ضباط الشرطة المصرية يقتحمون ساحة الـ«فيس بوك»

دشنوا صفحات إلكترونية تدعو للتعاطف معهم وعدم اعتبارهم «كبش فداء»

TT

يبذل ضباط الشرطة في مصر قصارى جهدهم لتحسين صورتهم السلبية التي تشكلت لدى عدد كبير من المصريين، في أعقاب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) وما شهدته من أعمال عنف ضد المتظاهرين وهروب جماعي من السجون، تورطت فيه عناصر من وزارة الداخلية.. وقد سار هؤلاء الضباط على نفس خطى شباب الثورة، فقدموا اعتذارات للشعب المصري وأوضحوا رؤيتهم في هذه الأحداث على موقع الـ«فيس بوك» أيضا، باعتباره الوسيلة التي أشعلت المظاهرات وهي الأسهل للتخاطب مع الشباب.

وأنشأ عدد من الضباط مجموعات وصفحات على الموقع تحمل أسماء «وزارة الداخلية المصرية، اتحاد ضباط الشرطة، ضباط ضد الفساد، اتحاد ضباط الشرطة الشرفاء... الخ». وكلها ترفع شعار «الشرطة في خدمة الشعب». ووضعوا عليه صور لشهداء وضحايا قوات الشرطة منذ 25 يناير، وشعار وزارة الداخلية.

وبعث هؤلاء الضباط برسالة لجموع الشعب المصري يقولون فيها «مائة وثلاثون عاما نحمي مصر، نذرنا أرواحنا فداءها، قدمنا من التضحيات الكثير، ونسهر على حماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، نعمل في أسوأ الظروف التي لا يتحملها بشر، ولم نطالب يوما أي مطالب شخصية على الرغم من ظروفنا المعيشية والاجتماعية السيئة، ضعفت رواتبنا وزادت عدد ساعات عملنا وفقدنا حتى حقنا المشروع في الإجازات والأعياد، ولم نتذمر أو نطالب بشيء أو نمتنع يوما عن أداء واجبنا، والآن أصبحنا خونة وجبناء ولصوصا!».

ونفى الضباط أنهم كانوا خونة أو جبناء، مؤكدين أن منهم يوميا يسقط شهداء لا يعلم عنهم أحد شيئا. وقال الضباط «لو منا من أخطأ فليحاسب، إننا كباقي شعب مصر ضحية نظام فاسد، نحن أسعد الناس برحيله». وناشد الضباط المواطنين الشرفاء بالقول «لا تظلموا آباءكم ولا إخوانكم ولا أصدقاءكم ولا أبناءكم فنحن لسنا من بلاد أخرى».

وعلى الرغم من تعاطف عدد كبير من المواطنين والشباب على الإنترنت معهم، فإن عددا كبيرا أيضا تشكك في نواياهم، وأكدوا أنه لا يمكن التسامح مع هؤلاء الضباط قبل محاسبة المقصرين منهم، وإجراء تعديلات هيكلية في طريقة عمل هذا الجهاز ومعاملة الشرطة للمواطنين.

وترى السيدة فاطمة الراوي «المشكلة تكمن في نفسية الضباط.. فهناك مواد دراسية تدرس لطلاب الشرطة سواء في كليات الشرطة أو معاهدها بجميع أنواعها تضمن كيفية السيطرة على نفسية الضابط.. وبالتالي، فإن أول حاجة يعملها وزير الداخلية الجديد هو أن يقوم بتعديل هذه المناهج وما يعادلها وتوجيها لإعداد الضباط بنفسية متوازنة لكي يستطيع أن يتعامل مع المجرم والمواطن المصري الشريف، كل منهم على حدة وليس كله سواسية». تقول رحاب هارون، «لوكلنا نلزم الحياد والشفافية والموضوعية، فإن جهاز الشرطة لأغني عن وجوده، لكن يلزمه بعض التنقيحات كي لا يحكم عليه ظلما بعد ذلك، ولا يمكن أن نبني مصر جديدة إلا إذا فتحنا صفحة جديدة وكنا إيجابيين».

لكن جمال المصري، يلفت الانتباه قائلا «دول يا جماعة حتى على صفحاتهم على الـ(فيس بوك) قاعدين نكتبلهم ونرد على كل تساؤل لهم وهم برضه ودن من طين وودن من عجين». ودعا هؤلاء الضباط للتفاعل مع الناس وسمع شكواهم. وأشار محمد أحمد، إلى أن «من يريد أن يفتح صفحة جديدة عليه أولا محاسبة المقصرين، ولا بد من عرف عنه سوء السلوك أن يفصل من أجل ألا يضيع مجهودات بناء الثقة».