زعيم المعارضة الكردية يثني أحد قدامى البيشمركة عن إحراق نفسه

تضارب في حزب طالباني حيال التعامل مع تداعيات الأحداث بكردستان

TT

نجح رئيس حركة التغيير الكردية المعارضة نوشيروان مصطفى، في إثناء أحد البيشمركة القدامى عن إحراق نفسه أمس بعد أن قرر ذلك احتجاجا على الفساد وانعدام العدالة في كردستان.

ونقل موقع «سبه ي» الكردي التابع لحركة التغيير أن حكيم محمود وهو أحد البيشمركة القدماء صرح له بـ«أنه ورفاقه ناضلوا لسنوات طويلة من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة في كردستان، ولكن الذي نراه اليوم من انتشار الفساد وانعدام العدالة من قيادة الإقليم، يدفعني إلى اتخاذ قرار بإحراق نفسي احتجاجا على هذه الأوضاع، وقد طلب مني الكثيرون من رفاقي أن أتراجع عن هذا القرار ولكني كنت مصرا عليه، ولكن اليوم التقاني الأخ نوشيروان مصطفى وعمر سيد علي وطلبا مني بإلحاح عدم الإقدام على حرق نفسي فرضخت لرغبتهما الملحة».

ونقل الموقع أن محمود يعيش بناحية بازيان (20 كم جنوب السليمانية) وهو متزوج وله 6 أطفال، وقتل اثنان من أشقائه أثناء الثورة الكردية بجبال كردستان، وأصيب شقيق ثالث له بالعوق جراء عملية عسكرية ضد النظام السابق. وفي السياق ذاته، تضاربت المواقف بين قادة الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الجمهورية جلال طالباني والمنافس الرئيسي لحركة التغيير، في ما يتعلق بالإجراءات المتوقعة للتعاطي مع البيان الذي أصدرته الحركة مؤخرا ودعت فيه إلى حل البرلمان والحكومة، وهددت بالنزول إلى الشوارع للتعبير عن احتجاجها ضد السلطة على غرار احتجاجات مصر وتونس. ففي حين أكد نائب الأمين العام كوسرت رسول علي في لقاء صحافي أن «قيادة الاتحاد لن تسمح بوصول الصراع السياسي إلى حد الاقتتال الداخلي»، أكد رئيس المجلس المركزي (البرلمان الحزبي) للاتحاد الوطني بكر الحاج سفر أن «قيادة الاتحاد الوطني نفد صبرها، وأنها ستتخذ كل الإجراءات لوقف الحركة عند حدها». وقال كوسرت رسول علي في لقاء نشرته صحيفة «آوينة» الكردية المستقلة بعددها الصادر يوم أمس «أنا أعتقد أن الحرب والقتال لم يكونا أبدا طريقا لمعالجة مشكلاتنا وحسم صراعاتنا، وقد أثبتت تجارب التاريخ قديما وحديثا أن أي صراع حسم بالحرب والقتال الداخلي كانت جراحاته أعمق ومن الصعب اندمالها، ولذلك لم أكن أبدا مؤيدا لحرب الأخوة خصوصا بين القوى الكردستانية، وتحديدا بيننا وبين حركة التغيير التي تربطنا معهم سنوات طويلة من النضال المشترك داخل خنادق الجبال للدفاع عن وجود شعبنا، لكل ذلك فإن الحرب والقتال الداخلي غير مقبول وغير مشروع مطلقا، وقيادة الاتحاد الوطني لم تختر طريق الحرب، وإذا تأزم الوضع - لا سمح الله - فإن الجميع سيتضرر، عندها سيكون لنا كلام آخر». من جهته، أكد القيادي في الاتحاد الوطني ورئيس مجلسه المركزي بكر الحاج سفر في تصريح نقلته صحيفة «كردستاني نوى» اليومية التي يصدرها الاتحاد الوطني في السليمانية أن «بيان حركة التغيير كان بهدف تخريب الوضع الأمني في كردستان، لكي تستغل ذلك من أجل الاستيلاء على السلطة، فإذا أبدت قيادة الاتحاد الوطني مرونة تجاه ذلك البيان، فإن جماهير الاتحاد الوطني لن تقبل منه ذلك».