مفتي السعودية يفند فتوى مزعومة منسوبة له تؤيد بن لادن و«القاعدة»

رأى في بيان ذيل بتوقيع 7 أعضاء أن التنظيم «ليس خلافة إسلامية»

صورة ضوئية لبيان هيئة كبار العلماء الذي فندت فيه ما نقل عنها من تأييد لابن لادن و«القاعدة» طبقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)
TT

دحضت أعلى سلطة دينية في السعودية ما نقل عن هيئة كبار العلماء في المملكة في فتوى ترى أن زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، ومن ينتمي إليه في التنظيم «على الحق ظاهرين»، وأن التنظيم خلافة إسلامية.

وبدد مفتي عام السعودية، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الفتوى المكذوبة التي أعلنت على لسان اللجنة، واحتوت ذكر أن أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة «على الحق ظاهرين، وأن التنظيم خلافة إسلامية»، وهو ما فنده البيان بشكل قاطع.

وقال في بيان صادر عن اللجنة الدائمة للإفتاء، نقلته وكالة الأنباء السعودية، إن ما جاء في الفتوى بهتان وزور وكذب على اللجنة الدائمة.

ونص التفنيد الذي حواه البيان الصادر عن الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء أمس «اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى المفتي العام من بعض السائلين والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (336) وتاريخ 6/3/1432هـ، حول ما نشر في بعض مواقع الشبكة العنكبوتية من فتوى مزورة ومكذوبة على اللجنة، وقد أعطيت رقما وتاريخا من فتوى أخرى، ومهرت بتواقيع مركبة للأعضاء».

وتضمن البيان القول بأن الفتوى المكذوبة تضمنت أن اللجنة الدائمة، تذكر أن (أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة على الحق ظاهرين، وأن التنظيم خلافة إسلامية)، إلى آخر ما جاء في هذه الفتوى من البهتان والزور والكذب على اللجنة الدائمة». وحوى البيان عدة بنود، أولها أن «ما نسب إلى اللجنة في هذه الفتوى المزورة كذب وبهتان لا نقر به ولا نرضى عنه، والله حسيب وطليب من كتب هذه الفتوى وعمل على إخراجها».

وأبرز البند الثاني «عدم خفية حكم الشريعة فيمن تقول على شخص كلاما لم يقله، ونسب إليه ما لم يصدر عنه، وأنه بفعله هذا آثم مرتكب لجرم يستحق عليه العقاب الشرعي، وبقدر نوع الافتراء ومن نسب إليه، يكون قدر الجرم والإثم والجزاء المترتب عليه في الدنيا والآخرة، حيث قال الله تعالى (سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ)، ولذلك كان أعظم الافتراء هو الافتراء على الله قال تعالى: (قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ)، وقال سبحانه: (انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا)، ثم يأتي بعد ذلك الافتراء على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله رسالاته، وفي الحديث الصحيح المتواتر: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)، ثم يأتي بعد ذلك الكذب على أهل العلم ذلك لأنهم وارثو علم النبوة، حيث قال الله تعالى: (بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ) وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)».

وأبرز البيان أن الافتراء عليهم (ويقصد الافتراء على اللجنة الدائمة للإفتاء) من أعظم الافتراء، وهو ما يدل على عظم وخطورة ما ينسب إلى أهل العلم وما يؤكد شناعة وخطورة التزوير والتقول عليهم. وقررت اللجنة أن «ما جاء في هذه الفتوى المزورة المكذوبة - هو بحمد لله تعالى - ظاهر البطلان، بين الكذب، لا ينطلي على من له أدنى معرفة بالبيانات والقرارات الصادرة عن هيئة كبار العلماء وفتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وعلماء هذه البلاد، فإن المدعو الضال أسامة بن لادن، وتنظيم القاعدة، متقرر لدى العلماء ضلال مسلكهم، وشناعة جرمهم، وأنهم بأقوالهم وأفعالهم ما جروا على الإسلام والمسلمين إلا الوبال والدمار، وكل عاقل فضلا عن عالم، يدرك انحراف هذا المسلك، وأنه لا يجوز لمسلم أن ينتسب إلى تنظيم القاعدة، ولا أن يرضى بأفعاله، ولا أن يتكتم على المنتسبين إليه».

ورأت اللجنة عدم جواز التساهل مع مروجي الأقوال الكاذبة والشائعات الباطلة، لا سيما إذا كانت منسوبة إلى أهل العلم الذين يبينون الشرع، ويفتون السائلين لما يؤدي إليه هذا التساهل من آثار خطيرة وكبيرة على المسلم جرى البيان والإيضاح لتلقف بعض الأيدي هذه الفتوى المزورة المكذوبة بيانا للحق وبراءة للذمة وحسما لمادة الشر.

وذيل البيان بتوقيع الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ رئيس اللجنة، والعضو الشيخ أحمد بن علي سير المباركي، والعضو الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، والعضو الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير، والعضو الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ، والعضو الشيخ عبد الله بن محمد بن خنين، والعضو الشيخ عبد الله بن محمد المطلق.