البابا شنودة: ثورة 25 يناير قوية وبيضاء ونحيي الشباب الذي قادها

في أول رد فعل انتظره المسيحيون طويلا

TT

في أول رد فعل له على ثورة «25 يناير»، أعرب البابا شنودة الثالث، بابا المسيحيين الأرثوذكس في مصر، عن تأييد الكنيسة لثورة الشباب، واصفا إياها بأنها «ثورة قوية بيضاء».

وعقدت «اللجنة المصغرة» للمجمع المقدس والمكونة من 9 أساقفة من الكنيسة القبطية اجتماعا، أمس، رأسه البابا شنودة، وأصدرت بيانا عقب الاجتماع وقعه البابا شنودة، قال فيه: «إن الكنيسة تحيي شباب (25 يناير) الذي قاد مصر لثورة قوية بيضاء، وبذل في سبيل ذلك دماء غالية لشهداء الوطن الذين مجدتهم مصر قيادة وجيشا، بل مجدهم الشعب كله ونحن نعزي أهلهم وأفراد أسرهم».

وأشاد البيان بـ«دور الجيش المصري الباسل والمجلس الأعلى للقوات المسلحة وما أصدره من بيانات من أجل الحفاظ على مصر في الداخل والخارج»، معربا عن التأييد لقرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة الخاص بحل مجلسي الشعب والشورى.

وقال البيان: «نحن نؤمن بأن تكون مصر دولة ديمقراطية مدنية تختار أعضاء برلمانها بانتخابات حرة ونزيهة وتتمثل فيها جميع فئات الشعب، ونؤيد مصر كلها في محاربة الفقر والفساد والبطالة ومقاومة الفوضى والتخريب وفي إرساء الأمن والأمان ومبادئ العدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية وفي الاقتصاص من المفسدين والخارجين عن القانون».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول اجتماع البابا شنودة بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة لعرض بعض المطالب الكنسية، قال الأنبا آرميا، سكرتير البابا شنودة، «إن ذلك لم يتقرر بعد»، مشيرا إلى أن البيان الذي صدر أمس يعبر عن الموقف الرسمي للكنيسة الأرثوذكسية، بعيدا عن أي تصريحات أخرى لأي جهة.

وكان البابا شنودة قد رفض مشاركة المسيحيين في المظاهرات التي انطلقت يوم 25 يناير (كانون الثاني) الماضي، وطلب من الكنائس التنبيه على أتباعها بعدم الخروج، إلا أن عددا كبيرا من المسيحيين خرجوا إلى ميدان التحرير للمطالبة بإسقاط النظام السابق، وأقاموا قداسا في الميدان تكريما لأرواح الشهداء.

وأجرى البابا شنودة اتصالا هاتفيا بالرئيس السابق حسني مبارك بعد خطابه الأول الذي أعلن فيه أنه لن يترشح لفترة جديدة، وعبر له عن تأثره بالخطاب وثقته أنه (مبارك)، سيتجاوز بمصر الأزمة الحالية.

ويعرف عن البابا شنودة علاقته القوية بالرئيس السابق مبارك، وذكرت بعض وسائل الإعلام أنه بكى تأثرا بعد تنحي الرئيس السابق.

ولام الكثير من المحللين على الكنيسة تأخر إعلان موقفها من ثورة «25 يناير»، وأبدى مسيحيون استياءهم مما قالوا إنه «انحياز من الكنيسة لنظام مبارك».