«الإخوان» يؤكدون عدم دعوتهم للقرضاوي

قوى سياسية تنفي هيمنة الجماعة وتؤكد أن «جمعة النصر» كانت لكل المصريين

الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي (وسط) يحيي الجماهير التي احتشدت في ميدان التحرير أمس (أ.ف.ب)
TT

رفضت قوى سياسية مصرية ما بدا محاولة لاستغلال البعض حضور الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يعد أحد رموز جماعة الإخوان المسلمين، في ميدان التحرير للحديث عن هيمنة «الإخوان» على مشهد احتفال النصر.

وأبدت جماعة الإخوان المسلمين دهشتها مما قيل عن محاولتها استغلال مشهد الاحتفال لتتصدر الساحة السياسية، وقال الدكتور سعد الكتاتني عضو مكتب الإرشاد، المتحدث الرسمي للجماعة أن «(الإخوان) لم يدعوا الدكتور القرضاوي أصلا، فالدعوة وجهها الشباب في التحرير».

وقال جورج إسحاق، القيادي في الجمعية الوطنية للتغيير، المنسق السابق لحركة «كفاية»، الذي شارك، أمس، في قداس أقيم في ميدان التحرير، إن «حضور القرضاوي لم يكن أبدا محاولة من جماعة الإخوان المسلمين للتقدم بخطوة على من شارك في صنع الثورة المصرية».

وأضاف أن خطبة القرضاوي كرست لأفكار الوحدة الوطنية، وأنه تحدث للمصريين كافة ورفض قصر كلماته على المسلمين، وتابع إسحاق بقوله: «إذا كان هناك بعض من السلفيين حاولوا رفع شعارات دينية فإن مشهد الوحدة الذي تجلى في الميدان لفظهم بعفوية، فما حدث منذ 25 يناير (كانون الثاني) وضع المصريين أمام واقع جديد ولن يعيدنا أحد إلى الوراء».

يتفق الدكتور عمرو الشوبكي، الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية مع إسحاق، ويضيف قائلا: «انتهت جمهورية الخوف، ولا بد من طي هذه الصفحة والتخلص من فزاعة (الإخوان)».

وتابع بقوله: «القرضاوي مواطن مصري منع من الكلام في بلده على مدار 30 عاما، وما جاء في خطبته خلا من أي كلمات الجهاد ولم يلامس الخطاب (الإخواني) وظلت القضية الفلسطينية في حديثه تحت السقف الوطني العام الذي لا يختلف عليه أحد».

من جهته أعرب القيادي في حزب الوفد، ياسر حسان، عضو الهيئة العليا في حزب الوفد، عن اعتقاده أن ملايين المصريين الذين احتشدوا في الميدان لم يأتوا من أجل القرضاوي، ونفى أن يكون قرار الجيش المصري بفتح معبر رفح جاء كاستجابة لما طالب به القرضاوي في خطبة الجمعة، أمس. وقال حسان إن القيادات الوفدية «تراقب المشهد السياسي بحذر لكنها تفضل أن لا تستبق الأمور في انتظار النتائج خاصة في ضوء اختيار قيادي بالجماعة في لجنة تعديل الدستور».

ويقول الباحث في الشؤون السياسية والجماعات الإسلامية الدكتور نبيل عبد الفتاح: «بعض الإشارات التي برزت من هذا الاحتشاد الذي بلغ نحو مليوني ونصف المليون، في تقديري، حيث كنت في قلب الميدان، وفي تقديرات أخرى 3 ملايين تشير إلى أن جماعة الإخوان المسلمين، معززة بوجود الدكتور يوسف القرضاوي المقرب منها، حاولت فرض هيمنة رمزية على ما تم. لكن أتصور أن الصورة في عمق الميدان كانت مخالفة لذلك، حيث سيطر الطابع الحداثي على مظاهرة اليوم، كما تم تقسيم المنطقة إلى مجموعات، وكان هناك رقص على أنغام الطبول والمزمار البلدي، شاركت فيه فتيات ونساء يرتدين الحجاب العادي، وأيضا على إيقاع الأغاني الوطنية والعاطفية، شاهدت ذلك في ميدان طلعت حرب المتاخم لميدان التحرير، وهو من المجموعات الملحقة بمظاهرة اليوم».