الإسكندرية: حقوقيون يتهمون ضباطا بالقتل العمد

طلبوا التحقيق معهم ومنعهم من السفر

TT

تقدم مدير مركز حقوقي ببلاغ إلى المحامي العام الأول لنيابات الإسكندرية يتهم فيه 85 ضابطا من قوات الشرطة التابعين لقوات أمن المحافظة بالقتل العمد والتمثيل بجثث مواطنين أثناء الأحداث التي شهدتها المدينة في الفترة من 25 وحتى 28 من يناير (كانون الثاني) الماضي.

وكشف البلاغ، الذي قدمه خلف بيومي، مدير مركز «الشهاب» الحقوقي، عن أن أحد ضباط المباحث بقسم الرمل قتل 37 شهيدا، حينما أطلق النار عشوائيا على المتظاهرين المارين من أمام القسم. وطالب البلاغ بإلقاء القبض فورا على الضباط المتهمين وإصدار قرار بمنعهم من السفر.

وأشار بيومي في بلاغه إلى استخدام أجهزة الشرطة لأسلحة وطلقات محظورة دوليا أثناء تصدي رجالها للمتظاهرين، حيث تم العثور على طلقات انشطارية تدعى «دم دم»، والمحرم استخدامها دوليا. وقال البلاغ إن «الطب الشرعي» أثبت وجود هذه الطلقات بأجساد العشرات من الشهداء بالإسكندرية، خاصة ممن سقطوا بطلقات رجال الشرطة في منطقتي العجمي (غرب المدينة) والرمل ثان (شرق المدينة).

وأشار البلاغ إلى أن الشهيد الشاب محمد عثمان، 20 عاما، قد أصيب بطلقتين نفذتا إلى رأسه وأذنه أثناء تظاهره سلميا بمنطقة العجمي، حينما أطلق رجال الشرطة والأمن المركزي طلقات عشوائية، أصابته منها اثنتان وانفجرتا مرة أخرى داخل رأسه وأذنه تاركتين تجويفا بالرأس مساحته 8 سنتيمترات.

وقال والد الشهيد عثمان لـ«الشرق الأوسط»: إن الطبيب الشرعي الذي قام بالكشف على جثة نجله أكد أنه تعرض لطلقات انشطارية، مشيرا إلى أن هذه الطلقات هي ذاتها التي كان يستخدمها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وأن العالم الغربي والمجتمع الدولي هددا بفرض عقوبات على إسرائيل إثر ذلك.

وأما والد الشهيد محمد عبد اللطيف، 27 عاما، فأكد لـ«الشرق الأوسط» أن نجله أصيب بثلاث طلقات انشطارية في صدره، وعثر على جثته بينما منطقة الصدر في حالة تهتك كامل نتيجة الطلقات المحرمة، وهو ما أوضحه له الأطباء الذين وقعوا الكشف الطبي على الجثة قبل التصريح بدفنها.

وكشف والد الشهيد حسام فتحي عن تعرض نجله لمطاردة شرسة من ضباط قسم شرطة المنتزه (غرب المدينة)، وقال: «أصيب نجلي بطلقة في قدمه، وساعده بعض المتظاهرين وحملوه إلى أحد المحلات الموجودة بمنطقة فيكتوريا ليختبئ بداخله. إلا أن شهود الواقعة أكدوا قيام ضابط بتعقبهم، ثم قام بإطلاق الرصاص مرة أخرى على نجلي حيث أرداه قتيلا، قبل أن يركل الجثة بقدمه، ولم ينصرف إلا بعد أن تأكد من وفاته».

وقالت والدة الشهيد الشاب محمد السيد محمد، 18 عاما، إن ضابط الرمل ثان قام بإلقاء القبض على نجلها يوم 28 يناير، وعندما شعر بتوجه المتظاهرين ناحية القسم، مرددين هتافات ضد الظلم والفساد، أصابته حالة من الذعر، واصطحب نجلي معه فوق سطح القسم وألقى به من أعلى، ثم أطلق الرصاص عليه فأرداه قتيلا، وهو الأمر الذي أثار مشاعر المتظاهرين الذين قاموا بتحطيم القسم على من فيه، إلا أن الضابط كان قد هرب واختفى بعد أن أوقف سيارة أجرة بالقوة، شاهرا سلاحه في وجه سائقها.