المالكي في الكويت لتعزيز العلاقات الاقتصادية

يسعى إلى موقف إيجابي من ملف الديون والتعويضات

عبد الله الرومي نائب رئيس مجلس الأمة الكويتي يستقبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لدى زيارته مقر المجلس أمس (أ.ف.ب)
TT

وصل رئيس الوزراء العراقي إلى الكويت أمس في زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا وتهدف إلى تطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين. وأجرى المالكي محادثات مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ومع نظيره الكويتي الشيخ ناصر محمد الصباح.

وكان وزير شؤون مجلس الوزراء روضان الروضان أكد قبل وصول نوري المالكي أن زيارة رئيس الوزراء العراقي ستشكل فرصة للبحث في سبل تعزيز «العلاقات الاقتصادية والتجارية إضافة إلى مواضيع أخرى تهم البلدين»، حسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وكان الشيخ ناصر الصباح قام الشهر الماضي بأول زيارة للعراق لرئيس وزراء كويتي منذ الغزو العراقي للكويت في 1990.

وبعد عشرين سنة على الغزو وحرب الخليج، ما زال هناك العديد من النقاط العالقة بين البلدين، لا سيما مسألة التعويضات والديون وترسيم الحدود البحرية والبرية. وما زال يتعين على العراق دفع أكثر من عشرين مليار دولار كتعويضات عن الغزو، في حين تسعى بغداد إلى أن يتم حل هذه المسألة. كما تطالب الكويت بإعادة ممتلكات إضافة إلى جثث مئات المواطنين الذين اختفوا خلال الاحتلال العراقي.

وفي حين يسعى المالكي، طبقا لمصادر مطلعة، إلى الحصول من الكويت على موقف إيجابي من شأنه أن يرفع من معنوياته أمام الشارع العراقي سواء على صعيد الديون أو التعويضات، فقد اعتبر قيادي في ائتلاف دولة القانون مقرب منه أن هذه الزيارة من شأنها الإسهام في حلحلة العديد من المسائل العالقة بين البلدين. وقال النائب في البرلمان العراقي عن التحالف الوطني سعد المطلبي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «زيارة المالكي إلى الكويت في هذه المرحلة هي بالدرجة الأولى رد للزيارة التي قام بها إلى بغداد قبل فترة رئيس الوزراء الكويتي. كما أنها تهدف إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين مع إمكانية حل المسائل العالقة عن طريق الحوار الجاد والمعمق».

ومن بين أهداف الزيارة، مثلما يرى المطلبي، «فتح صفحة جديدة أيضا ليس بين العراق والكويت فقط؛ وإنما بين العراق ومحيطه العربي، والتأكيد على أن عراق اليوم هو ليس عراق الأمس، بما في ذلك البحث عن أسس للشراكة السياسية مع جميع دول المنطقة من خلال التعقل والحكمة». وحول ما إذا كانت هذه الزيارة ستنهي المشكلات العالقة بين البلدين، قال المطلبي: «من غير المعقول أن تتمكن زيارة واحدة من حسم كل القضايا العالقة، ولكنها ستذلل الكثير، خصوصا أن الكويتيين كانوا قد تضرروا من النظام السابق مثلما تضرر العراقيون، ولكن هناك ملفات مهمة سيبحثها السيد المالكي مع القادة الكويتيين».