأنهما جزء من مؤامرة غربية للإطاحة بالنظام الإسلامي. ونفى موسوي وكروبي الاتهام كما تم منعهما من حضور مظاهرة الاثنين في طهران إذ إنهما يخضعان بحكم الأمر الواقع إلى الإقامة الجبرية منذ أيام كما تم قطع الاتصالات الهاتفية عنهما.

ويبدو أن الاحتجاجات ضد المؤسسة الدينية في إيران انتهت وعادت الحياة لطبيعتها في شوارع طهران ومدن أخرى أمس، ومن المتوقع أن يكثف الحكام المتشددون الضغط على المعارضة خوفا من تكرار احتجاجات عام 2009 التي شهدت أسوأ اضطرابات في إيران منذ الثورة الإسلامية في عام 1979.

ونشرت مواقع للمعارضة على الإنترنت أنه تم إلقاء القبض على ما لا يقل عن 20 ناشطا مؤيدا للإصلاح قبل احتجاجات أمس.

وكان المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قد وصف ثورتي تونس ومصر ضد حكام متحالفين مع الغرب بأنهما «صحوة إسلامية» أشبه بثورة عام 1979 التي أطاحت بشاه إيران الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة.

لكن المتظاهرين يرون الانتفاضتين أشبه باحتجاجاتهم عقب انتخابات يونيو (حزيران) 2009 التي يقولون إنها زورت لصالح الرئيس محمود أحمدي نجاد، الأمر الذي تنفيه السلطات.

إلى ذلك، نقلت وكالة «الطلبة» الإيرانية للأنباء عن كاظم جلالي أحد أعضاء البرلمان قوله إن شخصين قتلا في أحداث الاثنين أحدهما بالرصاص. ولم يكن واضحا هويتهما، فبينما أوردت أنباء أنهما من المتظاهرين أفادت تقارير أخرى بأن أحدهما من قوات الباسيج التي كانت تتصدى للمظاهرات. فيما نقلت وكالة أنباء «فارس» عن قائد الشرطة أحمد رضا رضوان قوله إن «أحد مواطنينا استشهد وأصيب 9 شرطيين برصاص المنافقين (العبارة المستخدمة للإشارة إلى مجاهدين خلق) في مظاهرات أمس (الاثنين)».

لكن منظمة «مجاهدين خلق» نفت في بيان من باريس المعلومات التي تحدثت عن أنها وراء إطلاق النار.

وقال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الواجهة السياسية لـ«مجاهدين خلق» إن «هذه الادعاءات الكاذبة التي لا تخدع أحدا، يحيكها النظام في حين يعلم الجميع أن القمع يأتي من السلطات وهيئاته من خلال إطلاق النار على المتظاهرين بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع».

وأكد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومقره باريس في بيان أنه «سيناريو كاذب وسخيف» يستخدم لتبرير «تنفيذ المزيد من الإعدامات بحق مقربين من (مجاهدين خلق)».

وأضاف البيان «منذ المظاهرات التي نظمت في 2009 ضد النظام أعدم شخصان بتهمة المشاركة في هذه المظاهرات. وكان جعفر كاظمي ومحمد علي حج اللذان أعدما في 24 يناير (كانون الثاني) 2011 ناشطين في منظمة (مجاهدين خلق)».