إيران تتعهد بقمع المظاهرات.. وكروبي يرد: افتحوا آذانكم قبل فوات الأوان

مواجهات خلال جنازة أحد الضحايا.. واشتباكات داخل جامعة طهران

حشود إيرانية ترفع لافتات تندد بزعماء المعارضة في طهران لدى تشييع طالب قتل الاثنين الماضي في مظاهرة معادية للحكومة (أ.ف.ب)
TT

لا تزال المواجهات مستمرة في إيران بين أطياف المعارضة الإصلاحية وقوات الأمن وذلك لليوم الثالث على التوالي، فيما دان زعيما المعارضة الإيرانية الرئيسية مير حسن موسوي ومهدي كروبي أمس قمع المظاهرات المناهضة للحكومة ورفضا أي ارتباط لها بدول أجنبية، استمرت الدعوات البرلمانية إلى محاكمتهما وإعدامهما، في الوقت الذي لا تزال تتواصل الاحتجاجات والاشتباكات بين معارضي النظام وقوات الأمن.

وقال رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي في موقعه الإلكتروني «تريد الموجة الخضراء فحسب تحقيق قيم الثورة (الإيرانية عام 1979) والحرية وتنفيذ الدستور وتعتمد تلك الحركة على قوة الشعب الإيراني لا على أطراف خارجية».

أما رئيس البرلمان السابق مهدي كروبي فكتب في موقعه الإلكتروني «لقد كنت جنديا في هذا البلد لأكثر من 40 عاما ولا أخشى من أي تهديدات. ومستعد لدفع أي ثمن ضروري». وقال كروبي «لكن بدلا من التهديدات يتعين أن تطلقوا سراح جميع السجناء السياسيين وتوقفوا قمع الشعب وتسمحوا بحرية الصحافة والالتزام بدستوركم».

وقال كروبي الرئيس الإصلاحي السابق لمجلس الشورى في رسالة نشرها موقعه «سهام نيوز. أورغ» مخاطبا السلطة «أحذركم، افتحوا آذانكم قبل فوات الأوان واستمعوا إلى صوت الشعب».

وفي تلميح إلى الثورتين المصرية والتونسية اللتين أطاحتا رئيسي البلدين حسني مبارك وزين العابدين بن علي في الأسابيع الماضية، قال كروبي إن «الأعمال العنيفة والعداء حيال مطالب الشعب لا تساعد في الحفاظ على الوضع الراهن إلا لبعض الوقت. استخلصوا العبرة من مصير السلطات التي ابتعدت عن الشعب». وجاءت المظاهرات تلبية لنداء زعيمي المعارضة رغم رفض السلطات منحها ترخيصا. وقد ردد المتظاهرون هتافات مناوئة للرئيس أحمدي نجاد ومرشد الثورة علي خامنئي.

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية على موقعها على الإنترنت إن مؤيدين للحكومة ومعارضين لها اشتبكوا في طهران خلال جنازة طالب قتل بالرصاص خلال تجمع للمعارضة قبل يومين.

وقتل الطالب صانع جاله بالرصاص يوم الاثنين خلال أول تجمع حاشد للمعارضة منذ أكثر من عام واعتبره مؤيدو ومعارضو الحكومة على حد سواء شهيدا. وتبادل الجانبان الاتهامات بالتسبب في مقتله.

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون في موقعها على الإنترنت إن الاشتباك وقع خلال جنازة بدأت من كلية الآداب بجامعة طهران في وسط العاصمة والتي كان يدرس بها جاله.

وأضافت «اشتبك طلاب وأشخاص يشاركون في جنازة الطالب الشهيد صانع جاله مع عدد صغير ذي صلة فيما يبدو بحركة العصيان وأرغموهم على المغادرة من خلال ترديد هتافات تطالب بالموت للمنافقين».

وكان تجمع يوم الاثنين الأول الذي تنظمه الحركة الخضراء منذ الاحتجاجات الحاشدة في الأسابيع والشهور التي أعقبت إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا للبلاد عام 2009 والتي قضت عليها الحكومة واتهمت خلالها قوى أجنبية بإحداث «فتنة».

وقالت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء إن جاله كان عضوا في ميليشيا الباسيج وهي قوة كبيرة من المتطوعين وعلى صلة بالحرس الثوري الذي قام بدور حيوي في قمع الاحتجاجات عام 2009. ولم تنف مواقع معارضة أن جاله كان عضوا في ميليشيا الباسيج التي تضم ملايين من الأعضاء في أنحاء إيران لكنها قالت إنه كان مؤيدا نشطا للمعارضة.

وأظهر التلفزيون الحكومي المئات وهم يحيطون بالنعش المغطى بعلم إيران. ونقل موقع كلمة المعارضة على الإنترنت عن طالب قوله إن أعدادا كبيرة من أشخاص مجهولين تنكروا في صورة طلبة دخلوا الجامعة منذ الصباح الباكر. ودعا أعضاء في البرلمان وبعض كبار رجال الدين إلى القبض على موسوي ومهدي كروبي وهو زعيم آخر للمعارضة ومحاكمتهما.

وقد وقعت مواجهات أمس بين أنصار النظام الإيراني ومؤيدين للمعارضة «كما يبدو» خلال تشييع شخص قتل في المظاهرات المناهضة للحكومة الاثنين فيما أعلنت إيران أنها تعتزم إطلاق ملاحقات بحق قادة المعارضة.

وقال التلفزيون الإيراني على موقعه على الإنترنت أن «طلابا وأشخاصا مشاركين في جنازة الشهيد صانع جاله في جامعة طهران للفنون الجميلة اشتبكوا مع عدد صغير من الأشخاص يبدو أنهم من حركة مثيري الفتنة».

ولوح مدعي عام إيران غلام حسين محسني إيجائي في هذا الوقت باحتمال ملاحقة زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذين دعيا إلى مظاهرة الاثنين.

وفي المقابل، دعا النظام الإيراني إلى مظاهرة غدا للتنديد بحركة المعارضة كما أفاد التلفزيون الرسمي على موقعه الإلكتروني. وأعلن مجلس تنسيق نشر الدعوة الإسلامية أن «شعب طهران النبيل سينزل إلى ساحة انقلاب بعد صلاة الجمعة بقوة».

ولعل اللافت هو إدانة دان مجلس الخبراء، وهو أحد أجهزة السلطة الإيرانية برئاسة الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، «قادة الفتنة» (المعارضة) المتهمين بخدمة مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك في بيان نشرته الأربعاء وكالة «ايلنا» العمالية للأنباء.